الشارقة (الاتحاد) - على طاولة دائرية في زاوية من جناح «قرية الحرف التراثية»، ترتص أوعية صغيرة مليئة بالأعشاب وأوراق النبات المجففة، وبعض الأدوية الشعبية التي عرفتها الأسرة الإماراتية في الماضي، بعضها مكونات مطحونة وأخرى مجففة، وخلف الطاولة تجلس الحجة علياء سعيد سالم، تحكي في «أيام الشارقة التراثية 18» عن ماضي الأدوية الشعبية التقليدية واستخداماتها القديمة وفوائدها.
تشكل صورة مكونات الأدوية الشعبية لوحة فنيّة من أعشاب الطبيعة الملونة، وتروي حكاية اضطرار الناس في السابق إلى الاستنجاد بالطب الشعبي، بحثاً عن دواء للحمى أو للصداع وبقية آلام الجسد؛ فيما تتصدر الحناء لائحة النباتات المستخدمة، إذ تتوفر على هيئة مسحوق وأوراق مجففة.
إلى جانب الحناء تظهر الحبة السوداء والحلبة والزعتر والكركم والحرمل والورد المجفف، وأنواع من اللبان.
وتقول الحجة علياء: «إنها جميعها كانت تخلط مع الرماد والمر لإزالة أوجاع عظام والمفاصل، وأخرى لتخفيف الآلام الناجمة عن وجود حصى الكلى، لكن الاستخدامات محددة ولا مجال للارتجال، لأن التجربة وحدها هي المقياس، ولا غنى اليوم عن التشخيص المسبق والطب الحديث».
خلطات أخرى تكشف عن الطرق البسيطة التي لجأت العائلات إلى استخدامها لمعالجة الأوجاع السائدة، وبقدر ما كانت الأعشاب تخفف من الآلام بقدر ما تكشف عن الحكمة الشعبية في استنطاق الطبيعة، والاستفادة من نباتاتها في العلاج.