الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

ورش مهرجان الشيخ زايد.. ملتقى المهارات

ورش مهرجان الشيخ زايد.. ملتقى المهارات
16 فبراير 2021 00:02

 نسرين درزي (أبوظبي)

من داخل «سوق الوثبة» ضمن مهرجان الشيخ زايد المستمر حتى 20 فبراير الجاري، تتشعب الممرات الضيقة على خطى الزمن الجميل بدكاكينه الشعبية، لتصطحب الزوار إلى جناح «الورش التراثية» الذي يطل عارضاً نماذج حية لصناعات يدوية تفاخر الجدات والأمهات بإتقانها والمواظبة عليها من باب حفظها وتوريثها جيلاً بعد جيل.

موروث متنوع
الركن المكسو بالألوان التقليدية من أرضياته إلى الجدران، حيث الجلسات التراثية تحاكي بيئة المجتمع المحلي، تملؤه النسوة العاملات في مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، ممن يحرصن على نقل فنون الغزل والنسيج وحياكة التلي وتصميم البراقع بأجمل صورة. ولا تقتصر مشاركاتهن على عرض الموروث الحرفي المتنوع، وإنما يتبادلن خبراتهن أمام الزوار، من خلال ورش حية تضيء بوضوح على ما تخرجه أيديهن من فنون تلامس الإبداع بأبسط الأدوات.

صورة مشرفة
طماعة خليفة الظاهري المنهمكة بالتفنن في المزج بين الخيوط الرفيعة، ذكرت أثناء حياكة التلي أنها شغوفة منذ الصغر بتعلم الحرف التقليدية التي ما زالت أسرارها تشغلها حتى اليوم. وبالرغم من أن تركيزها الكلي على فنون التلي، فقد كانت لها محطات كثيرة مع التدريب على حرف أخرى، مثل صناعات السدو والخوص التي اكتشفت عوالمها قبل سنوات. وتعتبر أنه من الضروري جذب الجيل الجديد إلى الموروث التقليدي، وأن يكون ذلك بالفعل والإرادة وليس بالكلام فحسب. ومثلما تعلم جيلنا من أمهاته، لا بد أن ننقل هذه المعارف إلى بناتنا لممارستها باهتمام وتوريثها في مراحل لاحقة لبناتهن، كصورة مشرفة عن حرف إماراتية عاشت منذ القدم ولن تندثر.

تفاصيل دقيقة
وتروي سلامة علي المنصوري التي تفترش الأرض بحرفتها اليدوية كيف بدأت خطواتها الأولى في غزل الصوف عندما كانت طفلة صغيرة تراقب والدتها وجدتها وتحاول تقليدهما بفرح واهتمام. وقالت: إن الغزل على دقته ليس صعباً، ومن الممكن إتقانه بمجرد التركيز على بعض التفاصيل الدقيقة التي تجعل العمل يسير بسلاسة وتخرج منه صناعات لا تعد ولا تحصى. فالصوف لطالما كان مادة أساسية تعتمد عليها النساء قديماً لغزل مشغولات سميكة تدوم طويلاً، وتستخدم لمفارش الأرضيات و«بيوت الشعر» وأغطية الجمال أو «البوش»، بحسب اللهجة المحلية. وبالنسبة لها، فقد أصرّت على تعليم حرفتها لبناتها وكانت في البداية تطلب منهن المساعدة لتجذبهن إلى أدوات الغزل، ومع الوقت بات الأمر تقليداً في بيتها الكبير الذي خرجت منه حرفيات ماهرات. وترى أن توارث الصناعات اليدوية، قاعدة يجب أن تتناقلها البيوت كجزء من الحفاظ على أصالة الماضي ومفرداته القيمة.

أمانة للأجيال
ومن خلف ماكينتها التقليدية الكبيرة التي ما زالت تستخدم تقنيات نسج السدو بالطريقة نفسها حتى اليوم، شرحت مباركة منصور محمد النقاط الأساسية لعملها الذي يتطلب مهارة عالية. وقالت: إن المعلومة الأولى لفنون السدو ترتبط باختيار الألوان التي غالباً ما تكون الأبيض والأخضر والأحمر والأسود تيمناً بعلم الإمارات. ولفتت إلى أن أي قطعة نسيج تتم حياكتها بأسلوب السدو المصنوع من الصوف الخالص، تحتاج على الأقل إلى أسبوع من العمل المتواصل. وهذه القواعد وسواها تدأب على تعليمها لبناتها وزوجات أبنائها والحفيدات، مع إلحاحها الدائم عليهن بتدوين ملاحظاتها وحفظها جيداً كأمانة يهدينها إلى الجيل الجديد.

الأكثر انتشاراً
أما شطيطة مبارك الخبيرة في صناعة البراقع، فتتحدث بإسهاب عن ولعها بهذه الحرفة، معتبرة إياها الأكثر انتشاراً في المجتمع المحلي منذ القدم وحتى اليوم. وقالت إنه على تطور قصات البرقع والألوان التي استحدثت فيه، يبقى الشكل التقليدي للبرقع الأحب إليها، باعتباره الأكثر بساطة ودلالة على استكمال الزي النسائي لمجتمع الإمارات قديماً. ومع أن البرقع الواحد لا يتطلب إنجازه أكثر من ساعتين بحسب الخبرة وكثرة القص واللصق، إلا أنها تتأنى في كل مرة تبدأ بإبداع منتج جديد، حيث تختار أفضل أنواع الأقمشة وأجملها ملمساً. وهي تسير منذ صغرها على خطى جدتها وأمها، اللتين علمتاها كيف تعمل بشغف مع كل برقع يخرج من بين يديها.

غزل الصوف 
جرت العادة منذ القدم أن تربي النساء في الأرياف المواشي والخرفان ويقصصن صوفها من فترة إلى أخرى باستخدام أدوات خاصة، وتسمى هذه العميلة بـ «الجزز». بعدها يبدأ العمل على غزل الصوف واستخدامه بطرق مختلفة وعلى مراحل عدة، وصولاً إلى شكله النهائي لتجهيز القطع ونسجها.

التلي
التلي من الحرف اليدوية الإماراتية، يدخل في خياطة الأزياء الشعبية وفي تزيين الكثير من المنسوجات التراثية التي تظهر الألوان البراقة على الأثواب والأحزمة والشنط والأكسسوارات النسائية الأخرى. وتشبه هذه الحرفة التي تتوارثها الأجيال صناعة الدانتيل.

السدو
يحتل السدو مكانة خاصة في المجتمع الإماراتي، وهو من الحرف التي يشتهر بها أهل البادية، ويستخدم في حياكة هذا النسيج البدوي التقليدي وبر الإبل وشعر الماعز وصوف الأغنام، وتصنع منه الأغطية والسجاد والوسائد والخيام وزينة الترحال. ونظراً لأهمية حرفة السدو، تمكنت دولة الإمارات في عام 2011 من إدراجها في قائمة «اليونسكو» للتراث الثقافي غير المادي.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©