الشارقة (الاتحاد)
تحتفي فعاليات الدورة الـ 18 من «أيام الشارقة التراثية» بليلة النصف من شعبان (حق الليلة)، حيث تنظم سلسلة فعاليات تستهدف خلالها الأطفال من الزوّار اليوم السبت (27 مارس) من الساعة 5:30 وحتى 8:30 مساءً، بهدف نشر الوعي بأهمية الحفاظ على ذاكرة الأجداد وتقاليدهم في الاحتفاء بهذه المناسبة، ضمن أجواء ترفيهية للزوّار الصغار.
ووجهت إدارة الفعاليات والأنشطة في «أيام الشارقة للتراث» دعوة لأولياء الأمور للمشاركة في مسابقة أجمل زي تراثي للأطفال من خلال كسوة أطفالهم بالأزياء التراثية بهذه المناسبة، كما سيكون زوّار الحدث على موعد مع جلسات سرد قصص المنتصف من شعبان، وورش تعليمية لصناعة التلي وتزيين أثواب الفتيات، وعرض مجموعة من الألعاب التراثية في (بيت الألعاب الشعبية).
الصقر
في الساحة التي تتوسط ساحة التراث بقلب الشارقة، يصطف زوّار الفعاليات ليحملوا على ذراعهم طائر الصقر ويلتقطوا صوراً تذكارية تعيدهم إلى ذاكرة الأجداد والآباء الإماراتيين الأوائل الذين ارتبطوا مع هذا الطائر بعلاقة عميقة وصار رمزاً لقيم الأنفة والعزة والإباء التي يحملها، وبات رفيق رحلة عيشهم في البر وصائدهم الماهر الذي يقنص لهم الطيور ويعينهم على الحياة الصحراوية.
ووسط تراث 29 بلداً عربياً وأجنبياً يتلقط الكبار والصغار صوراً مع الصقور محمولين على أذرعهم، مجسدين بذلك واحدة من الصور الخالدة في ذاكرة المجتمع الإماراتي التي تبرز في الكثير من مدونات التراث والمجلات والصحف.
توثيق المرويات
من جهة أخرى أكد عدد من الأكاديميين والمتخصصين في التراث، ضرورة توثيق المرويات الشفوية التراثية والاستفادة من كافة فئات المجتمع في جمعها وأرشفتها، مشيرين إلى أنها تمثل ذاكرة الأمكنة وسكانها، وفقدانها يعد خسارة لهوية المجتمعات وضياعاً لروح ثقافتها.
جاء ذلك خلال جلسة نظمها معهد الشارقة للتراث، ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية، وخلال الجلسة التي أدارها الدكتور منّي بونعامة، قال الدكتور نجيب بن خيرة، أستاذ مشارك في قسم التاريخ والحضارة الإسلامية في جامعة الشارقة: الاهتمام بالتاريخ الشفهي من صميم تراثنا وحضارتنا العربية والإسلامية التي يمكن اعتبارها حضارة الرواية، مضيفاً: قديماً كان يعاب على من يخطئ في الكلام، وليس الذي يخطئ في الكتابة والتدوين. تم تدوين تاريخنا عن طريق الإخباريين والرواة، بعد أن وضعت معايير لكتابة هذه الروايات.
وسلط الدكتور صالح اللهيبي، أستاذ مساعد في قسم التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الشارقة، الضوء على المخطوطات وأهميتها في عملية التوثيق، مبيناً أن المخطوطات تعتبر بمثابة المرحلة التالية للرواية الشفوية، وقال: المخطوط هو كل كتاب خُط باليد، ومضى عليه زمن، وهو يمثل حالة التحول المعرفي من الرواية الشفوية إلى التدوين. أما الباحث عبد الله عبد الرحمن، فأكد في مداخلته على أهمية الرواية الشفوية، قائلاً: أصبحت الرواية الشفوية الوثيقة الأساسية في عملية تدوين التراث الشعبي في الإمارات». وأضاف: الإمارات اهتمت بهذا الجانب منذ سنوات طويلة، تعود إلى ما قبل الاتحاد، وذلك بسبب اهتمام المغفور له بإذن اللّه، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بهذا التراث، حيث حرص على تسهيل مهمة توثيق التراث الشعبي من خلال تأسيس مركز الوثائق والبحوث في قصر الحصن، والذي كان يتولى الإشراف عليه مجموعة من الباحثين، ومع مرور الوقت توسع عمل المركز، واستطاع أن يجمع الكثير من الوثائق التي تتعلق بالإمارات.