هناء الحمادي (أبوظبي)
في سوق السمك تأخذك الصيحات والحركة إلى عالم جديد، وفي ممرات، يتجمع الناس حول «الدلال» المنادي بصوت عال وهو يلتفت يميناً وشمالاً ليصل سعر «الكنعد» إلى أعلى رقم، مع أصناف أخرى منها «الزبيدي» و«الهامور»، وما يروق للزبائن من أصناف.
يباشر «الدلال» سالم البلوشي من إمارة الفجيرة عمله يومياً مع إشراقة الشمس، وحتى ساعة متأخرة من الليل داخل منصة المزادات بسوق السمك عند موانئ الصيد في الواجهة البحرية، ويعلن عن فتح المزاد لبيع محصول الأسماك الواردة عبر قوارب الصيد البحري، حيث يتجمع التجار والأهالي والسياح ممن يترددون على السوق للفوز بالكميات والأنواع التي يرغبونها، وهم يعرفون تماماً بأن الأسعار في المزادات تكون أقل بكثير من المحال ودكاكين البيع في السوق.
سالم البلوشي الذي يعرف بأنه أقدم «دلال» للمزادات في سوق الفجيرة حيث يواصل مهنته منذ 16 عاماً، قال: إن المزاد الذي تحول اليوم إلى منطقة اقتصادية كان يعتمد قديماً على رفع الصوت ليصل إلى الجميع، حيث كانت أعداد الزبائن قليلة، وكانت الأسعار ترتفع بسرعة، إلى أن تم استخدام مكبر الصوت لكي يسمع القريب والبعيد.
ويوضح أنه كان من الضروري تطوير أسلوب الدلالين بهدف الحصول على أعلى سعر للأسماك المعروفة ليفوز بها أحد المشاركين إذ إن الجميع يتسابقون على الأسعار حتى تأخذ حلقة المزاد دورتها وترسي على واحد منهم.
ويذكر أنه في موسم الأسماك الكبيرة مثل الهامور والكنعد والبياح، يزداد الإقبال على المزاد وغالباً ما يقبل التجار على الأسماك الكبيرة للحصول على كميات كبيرة منها ويشير إلى أن رحلة المزاد تبدأ على فترتين، في الصباح الباكر وفي المساء لينتهي اليوم ويكون الجميع قد حصل على مراده.
وختم البلوشي: أمضيت حياتي في هذه المهنة لا أغيب عن سوق السمك إلا في حالات المرض الشديد، حرصاً على أرزاق الصيادين الذين لا يمتلكون الخبرة الكافية للبيع، ويحتاجون إلى العمل لكسب إيراداتهم.