عدد اليوم
أحمد مراد (القاهرة) - بينما تتجه أنظار الملايين حول العالم إلى موكب المومياوات الملكية في رحلتها المبهرة من التحرير إلى الفسطاط، يشهد متحف الحضارة حالة طوارئ قصوى لتجهيز ما يقرب من 50 ألف قطعة أثرية لاستقبال الموكب الفرعوني المهيب.
ويقام متحف الحضارة، الذي يستضيف المقر الدائم للمومياوات الملكية، على مساحة 33.5 فدان في قلب مدينة الفسطاط بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة، ويوصف بأنه واحداً من أكبر متاحف الآثار في العالم، حيث يستوعب 50 ألف قطعة أثرية تروي قصص ومراحل تطور الحضارة المصرية منذ عهد الفراعنة حتى العصر الحديث.
وخرجت فكرة إنشاء متحف الحضارة لأول مرة خلال العام 1982 حينما أعلنت منظمة اليونسكو عن تبني حملة دولية لإنشاء المتحف، ولأسباب وظروف مختلفة تأجل تنفيذ المشروع أكثر من مرة، حتى وُضع حجر الأساس للمتحف العملاق في العام 2002.
وبقيت أعمال إنشاء المتحف تسير ببطء على مدى 15 عاماً، حتى تم الافتتاح الجزئي له خلال فبراير من العام 2017، حيث افتتحت قاعة العرض المؤقت على مساحة 1000 متر مربع، وبشكل مؤقت ضمت القاعة معرضاً عن الحرف والصناعات المصرية عبر العصور، شمل حوالي 420 قطعة أثرية.
ومن المقرر أن يتم الافتتاح الرسمي لمتحف الحضارة مع وصول موكب المومياوات الملكية إليه مساء غداً "السبت" في مسيرة تاريخية تترقبها أنظار الملايين من عشاق الحضارة الفرعونية في شتى دول العالم.
وقررت السلطات المصرية فتح أبواب المتحف أمام الجمهور إعتباراً من الرابع من أبريل الجاري، مع السماح لكاميرات القنوات التلفزيونية وعدسات المصورين بالتصوير مجاناً على مدى يومين متواصلين عقب الافتتاح.
ويضم متحف الحضارة مقتنيات وقطع آثرية فريدة من نوعها، مثل: هيكل عظمي عمره 35 ألف سنة، وأول وأقدم ساعة فى التاريخ، وأول ساعة مائية وأخرى شمسية، وأول مقياس للنيل الذى كان مسؤولاً عن الإنذار وقت الفيضان، وأكبر كسوة للكعبة، بالإضافة إلى مخطوطات ولوحات زيتية، وتحف فنية وآثار من العصر الحجري والفرعوني واليوناني الروماني والقبطي والإسلامي.
كما يضم المتحف مجموعة من المخازن مجهزة بأحدث التقنيات العلمية والفنية لحفظ الآثار وضمان سلامتها، إلى جانب أبنية خدمية، وتجارية، وترفيهية، ومركزاً بحثياً لعلوم المواد القديمة والترميم.
وتقرر عرض مقتنيات وآثار متحف الحضارة في 9 قاعات عرض، أبرزها المعرض الرئيسي الدائم الذي يتناول أهم إنجازات الحضارة المصرية، وبعده يأتي معرض المومياوات الملكية الذي يعرض 22 مومياءً لأشهر ملوك وملكات الفراعنة، ويضاف إلى ذلك 6 معارض آخرى تعرض مقتنيات تتعلق بموضوعات مختلفة مثل: الحضارة، والنيل، والكتابة، والدولة والمجتمع، والثقافة، والمعتقدات والأفكار، بالإضافة إلى معرض خاص بتطور مدينة القاهرة الحديثة.
فيما يتعلق بسيناريو العرض المتحفي لمتحف الحضارة، فيقوم على التسلسل التاريخى للأحداث والفترات الحضارية المختلفة من تاريخ مصر.
وأقيم متحف الحضارة بتمويل مصري خالص من خلال صندوق إنقاذ آثار النوبة والمجلس الأعلى للآثار، وقدمت منظمة اليونسكو الدعم الفني في مجال التدريب والاستشارات.
