الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«حصة شبشير».. خلية عملاقة لإنتاج العسل

«حصة شبشير».. خلية عملاقة لإنتاج العسل
5 مارس 2021 00:15

شعبان بلال (القاهرة)

على مسافة 100 كيلومتر شمال القاهرة، تقع قرية صغيرة في محافظة الغربية تسمى «حصة شبشير»، تمكنت من فرض اسمها دولياً، كونها إحدى قلاع إنتاج أجود أنواع العسل، فمنذ عشرات السنين امتهن أغلب سكانها مهنة إنتاج عسل النحل، ويتوارث الأبناء مهنة آبائهم باستمرار.
في القرن الماضي كانت القرية مركزاً رئيساً لزراعة البصل، حتى إنها كانت تسمى بـ«حصة البصل»، لكن بدأ أهالي القرية تدريجياً في تغيير مهنتهم من زراعة البصل إلى تربية النحل، ليتغير اسم القرية إلى «حصة شبشير».

تنوع
واستغل أهالي القرية المساحات الزراعية الكبيرة الموجودة بالبلدة، والتنوع الكبير في الأزهار والفاكهة المزروعة بها، وتمكنوا من إنتاج أنواع عديدة عالية الجودة من العسل، مثل عسل الردقوش، عسل الينسون، عسل الموز وعسل القطن، وأنواع أخرى عديدة.
يقول أحمد كمال صاحب إحدى مؤسسات تربية النحل وإنتاج العسل بالقرية، إن تلك المهنة حوّلت القرية من مجرد بلدة مصرية مغمورة، إلى قرية معروفة على المستوى الدولي، مضيفاً أن العسل يتم تصديره إلى دول عربية وأجنبية. 
وأوضح أن المناحل الموجودة في القرية تنتج عسلاً يفيض عن طلب السوق المصرية بفارق كبير، وعلى مدار العام ينتج النحل العسل، ففي شهر يناير توضع خلايا النحل بالقرب من مناطق الأزهار، وفي مارس تنقل الخلايا إلى مزارع البرتقال والليمون، أما في يونيو فتوضع الخلايا في مناطق زراعة البرسيم، وبذلك يتحقق إنتاج كل أنواع العسل على مدار العام.
وأضاف: منذ أن تحولت القرية إلى تربية النحل وإنتاج العسل، انخفضت نسبة البطالة بها، فلا يوجد شاب يفشل في الحصول على عمل في القرية، بسبب حاجة عشرات المناحل إلى الأيدي العاملة طوال العام، بل إنه في أوقات ذروة العمل، يأتي الشباب من خارج القرية للعمل في المناحل.

مشروعات
وأشار إلى أن إنتاج العسل ليس وحده ما يعمل به الشباب هناك، بل يعملون بالمشروعات المرتبطة بإنتاج العسل بشكل غير مباشر، فمتطلبات تربية النحل وإنتاج العسل منه كثيرة، مثل الصناديق الخشبية وبراويز العسل، إضافة إلى الملابس الواقية والأقنعة. 
وولفت إلى أن القرية أصبحت مركزاً لتجارة كل ما يتعلق بتربية النحل، وكل ما يحتاجه منتجو النحل والعاملون به، لذلك من الصعب رؤية شاب لا يجد عملاً في تلك القرية، وهو ما يتمنى أن ينتقل إلى جميع قرى مصر، إذا ما تمكنت كل قرية من الاعتماد على مشروعاتها الصغيرة المنتجة.
وتفتخر القرية كثيراً بالرجال القدامى الذين أسسوا مهنة العمل في إنتاج العسل، ويعملون على أن يرث أبناؤهم وأحفادهم تلك المهنة، حتى تظل القرية على ذلك الوضع أطول فترة ممكنة من الزمن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©