ساسي جبيل (تونس)
اكتسبت قرية «مطماطة» التونسية شهرة عالمية بعد تصوير فيلم «حرب النجوم» في بيوتها الغريبة، حيث أظهرها وكأنها من كوكب آخر، ما جعل بعض كبار المخرجين السينمائيين يطلقون عليها اسم «قرية القصور» و«هوليود تونس»، و«قرية الكهوف».
ويتميز المنزل «المطماطي» بطبيعة خاصة بحيث من الصعب على الغرباء الانصهار فيه لأن الكهوف محفورة تحت الجبال، ويتوسط «الحوش» المنازل، وهو باحة تزينها الرسوم القديمة، وتفتح عليها أبواب الغرف التي تقسم للأكل والاستراحة والنوم والاستقبال وتخزين المؤونة والمياه، فضلاً عن المطبخ المجهز بفرن من طين وفخار.
«حرب النجوم»
ويضم المنزل مدخلاً رئيساً، عادة ما يتم حفره بأدوات تقليدية، مثل الرفش والمعول، وهذه المواصفات المميزة أكسبت قرية «مطماطة» شهرة كبيرة جداً، وجعلتها مزاراً مشعاً للسياح والباحثين الأكاديميين المهتمين بالتراث من مختلف أنحاء العالم، وقد اكتسبت قرية «مطماطة» التونسية شهرة عالمية بعد تصوير فيلم «حرب النجوم» في بيوتها الغريبة، حيث أظهرها وكأنها من كوكب آخر، ما جعل بعض كبار المخرجين السينمائيين يطلقون عليها اسم «قرية القصور»، و«هوليود تونس» و«قرية الكهوف».
وقال مسعود لطرش، وهو من سكان القرية الأصليين، إن «مطماطة» تتميز بكهوفها المكيفة بشكل طبيعي، حيث تكون باردة في الصيف وساخنة في الشتاء، مضيفاً أن بعض الأهالي الذين هجروا الكهوف، وسكنوا البيوت الإسمنتية العصرية، عادوا إلى منازلهم القديمة لشدة تعلقهم بها.
وتحدث مبروك لطرش، وهو يناهز السبعين عاماً عن تمسك أهل «مطاطية» بالعادات والحياة التقليدية في اللباس والمأكولات التراثية، وتميزهم بالكرم والترحاب، حيث يفتحون بيوتهم للزوار من السياح العرب والأجانب، وذكر أن أجمل ما في القرية نمطها المعماري الفريد وخصائصها الجغرافية والبيئية.
تاريخ
وتطرق الباحث محمد غراب إلى تقاليد الأعراس في القرية، حيث سن الزواج عند الفتيات 17 عاماً، وعند الفتيان 20 عاماً، وتستمر الاحتفالات ثلاثة أيام، يقدم فيها طبق «الكسكسي» مع الفلفل الحار، إذ تتميز مراسم العرس لدى أهل القرية بطابع بربري وصحراوي ترتدي فيه العروس اللباس الأمازيغي المتوج بالكثير من الحلي، موضحاً أن تاريخ إنشاء قرية «مطماطة» التونسية التي تقع جنوب شرقي البلاد، يعود إلى نحو 400 سنة، وهي تبعد عن العاصمة 450 كيلومتراً، وتنسب تسميتها إلى قبيلة أمازيغية قديمة هاجر أهلها وحفروا بيوتهم في الكهوف حتى لا يراهم أحد، وكانت تسمى في البدايات «أَثْوَبْ»، أي أرض السعادة والهناء.