شعبان بلال (القاهرة)
يستعد اليوم جسدا الملكة الفرعونية تي، جدة أشهر ملوك الفراعنة توت عنخ آمون، ووالدها يويا، المستشار الملكي للافتراق لأول مرة منذ أن اكتشافهما في مقبرة واحدة، فظلا يتنقلان معًا حتى استقرا في صندوقين متجاورين بقاعة المومياوات الملكية بالمتحف المصري بالقاهرة.
وستذهب الملكة تي في رحلة أسطورية في موكب المومياوات الضخم لأشهر الملوك والملكات الفراعنة، لتستقر في متحف الحضارة الجديد بمنطقة الفسطاط بالقاهرة، وقد انتشرت صورة المومياء الخاصة بها ومازالت تحتفظ برونقها وبجمال شعرها الذي تهافت الفتيات المصريات لمعرفة سره من جدتهم الأولى.
وللمرة الأولى سيعيش جسد تي بعيدًا عن والدها يويا، المستشار الملكي الذي اختلفت الروايات حوله، وأغرب هذه النظريات تفترض أنه هو نبي الله يوسف، وكان ذلك في كتاب غريب في وادي الملوك، لعالم المصريات الدكتور أحمد عثمان.
أما النظرية الأشهر فهو أصوله الأسيوية بسبب اسمه الغريب عن الأسماء الفرعونية في تلك الفترة ولأنه كان وكيل الملك للعجلات الحربية، ولم تكن العجلات معروفة حينها في مصر القديمة، وإنما جاءت إليها من آسيا، ولهذا يعتقد أنه غير مصري، ويعزز هذا الافتراض ملامحه التي لا تشبه المصري القديم.
وجاء يويا إلى مصر بطريقة لم يستقر عليها العلماء حتى الآن، إلا أن المؤكد أنه تزوج من توبا، ابنه كاهن الإله مين، لينجبا تي وابنًا آخر، يعتقد أنه تولى الحكم بعد رحيل توت عنخ آمون عن الحياة.
وقال سيد حسن خبير الآثار الفرعونية إن الملكة تي تزوجت من الملك أمنحتب الثالث، فكانت زوجته الملكية خلال عهد الأسرة الثامنة عشر، وأنجبت منه الفرعون الذي غير وجه الحياة الدينية في مصر القديمة، الفرعون أمنحتب الرابع أو كما يعرفه العالم بإخناتون، فقد وحد الآلهة المصرية الكثيرة ليجعلها إله واحد هو آتون الشمس.
وأنجبت الملكة تي والملك أمنحوتب الثالث سبعة من الأبناء، ولكن كان أشهرهم إخناتون الذي أنجب توت عنخ آمون بعد ذلك، ومن هنا اكتسبت تي شهرتها فهي جدة الفرعون ذات القناع الذهبي الذي حير العلماء حتى الآن.
يضيف خبير الآثار أنه من هنا حصلت تي على لقب السيدة العظيمة الذي وجدوه منقوشًا على مقبرتها بعد التعرف عليها من بين مجموعة المومياوات المعثور عليها في مقبرة أمنحوتب الثاني، وكان ذلك في عام 2010.
وكان يويا وتي في نفس المقبرة عندما تم الكشف عنها في منطقة وادي الملوك والملكات في الأقصر جنوب مصر، ثم تم التعرف عليهما، ونقلهما إلى قاعة المومياوات الملكية بالمتحف المصري بالقاهرة، و بعد إحدى عشرة عامًا سيفترقان للمرة الأولى بعد أن قررت وزارة الآثار المصرية نقل بعض الملوك والملكات إلى متحف الحضارة الحديث.