نجحت مروحية "إنجينيويتي" التابعة لوكالة الفضاء الأميركية ("ناسا") والموجودة على المريخ في تشغيل مراوحها للمرة الأولى على سبيل اختبارها قبل طلعتها الأولى المقررة ليل الأحد الاثنين، وهي الأولى لمركبة في أجواء كوكب آخر غير الأرض.
وقال مدير عمليات مروحية "إنجينيويتي" تيم كانهام في مؤتمر صحافي إن "المروحية بخير وبصحة جيدة".
وأضاف "شغّلنا المراوح ببطء شديد وبعناية الليلة الماضية".
وتولى الروبوت الجوال "برسفيرنس" الذي وصل في 18 فبراير الفائت إلى المريخ حاملاً "إنجينيويتي" تصوير لحظة دوران المراوح من موقعه على بعد أمتار من الطوافة، علماً أن الأخيرة كانت انفصلت عنه في نهاية الأسبوع الفائت.
ونشرت "ناسا" مقطع فيديو قصيرأً جداً لدوران مراوح "إنجينيويتي" التي تشبه طائرة مسيّرة كبيرة.
وأعلنت الوكالة أن الطلعة الأولى ستحصل الاثنين الساعة 02,54 بتوقيت جرينتش (الأحد الساعة 22,54 بتوقيت ساحل الولايات المتحدة الشرقي).
ومن المتوقع أن تصل البيانات الأولى من المروحية إلى الأرض الاثنين قرابة الساعة 08,15 بتوقيت جرينتش. وسيُعرض على موقع الوكالة بث مباشر لفرق "ناسا" خلال تحليلها هذه البيانات الأولى.
وتستغرق الطلعة الأولى 40 ثانية ككل وسترتفع المروحية عمودياً فقط قبل أن تحلق في مكانها. وقال تيم كانهام "سنقلع، ونرتفع إلى علو ثلاثة أمتار، وسنقوم بالدوران في اتجاه المسبار الجوال، ونلتقط صورة، ثم نهبط".
وتعتزم "ناسا" إجراء ما يصل إلى خمس طلعات موزعة على شهر وتتدرج في مستوى صعوبتها.
وأوضحت مديرة مشروع المروحية في مختبر الدفع النفاث التابع لـ"ناسا" مي مي أونغ أن اختباراً أخيراً للمراوح سيجرى، وهذه المرة "بأقصى سرعة".
ويمثل الاقلاع في أجواء المريخ تحدياً، إذ أن كثافتها لا تتعدى واحداً في المئة من كثافة غلاف الأرض الجوي. ومع أن الجاذبية أقل مما هي عليه على الأرض، كان على فرق "ناسا" تصميم مروحية فائقة الخفة (1,8 كيلوغراماً) ، وستدور المراوح أسرع بكثير مما تفعل تلك الموجودة على طوافة عادية.
وفي ما يتعلق بفرص نجاح هذه الطلعة، أوضح مي مي أونغ أن "بيئة المريخ تشكّل مصدر عدم اليقين الوحيد"، ولا سيما "الرياح". واعتبرت أن "مخاطر عالية" تهدد هذه التجربة، لكنّ نجاحها سيكون بمثابة "مكافأة عظيمة".