السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«صير بني ياس».. جزيرة عشاق الطبيعة

«صير بني ياس».. جزيرة عشاق الطبيعة
5 مارس 2021 00:16

نسرين درزي (أبوظبي) 

جزيرة صير بني ياس بأبوظبي وجهة سياحية خلابة لعشاق الطبيعة العالقة ما بين البحر والصحراء، من الممتع استكشافها من جديد بعدما أعيد افتتاح مرافقها أمام الزوار لقضاء إجازات مشوقة وآمنة وسط بيئة بكر، بعيداً عن روتين الحياة اليومية. والجزيرة الواقعة في منطقة الظفرة، تتفرد بـ «متنزه الحياة البرية العربية» الأقدم في الإمارات، بما يضمه من كائنات مهددة بالانقراض وأكثر من 17 ألف حيوان طليق. وتمنح الزوار خيارات واسعة لممارسة الأنشطة في موقع متفرد يفتح الشهية لعيش أوقات مغايرة، ينبعث دفئها من رائحة الأرض وملمس الرمال.

الوصول إلى الجزيرة يكون عن طريق مرفأ المنطقة، حيث يركب الزوار في العبارات بعد حجوزات مسبقة، وتستغرق رحلتهم 20 دقيقة من البر الرئيسي، وصولاً إلى ميناء صير بني ياس. وهنا تكون بانتظارهم سيارات رباعية الدفع تصطحبهم إلى أحد منتجعات الجزيرة للانطلاق برحلتهم الغنية بالمفاجآت وبرامج التأمل في المناظر الآسرة على سعة المكان، مما يستدعي الاستجمام والتعرف عن كثب إلى أكثر التجارب تفرداً. إذ لطالما اعتبرت جزيرة صير بني ياس التي لاقت اهتماماً بالغاً من قبل المستكشفين البندقيين في أوائل العام 1590، كنزاً دفيناً للتاريخ والتراث لكثرة حبات اللؤلؤ في مياهها. وتوفر برامج زيارتها هذه الأيام جولات رائعة ضمن مواقعها الأثرية، بما فيها دير قديم من القرن السابع عشر. وإضافة إلى أوجه الموروث الثقافي، تحرص الجزيرة على صون مبادئ الاستدامة فيها من خلال «متنزه الحياة البرية» الذي يعد من أهم المحميات الطبيعية في المنطقة منذ العام 1971، وموطناً للحيوانات النادرة. وهنا ينعم الضيوف بإطلالات فسيحة على المها العربية التي تسرح بلا قيود في بيئتها الحاضنة مع الزرافات والنعام والفهود وظباء «بلاك باك». 

سكينة وخصوصية
عن أجواء الترفيه الراقي في الموقع، تحدث راشد بكاس مدير عام المنتجعات الثلاث على الجزيرة، مشيراً إلى أنه مع إعادة إطلاق خدمات الضيافة في «صير بني ياس» ارتفعت وتيرة السياحة الداخلية التي تأتي تماشياً مع الإجراءات الاحترازية الموصى بها من الجهات الحكومية والمعتمدة من دائرة الثقافة والسياحة في مواجهة «كوفيد- 19». 
وقال: إن المغامرين والباحثين عن الصفوة تنتظرهم على امتداد الجزيرة فعاليات متنوعة تنبض بالحياة البرية والمعالم التراثية، حيث تجمع المنتجعات بين الملاذات الشاطئية البكر وعجائب الطبيعة الخلابة والرياضات المائية والصحراوية، وجولات الاستكشاف وسط أجواء تغمرها السكينة والخصوصية.  

وأورد بكاس أن جزيرة صير بني ياس تعد مقصداً مثالياً للتأمل، وهي من أبرز الوجهات السياحية الصديقة للبيئة، وتضم مجموعة أحصنة من مختلف السلالات، بما فيها الخيول العربية الأصيلة. وتتاح فيها رياضة الفروسية وأنشطة ركوب الخيل داخل البحر، مع فرصة التعرف إلى إرث الخيل العربي وتاريخه العريق في الدولة. واعتبر أنه من الجميل الاستمتاع بهذه الرياضة على الشاطئ واستكشاف المكان من على ظهر الخيل، مع إمكانية الحصول على مستويات أعلى من المغامرة بالتنقل عبر القبب الملحية والكثبان الرملية والشجيرات. 

برامج ترفيهية
بالإضاءة على البرامج الترفيهية، ذكر مصطفى لفغاني مدير الأنشطة على الجزيرة، أن الزوار عادة لا يغادرون الموقع إلا بعد خوضهم مجموعة تجارب يحجزون لها مواعيد مسبقة. وأهمها زيارة «متنزه الحياة البرية» ورحلات السفاري وجولات التجديف، وعيش ثقافة الأدغال ليلاً.

وقال: إن الرمال البيضاء الناعمة تدعو الجميع للسير حفاة داخل الماء، مع إطلالات آسرة على المحيط بعد الانتهاء من مجموعة مختارة من أنشطة الرماية والتوغل في الطبيعة بوساطة سيارات مجهزة لعبور الرمال برفقة مرشدين سياحيين. ولفت لفغاني إلى فعالية ركوب الدراجات الهوائية على الهضاب الكاشفة التي تتيح مراقبة الحيوانات المنتظمة في حظائرها من خلال مدرجات صممت بطريقة هندسية ذكية. وتحدث عن قائمة من الرياضات المائية، بينها ممارسة الغطس ومشاهدة الثروة السمكية والتزلج على الألواح الخشبية، وسواها من الفقرات القائمة على احترام البيئة وعدم إزعاج الكائنات الآمنة.

متنزه الحياة البرية
ويعد «متنزه الحياة البرية» من أهم المحطات السياحية عند زيارة جزيرة صير بني ياس، وهو يغطي أكثر من نصف مساحتها بما يعادل 4200 فدان. وهذه الأراضي الشاسعة التي تعمر بالثروات الحيوانية، محاطة بالكامل بسور يشكل موطناً لعدة آلاف من الحيوانات التي تتحرك فيه بحرية. وهنا تعيش بسكينة حيوانات الجزيرة العربية التي بات تواجدها في الصحاري نادراً، بما فيها المها العربية وغزال الريم وغزال الجبال. ويوفر المتنزه منصة مراقبة آمنة مصنوعة بالكامل من مواد أُعيد تدويرها لمشاهدة الزرافات عن قرب. 

رحلات «الكاياك»
أجواء الاسترخاء على الجزيرة تجسدها بلا منازع رحلات الكاياك، التي تتميز بسكون تفرضه طبيعة المكان وسط الصحراء البكر، حيث يستمتع المجدفون بالانسياب بهدوء بين المناظر الخلابة لأشجار القرم دائمة الخضرة إلى حيث تقودهم الرحلة. وتزدهر منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي بالكثير من المعالم السياحية التي تحتفظ لنفسها بخصوصية لا تشبه سواها. وهي على تفردها الجغرافي، تشكل عامل جذب للباحثين عن المغامرات والاستكشاف ما بين نسمات البر الساكنة وأصوات الفهود والضباع التي يطيب لها العيش وسط التلال الذهبية. 

طيور مهاجرة
يعيش في مياه جزيرة صير بني ياس عدد من أهم أنواع السلاحف البحرية الموجودة في العالم، مع أعداد كبيرة من أبقار البحر والدلافين التي تستمتع بالاستيطان بأمان في منطقة محظورة الصيد. وترتاد الجزيرة ملايين الطيور المهاجرة التي تلجأ إلى هذا المحيط من المياه الدافئة، وكذلك طيور النحام البرية التي تبعث إلى التفاؤل في أجمل مشهدية ترسمها بالقرب من أشجار القرم.

غزال وفهد وضبع
تكثر أصناف الحيوانات في متنزه الحياة البرية، ومن أهم الفئات المنتشرة فيه والمحمية من الانقراض، غزال الريم، الضبع المخطط، المها العربية، الفهد، الضأن البربري، وبر الصخر العربي، الأرنب العربي، القنفذ الإثيوبي، والنعام الشمالي المعروف باسم «ستروثيو كاملس».

سلامة الزوار
مع حرص الجزيرة على الحياة البرية، تولي اهتماماً كبيراً لسلامة زوارها، من خلال تطبيق برنامج Go Safe المعتمد من قبل حكومة أبوظبي وبرنامج Stay with Peace of Mind.

بساطة العيش
الطبيعة البكر على الجزيرة تسبح في زرقة البحر، وتستريح عند أجمل الكثبان الرملية. وهنا يشعر الزوار أنهم في ضيافة تحمل شعار الحفاظ على البيئة والتراث وبساطة العيش.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©