الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أبلة حكمت.. فاتن حمامة «الست الناظرة»

فاتن حمامة في مشهد من المسلسل (الصور من المصدر)
13 ابريل 2021 02:29

محمد قناوي (القاهرة)

في رمضان 1991، لم يكن أحد في مصر يخرج من بيته ليلاً إلا بعد انتهاء عرض مسلسل «ضمير أبله حكمت»، وأي حديث على التليفون بين أي اثنين لا يزيد على سؤال: متى أراك؟ وتكون الإجابة في الليل، بعد «أبله حكمت»؛ ولم يكن هذا يحدث في مصر فقط، بل في جميع البلدان العربية التي كانت تشاهد مسلسل «ضمير أبله حكمت»، الذي كان يجتذب الملايين إلى شاشة التلفزيون، بحيث يرتّبون أوقاتهم على أساس أن يكونوا أمامها في وقت عرض الحلقة..
ويعد مسلسل «ضمير أبله حكمت» تأليف الكاتب أسامة أنور عكاشة، وللمخرجة إنعام محمد علي التجربة الأولى للنجمة الراحلة فاتن حمامة في الدراما التليفزيونية؛ ومن أهم المسلسلات الدرامية التي تغوص في أعماق قضية التربية والتعليم وتأثيرها على المجتمع بأشكال عدة وحقق المسلسل نجاحاً كبيراً، حينما عرض على التلفزيون وظل محفوراً في ذاكرة الجمهور المصري والعربي كواحد من كلاسيكيات الدرامة التليفزيونية، ليس فقط لمستواه الفني الجيد، ولكن بفضل القيم التربوية والتعليمية التي يتضمنها، وتناول قضية في غاية الأهمية، وهي كيفية بناء جيل جديد من أبناء المدارس يفيد الوطن بعدما يكبر، وحقق المسلسل نجاحاً كبيراً، ونال استحسان الغالبية، ليس فقط لمستواه الفني الجيد، ولكن بفضل القيم التربوية والتعليمية التي تضمنها ودارت أحداث المسلسل حول ناظرة مدرسة للبنات «حكمت هاشم» التي تحاول تحقيق حلمها بتطبيق تجربتها التربوية على كافة مدارس الإسكندرية، ولكن تقف في وجهها عقبات كثيرة داخل المدرسة وخارجها، ويتم تعيين وكيلة وزارة غيرها رغم أحقيتها بالمنصب، إلى أن يتم تكريمها وإطلاق اسمها على مدرسة «نور المعارف»، كنوع من الاعتراف بفضلها في تطبيق تجربة مميزة في مجال التربية والتعليم.

  • فريق عمل مسلسل «أبله حكمت»
    فريق عمل مسلسل «أبله حكمت»

ورغم أن المسلسل كان أول تجربة للنجمة فاتن حمامة في الدراما التلفزيونية، وجسدت شخصية الناظرة «حكمت» السيدة القوية والصارمة التي تركت كل شيء وكافحت من أجل بناء جيل جديد في المدارس، وكانت تتابع مشاكل التلاميذ ليس فقط داخل المدرسة، بل خارجها أيضاً، وسعت إلى تحقيق حلمها التربوي، ولكنها واجهت عقبات كثيرة داخل المدرسة وخارجها.
وقد كتب أسامة أنور عكاشة سيناريو تربوياً تلعب فيه فاتن حمامة دور ناظرة مدرسة مثالية، لديها رؤية وفكرة لإصلاح المنظومة التعليمية، ورغم عشرات المشكلات والعوائق التي تواجهها، إلا أنها لا تتخلى عن مثاليتها وإيمانها، حتى بعد أن تُحال إلى التقاعد ويأتوا بناظرة بدلاً منها.
ومن خلال المسلسل يرصد عكاشة التاريخ الاجتماعي المعاصر، وصنع عملاً مميزاً، حيث قدم المسلسل نماذج بشرية من لحم ودم.. حكمت هاشم التربوية الأصيلة، وصلاح أبورحاب الرأسمالي المتوحش نموذج صعود رجال المال والأعمال العابرين للقارات في الثقافة المصرية، والمدرسات غير المؤهلات للعمل التربوي والتعليمي شخصية أبلة زاهية التي جسدتها عايدة عبدالعزيز أو شخصية المدرسة رجوات التي أدته الراحلة سناء يونس»، أو الست أم جابر التي أدتها هدى زكى.. وغيرها.
وأصبح المسلسل بمرور الوقت بمثابة وثيقة مرئية لصرخة شبه أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وقد تعامل الكثيرون كالعادة مع المسلسل، من حيث الشكل والبناء الدرامي وتفاصيل شخصية البطل المثالية، لكن جوهر القصة كانت أكبر بكثير من حكمت هاشم مدير مدرسة نور المعارف النموذجية، فقد كانت حكمت مجرد واجهة للحكي ورمز للقيم التي على وشك الانقراض.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©