علي عبد الرحمن (القاهرة)
أعربت الفنانة ميادة الحناوي عن تشوقها إلى العودة إلى الساحة الغنائية مرة أخرى بعد غياب دام أكثر من 3 سنوات منذ آخر حفلاتها عام 2019.
وحول ابتعادها بعد طرح آخر ألبوماتها «عادي»، منذ سنوات، أوضحت لـ«الاتحاد»، أن السبب هو احتكار أعمالها الفنية منذ الثمانينيات من القرن الماضي، وبالفعل انتهت من تسجيل أكثر من خمس أغنيات، منها ثلاث لم يتم عرضها حتى هذه اللحظة ولا تعرف السبب، لافتة إلى أن التعاقد ينص على ذلك، ولا يشغلها ما إن كان ستقدم للجمهور أم لا.
أضافت ميادة أن الأغنيات هي: «رجعنا لبعضينا»، للموسيقار محمد سلطان، و«أنا اللي جبته لنفسي»، و«ما بشتكيش»، لبليغ حمدي، كلمات عبدالوهاب محمد.
وطمأنت الحناوي، جمهورها عن حالتها الصحية، بعد ما أثير حول إصابتها بمرض «الزهايمر»، وقالت إنها لا تعرف لماذا كثرت عنها الإشاعات هذه الفترة، ومنها إصابتها بفيروس كورونا.
ونفت ما تم تداوله حول حالتها الصحية: «التواصل الاجتماعي أصبح مؤسفاً، والبعض يستخدمونه بطريقة سلبية وخاصة في الإشاعات، ولا أستطيع أن أقول أكثر من أن ما أثير ما هو إلا إشاعة».
ووجهت رسالة إلى جمهورها بدولة الإمارات: «شكراً على سؤالكم عن صحتي، أنا في أتم الصحة والعافية.. وأنا أقدركم كثيراً واحترم شعب الإمارات كثيراً، وأنا لولا محبتكم ما كنت ميادة الحناوي، محبتكم هي التي تكبر الفنان وتعطية الدفء والطمأنينة وتجعله يعطي الكثير بمشواره الفني».
وكشفت عن أنها تتمتع بحالة صحية جيدة وتوجد في منزلها وسط أقاربها في سوريا، وأنها الفترة الماضية مرت بظروف أسرية قاسية بعد وفاة شقيقتها، والتي كانت تعتبرها أمها وصديقتها، بجانب خضوع شقيقها الأصغر لعملية جراحية في القلب، بجانب الأحداث التي يمر بها العالم جراء جائحة فيروس «كورونا».
وحول اختيار أعمالها، أكدت أنها تنتمي إلى المدرسة القديمة التي تربت عليها، من خلال جلسات عمل مع الشاعر والملحن، وأن ذلك يتيح لها الإبداع ونقل الصورة الغنائية بشكل سليم من خلال الاجتماعات المباشرة، وليست الإلكترونية.
المهرجانات والمسابقات
وعن رأيها في برامج المسابقات الغنائية، أوضحت الحناوي أنها بالرغم من وجود أصوات جيدة بها إلا أنها ترفضها تماماً، لأنها تهتم فقط بحصد المكاسب المالية من خلال الإعلانات ونسب المشاهدة، وتصبح المواهب بعد البرنامج من دون دعم حقيقي.
وأكدت أن أغاني المهرجانات، ظاهرة مؤقته، ووصفتها بأنها نكسة موسيقية تؤثر بالسلب على ذوق المجتمع، بعيدة كل البعد عن موسيقانا وغنائنا الشرقي.
وأشارت إلى أنها ليست ضد نوع الموسيقى، لكن ضد الكلمات المبتذلة الدخيلة على قيمنا، وأنها مع الحق الأصيل لأي شخص في ممارسة الغناء ولكن لا بد أن تتوافر فيه المعايير الفنية من الصوت والكلمة واللحن، مضيفة أن الأغاني الشعبية بصفة عامة لها مكانة عند الجمهور، لكونها تتمتع بالخفة والبساطة على مستوى الكلمة أو اللحن، بالإضافة إلى قربها من المجتمع، والتعبير عن أحواله، وأنها تعشق أغاني أحمد عدوية، وحكيم في الغناء الشعبي.
وكشفت ميادة عن أن أقرب الأصوات لقلبها المطربة المصرية آمال ماهر، وتتمنى أن يجمعها ديو غنائي مع كاظم الساهر، أو هاني شاكر لأنهما من الأصوات القوية، وسفيرا للأغنية العربية الأصيلة بالعالم.
اكتشفها عبدالوهاب
وبدأت ميادة الحماوي مشوارها الفني منذ 4 عقود، وهي صاحبة صوت قوي، له مدرستها الخاصة في الغناء، ظلت محافظة على هوية الأغنية العربية وجعلت من فنها رسالة فنية خاصة، تربعت بوجدان الجمهور بصوتها العذب الشجي، اكتشفها الموسيقار محمد عبد الوهاب.
مطربة الجيل صاحبة الإرث الفني الذي تخطى 850 أغنية ميادة الحناوي، قال عنها الموسيقار رياض السنباطي: «يسعدني كما بدأت حياتي مع أم كلثوم أن أنهيها مع ميادة الحناوي»، وقدم لها رائعته الموسيقية في قصيدة «أشواق».
وتهافت على موهبتها كبار الشعراء والموسيقيين في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وذاعت شهرتها بعد تعاونها مع بليغ حمدي من العديد من الأعمال الخالدة منها «أنا بعشقك» و«الحب اللي كان».