دينا محمود (لندن)
كشفت دراسة أجراها البروفيسور هانز ثيوسين الأستاذ في جامعة «نورث إيست أوهايو» للعلوم في الولايات المتحدة، أن الأسلاف الأولى للحيتان، تتمثل في حيوانات أشبه بالغزلان أو الظباء، كان الواحد منها يُعرف باسم «إندوهياس».
نتائج الدراسة استندت إلى فحص حفرية تعود إلى 48 مليون عام تقريباً، عُثِرَ عليها في باكستان لواحد من هذه الحيوانات المنقرضة. وأظهر الفحص أن هناك الكثير من الصفات التشريحية المشتركة بين ذلك الحيوان، وتلك المخلوقات البحرية الضخمة. وتتركز أوجه الشبه، حسبما يقول البروفيسور ثيوسين، في بنية الجمجمة، وكذلك في وجود عظام فوق المنطقة، التي يُفترض أن توجد فيها الأذن الوسطى. وكشفت الفحوص المعمقة لتلك الحفرية، أنها تعود لحيوان ثديي بحجم الثعلب، يشبه غزالاً أو ظبياً صغيراً، كان يقضي معظم وقته في المياه، بحثاً عن الطعام، ولتحاشي الحيوانات المفترسة، وهو ما قاده في نهاية المطاف إلى الانتقال من اليابسة إلى الماء بشكل كامل.
وتبين أن لعظام الـ«إندوهياس»، طبقة خارجية أكثر سمكاً بكثير، من تلك التي تمتلكها الحيوانات الثديية الأخرى المماثلة له في الحجم، وهي خاصية تُرصد غالباً في الثدييات التي اعتادت أن تخوض في الماء ببطء، مثل أفراس النهر حالياً. كما كشف فحص التركيب الكيمياوي لأسنان ذلك الحيوان المنقرض، أن نسب نظائر الأكسجين فيها، مماثلة لتلك الموجودة في أسنان الحيوانات التي تعيش في الماء. وفي تصريحات نشرتها مجلة «ديسكفر» الأميركية العلمية، قال ثيوسين: إنه وزملاءه في فريق البحث، يعتقدون أن أسلاف الحيتان تلك، كانت تقبع في المياه في الماضي السحيق بانتظار الفرائس القادمة للشرب، كما تفعل التماسيح في الوقت الراهن. ووفقاً لصحيفة «دَيلي مَيل» البريطانية، يعتبر العلماء أن ما توصل إليه هذا الفريق البحثي، يبدو بمثابة العثور على «الحلقة المفقودة»، التي طال البحث عنها منذ أمد بعيد، للتعرف على أصل الحيتان. فمن المعروف منذ منتصف القرن التاسع عشر أن هذه الكائنات البحرية، تنحدر من حيوان ثديي كان يسير على الأرض ذات يوم.