محمد نجيم (الرباط)
تشتهر مدينة الصويرة التي تطل على المحيط الأطلسي بكونها مدينة معروفة بصناعة النقش على خشب العرعار؛ وهي صناعة تقليدية مغربية أصيلة، وصل صداها إلى أبعد أصقاع العالم، ولا يمكن لزائر مدينة الصويرة التي صنفتها منظمة اليونسكو ضمن لائحة مواقع التراث العالمي منذ سنة 2001، إلا أن ينبهر ويقف مُتسمراً أمام عشرات الأماكن التي تعرض منتجات الصناعة التقليدية التي تعتمد على خشب العرعار.
وقال إبراهيم الشياظمي وهو صاحب محل لبيع منتجات الصناعة التقليدية: مهنة النقش على خشب العرعار، هي مهنة صعبة تتطلب الكثير من الصبر وطول النفس وبعض الإلمام بالفن وقواعد نجارة الخشب، لأن كل من يحترف النقش على خشب العرعار هو فنان قبل أن يكون نقاشاً أو نجاراً.
تاريخ الصناعة
وتعتبر صناعة مشغولات خشب العرعار من أهم الموارد المالية لعدد كبير من العائلات في مدينة الصويرة التي تخلو من المصانع التي يمكن لها تشغيل اليد العاملة والنشيطة.
كما تساهم صناعة النقش على خشب العرعار في تحريك عجلة السياحة وتحسين ظروف عيش شباب المدينة، فمنتجات خشب العرعار تحظى باحترام المغاربة، إذ لا يخلو بيت من بيوت المغاربة من قطعة من القطع التي يصنعها الحرفي «الصويري» بخشب العرعار الفاخر.
أما الباحث في الثقافة الشعبية علي الضو، فيقول: إن تاريخ صناعة النقش على خشب العرعار ورد في الكثير من مذكرات السياح الأجانب ممن زاروا مدينة الصويرة قبل عقود من الزمن، مسجلين إعجابهم بما يبدعه الصانع والحرفي في مجال النقش وصناعة تحفٍ فنية تعكس مدى إتقان أهل المدينة لفن النجارة والنقش على خشب العرعار وفي أزقة مدينة الصويرة وحاراتها القديمة، يمكن للزائر اقتناء تماثيل منحوتة من جذوع شجرة العرعار أو صناديق مزخرفة لحفظ الأشياء الثمينة. كما يمكن اقتناء الآلات الموسيقية المصنوعة من خشب العرعار، مثل الرباب الأمازيغي أو آلة العود، كما يمكن للزائر اقتناء خزانة صغيرة لحفظ الكتب وغير هذا من مستلزمات البيت المغربي.
مهرجانات
وأضافت فاطمة الشوكي، وهي ربة بيت من سكان مدينة الصويرة،: تستقطب صناعة خشب العرعار الأعداد الهائلة من السياح، الذين يزورون مدينتنا في موسم الصيف وخلال إقامة مهرجانات، منها موسيقى غناوة، ومهرجان الموسيقى الكلاسيكية، ومهرجان الأندلسيات الأطلسية. ويكون رواج صناعة خشب العرعار قوياً على مدار السنة، لكن الحركة السياحية تشهد الآن بعض الركود.