أحمد شعبان (القاهرة)
«سيوة» المصرية تبوح بأسرارها وكنوزها، ويستمتع زوارها بالآبار والعيون والبحيرات المالحة، بالإضافة إلى الأماكن الأثرية مثل معبد آمون الفرعوني، الذي يشهد ظاهرة الاعتدال الربيعي، ومقابر جبل الموتى، كما تضم محمية طبيعية بها أنواع عدة لأشكال الحياة الحيوانية والنباتية.
وفي الواحة الخضراء، تشرق شمس الإمارات التي أنشأت محطة للطاقة الشمسية، أسهمت في انتعاش ورش إنتاج التحف الفنية والأباجورات الملحية، بخلاف ما تقدمه الدولة من دعم إلى مصانع التمور المنتشرة في الواحة، وتبنيها مهرجان التمور المصرية برعاية جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر على مدار 5 أعوام متتالية.
تشتهر «سيوة» بمزارع التمور والزيتون والسياحة العلاجية، حيث تتوافر برمالها العناصر الطبيعية الصالحة للطب البديل، بالإضافة إلى الملح الصخري الذي تشتهر به الواحة والذي يُستخرج من البحيرات المالحة ويُشكل منه التحف والأباجورات ذات الفوائد الصحية، كما يقول عيسى عبدالله موسى أول من اكتشف سر فوائد الملح الصخري على الإنسان، وصاحب أقدم وأول ورشة لتصنيع التحف والأباجورات من الملح الطبيعي.
ويقول عم عيسى، كما يُطلق عليه في واحة سيوة، لـ «الاتحاد الأسبوعي»: «بدأت قصتي مع تصنيع التحف والأباجورات من الملح الصخري بالمصادفة، حيث كنت أعمل نجاراً في بداية حياتي، وذات مرة ذهبت مع العمال لتنفيذ بعض أعمال النجارة البيئية في إحدى القرى، وفي وقت الراحة والغداء بحثنا عن ملح للطعام فلم نجد، فذهبت إلى بحيرة قريبة وأحضرت لوحاً كبيراً من الملح الصخري، وأخذت منه قطعة صغيرة للطعام، وأمسكت بقية اللوح ووجهته إلى الشمس فوجدته شفافاً ومضيئاً، ففكرت أن أصنع منه أشكالاً فنية وأباجورات مضيئة لتزيين المنازل».
وأضاف عيسى: بعد أن اختمرت الفكرة في ذهني، بدأت في إحضار كتل الملح الصخري للورشة وقمت بتفريغها، ووضعت فيها شمعة فزادت في الإضاءة، وكانت جميلة الشكل لأنها من الطبيعة، ثم تطور الأمر إلى صنع أباجورات مضيئة بأشكال مختلفة، وكنت أقوم بصنعها هدايا لأهل سيوة وليس بغرض التجارة.
فوائد صحية
حول الفوائد الصحية للتحف الفنية المصنوعة من ملح سيوة الصخري، أشار عيسى إلى أنه لم يخطر بباله في بداية الأمر أن هذه التحف والأباجورات لها فوائد على صحة الإنسان، مضيفاً: «في عام 2005 كنت أقوم ببعض الأعمال المُتعلقة بالملح الصخري في شرم الشيخ، والتقيت خلالها بعالم طاقة من بولندا أخبرني بأن هذا الملح له فوائد صحية على الإنسان؛ لأنه يتكون من 84 عنصراً، وأطلعني على بعض الأبحاث العلمية البولندية التي تؤكد كلامه».
هرمون السعادة
الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، قال لـ «الاتحاد الأسبوعي»: كل الأبحاث الجديدة أكدت أن ثمة ارتباطاً وثيقاً بين جلد الإنسان والحالة المزاجية والنفسية، وأن هناك علاقة بين الاضطرابات الوجدانية والجلد، وهناك تغيرات تحصل في الجلد مع بعض الأمراض الوجدانية، وخاصة مع تغيير الفصول الأربعة.
وأشار فرويز إلى بحث أميركي يؤكد أن %30 من «السيروتونين» المسؤول عن السعادة يوجد في جلد الإنسان، وهذا معناه أن هناك علاقة طردية بين الحالة المزاجية والجلد، مؤكداً أن ملح البحر والبحيرات يسحب الطاقة السلبية لدى الإنسان، نتيجة لأنه يعمل على زيادة الأوعية الدموية الطرفية والتي يزيد الجسم من إفراز هرمون مادة «السيروتونين» المسؤول عن السعادة، ومادة «الدوبامين» المسؤول عن التركيز، وبالتالي يدخل الإنسان في مرحلة من الطمأنينة والسكون والراحة النفسية والسعادة.