تامر عبد الحميد (أبوظبي)
بفضل ما توفره الإمارات من تنوع في مواقع التصوير وتمتعها ببنية تحتية متطورة للإنتاج وخدمات احترافية وتسهيلات تصويرية، فضلاً عن مناطقها المميزة ووجهاتها السياحية والتاريخية والطبيعية الخلابة وخياراتها وتضاريسها المتنوعة، أصبحت الإمارات أشبه بـ «الاستوديو المفتوح» ومركز عالمي لاستقطاب مجموعة من الإنتاجات السينمائية الهوليوودية والبوليوودية والعربية الكبرى، التي تم تصويرها في مختلف إمارات الدولة بنهج التسامح والتعايش مع الآخر، وهو ما يجعل سينما العالم تتحرك بحرية على أرض التسامح.
واتخذ صناع السينما من مختلف أنحاء العالم من أماكن الدولة السياحية الشهيرة في أبوظبي ودبي ورأس الخيمة والفجيرة والعين مواقع مهمة لتصوير أعمالهم، مثل قصر الإمارات، وجزيرة ياس، وجامع الشيخ زايد الكبير، وحلبة «مرسى ياس» وفندق جميرا، وفندق أتلانتس النخلة، وبرج خليفة وبرج العرب، إلى جانب البيئة الصحراوية والبحرية، وتجهيز الاستديوهات بأفضل الأدوات والتقنيات والمساعدات التي تسهل للآخر تنفيذ عملهم السينمائي بكل يسر، بل والترويج له من «أرض التسامح» وعرضه على شاشات الدولة.
خدمات احترافية
توجهت أنظار صناع السينما العالمية إلى الإمارات خلال السنوات الماضية، لتصوير إنتاجات سينمائية ضخمة بفضل ما توفره من خدمات احترافية وتسهيلات تصويرية مقدمة من twofour54 أبوظبي، ولجنة دبي للسينما والتلفزيون، فضلاً عن برنامج الحوافز من قبل لجنة أبوظبي للأفلام، والذي يوفر استرداداً نقدياً بقيمة 30% من تكاليف الإنتاج وما بعد الإنتاج، ما جعل الإمارات تؤكد مكانتها كمركز رائد في صناعة السينما العالمية.
وحول ما تتمتع به الإمارات من وجهات سياحية ومواقع تصوير مميزة تستقطب النجوم العالميين لتصوير أفلامهم، قال جمال الشريف الرئيس التنفيذي للجنة دبي للسينما والتلفزيون: إن حملة «أجمل شتاء في العالم» المبتكرة تسهم في تعريف المزيد من شرائح المجتمع المحلي والإقليمي، خصوصاً الهواة والمحترفين في مجالات السينما وصناعة الأفلام والمحتوى، بمعالم الدولة ووجهاتها السياحية والتاريخية والتراثية والطبيعية الجذابة وخياراتها وتضاريسها المتنوعة، وجميع هذه المواقع مثالية لأي مبدع أو صانع محتوى، الأمر الذي سيثري هذا القطاع ويسهم في تعزيزه.
وأضاف: من المعروف أن صناعة السينما والأفلام والمحتوى لا تعرف الحدود، وهي عالمية بطبعها، وأي محتوى محلي يسلط الضوء على هذه المعالم الطبيعية والتراثية البارزة في الإمارات، من شأنه تعريف المجتمع السينمائي والإبداعي العالمي بهذه الإمكانات، وبالتالي خلق فرص جديدة لهذا القطاع المتنامي في الدولة.
وأكد أن تنوع مواقع التصوير في دولة الإمارات ومدنها ساهم في استقطاب العديد من المخرجين وكبار صناع الأفلام من هوليوود وبوليوود وغيرها، حيث يمكن تصوير أحداث ضمن مدن عصرية وكبيرة تضم معالم فريدة ومعروفة عالمياً، مثل برج خليفة وقصر الإمارات وغيرها، وكذلك التصوير في الجزر والشواطئ الخلابة والمنتجعات والتي رأينا خلال السنوات الماضية ازدياد الطلب عليها من قبل صناع الأفلام؛ لأنها ذات تصاميم تعكس بيئات متنوعة مثل العربية والآسيوية والأوروبية، فقد تدور أحداث القصة في الهند ويتم التصوير في أحد منتجعات دبي المستوحاة من ثقافة وتراث شبه القارة الهندية، لافتاً إلى أن دولة الإمارات حققت إنجازات كبيرة في ما يخص التحول إلى وجهة مفضلة لشركات الإنتاج العالمية والنجوم، سواء من ناحية توفير بنية تحتية متقدمة ومعالم عمرانية استثنائية وبيئة عمل تنافسية وإجراءات مبسطة، وهذه المبادرة من شأنها رفد هذه الجهود وترسيخ هذه الإنجازات.
هوليوود وبوليوود
أكد سمير الجابري رئيس قسم المواقع والموارد الحكومية في لجنة أبوظبي للأفلام، أن استقطاب المشاريع السينمائية العالمية من أفلام هوليوود أو بوليوود، يسهم على وضع الإمارات وأبوظبي على الخريطة العالمية، مما يؤدي إلى تحريك العجلة الاقتصادية، بحيث تنشأ فرص ووظائف جديدة للمواهب والمبدعين في صناع الفن السابع، لاسيما أنها مشاريع ضخمة وتحتاج إلى طاقم عمل كبير، والجانب الآخر أنها تسهم وبشكل كبير في الترويج السياحي للإمارات وإمارة أبوظبي، فهناك بعض السائحين ممن شاهدوا أفلاماً مثل «ستار وورز» أو «فاست أند فيروس»، وطالبوا بزيارة بعض الأماكن السياحية في أبوظبي التي تم التصوير بها.
وأضاف: نحن نعمل في لجنة أبوظبي للأفلام على وضع صورة أبوظبي أمام العالم من خلال هذه المشاريع السينمائية الكبرى التي تصور في الإمارات لجعلها وجهة سياحية وفنية بامتياز.
دعم السياحة
سامي بن ذياب مدير مواقع تصوير في لجنة أبوظبي للأفلام، أكد أن الإمارات أصبحت رائدة في استقطاب النجوم العالميين والعرب لتصوير أعمالهم السينمائية في مناطقها السياحية والترفيهية، والمواقع التي لم تستهلك عبر الشاشات، وقال: دورنا في لجنة أبوظبي للأفلام هو توفير مواقع التصوير وتجهيزها لشركات الإنتاج المحلية والعالمية، لتسهيل عمليات التصوير، الأمر الذي يسهم في ظهور العاصمة الإماراتية على شاشات السينما من خلال المشاهد التي يتم تصويرها في أبرز الأماكن الشهيرة في أبوظبي، ما يدعم السياحة وبشكل كبير في الإمارات، وهذا ما بدا واضحاً في السنوات الأخيرة بعد تصوير عدد من الإنتاجات العالمية في السنوات الأخيرة، وأظهرت الإمارات بشكل عام، وأبوظبي على وجه الخصوص، الوجهة السياحية والفنية الأمثل.
قبلة النجوم
العديد من الأفلام الهوليوودية والبوليوودية صورت في الإمارات، منها «مهمة مستحيلة» لتوم كروز، و«السرعة والغضب» لفان ديزل، و«ستار تريك» لكريس باين، و«كونغ فو يوغا» و«فانجارد» لجاكي شان، و«آلة الحرب» لبراد بيت، و«هابي نيو يير» و«زيرو» لشاروخان، و«بهارات» لسلمان خان، و«ساهو» لبرابهاس، و«ديشوم» لجون أبراهام.
شاروخان: التطور سهل أعمالنا
النجم البوليوودي شاروخان الذي صور بعض أعماله في الإمارات مثل «زيرو» و«هابي نيو يير»، أشاد بالمرافق التقنية والتكنولوجية والاستوديوهات وتسهيلات التصوير والإنتاج الموجودة في الإمارات، على عكس بعض الدول الأخرى التي تحتاج من صناع الفيلم إلى نقل احتياجاتها الفنية للتصوير بها، والتي جعلت من الإمارات منصة عالمية لاستقطاب صناع الأفلام من هوليوود وبوليوود، لافتاً إلى أن التطور السينمائي الكبير الذي تشهده الإمارات سهل تصوير أعمالنا سواء في أبوظبي أو دبي، خصوصاً أن الفرق لإنتاجية من مختلف أنحاء العالم موجودة بها، إلى جانب التعاون الكبير بين الجهات الداعمة للفن في الإمارات لدعم المواهب وصناعة الأفلام، مشيداً بما تتمتع به الإمارات من مواقع تصوير خيالية ورائعة ومتنوعة بين العصرية والأبراج الشاهقة والفنادق الفاخرة، وبين جمال الصحراء والشواطئ الخلابة.
برابهاس: مناظر ملهمة
الممثل البوليوودي برابهاس الذي صور فيلمه الأخير «ساهو» في أبوظبي، أشاد بهذه التجربة الفريدة من نوعها، وقال: سعدت بتصوير مشاهد «ساهو» في أبوظبي، خصوصاً بعد الإشادة الكبيرة التي تلقيتها من زملائي في صناعة السينما بالعاصمة الإماراتية بفضل موقعها المثالي لإنتاج الأعمال الفنية، لما تتمتع به من مناظر ملهمة وأماكن سياحية ساحرة، حيث التنوع البيئي بوجود البحر والصحراء، فضلاً عن الطراز المعماري الحديث، مشيداً بمستوى الدعم الذي تلقاه من twofour54، وأطقم العمل المحلية، والذين ساهموا جميعاً في تذليل كافة العقبات ودعم عمليات إنتاج وتصوير الفيلم.
جاكي شان: أماكن خلابة
عن تجربة تصوير أفلامه في الإمارات صرح جاكي شان، بأنه مكان رائع لتصوير الأفلام، وهذا هو السبب الذي يجعلهم يعودون لتصوير المزيد من أفلامهم، خصوصاً مع الخدمات التي تقدم لهم من مختلف الجهات، مشيراً إلى أن الإمارات أصبحت أفضل وجهة لتصوير الأفلام السينمائية بها، لاسيما أنه تتمتع بأماكن خلابة وجديدة أمام كاميرات التصوير، إلى جانب الاستديوهات المجهزة بأفضل التقنيات والتسهيلات الكثيرة المقدمة من الجهات المعنية بالسينما والفن في الإمارات.
سونيل شيتي: أحدث تقنيات التصوير
الممثل والمنتج ورجل الأعمال البوليوودي سونيل شيتي الذي وقع منذ فترة اتفاقية شراكة مع twofour54 وشركته «إف تي سي تالنت ميديا آند إنترتينمينت» - مقرها مومباي الهند - لتشهد تعاون الجانبين في تطوير مهارات المواهب الإعلامية الشابة المحلية ومن جميع أنحاء العالم في أبوظبي، أشاد بالإمارات وخصيصاً العاصمة أبوظبي كوجهة سينمائية جاذبة، خصوصاً أنها تتمتع ببنية تحتية وموقع استراتيجي وأماكن مميزة ومناطق خلابة وثقافة وحضارة عريقة، واستديوهات مجهزة بأحدث التقنيات التصويرية، إلى جانب عمليات تسهيل التصوير المقدمة من «twofour54» و«لجنة أبوظبي للأفلام» التي جعلتها من البلدان الأولى جذباً لصناع سينما هوليوود وبوليوود الذين صوروا العديد من أفلامهم بها، نظراً لما تتمتع به المدينة من كثبان صحراوية خلابة وشواطئ ساحرة ومعالم العمارة المهيبة.
سلمان خان: موقع مثالي
الممثل البوليوودي سلمان خان، أكد أن الإمارات أصبحت بمثابة البلد الثاني لأغلب نجوم العالم، فهي تتمتع بموقع مثالي لتصوير أغلب أعماله السينمائية، وهي «تايغر زيندا هاي» و«سباق 3»، وكان آخرها «بهارات» الذي صوره بمشاركة فريق عمل عالمي ضم أكثر من 200 محترف وكادر إضافي مساعد مكون من 1400 شخص، واستمرت عملية التصوير 15 يوماً، وتوزعت على أربعة مواقع مختلفة، شملت صحراء ليوا والوثبة والعين، وشمل الموقع الأخير استخدام مجموعة من أحدث التقنيات خلال التصوير لمحاكاة أجواء وبيئة مواقع استخراج النفط خلال السبعينيات، كما جرى تصوير مجموعة من المشاهد الرئيسة في الاستديو الخارجي backlot التابع لـ twofour54 والحائز جوائز عالمية عدة بمدينة خليفة الصناعية «كيزاد»، حيث تم تحويله خلال التصوير إلى سوق عربي.
«6Underground»
صور الفيلم العالمي «6Underground» للممثل الهوليوودي رايان رينولدز في الإمارات، واتخذ فريق عمله من أبوظبي ورأس الخيمة والشارقة مواقع لتصوير أغلب مشاهد الفيلم التي استمرت على مدار 30 يوماً.
«آلة الحرب»
فيلم «آلة الحرب» للنجم العالمي براد بيت، الذي عرض على منصة «نتفليكس» تم تصويره لمدة 22 يوماً في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع «توفور 54»، في نحو 20 موقعاً مختلفاً في إمارة أبوظبي، حيث تم تحويل بعض طرق السير من أجل إنشاء الموقع الافتراضي للسفارة الأميركية في كابول، كما انتقل فريق التصوير إلى مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك»، ومناطق أخرى من صحراء أبوظبي، بالإضافة إلى بعض المواقع في إمارة رأس الخيمة.
كومار: قلب العالم
أكد الممثل البوليوودي أكشاي كومار الذي صور فيلمه «بيبي» في أبوظبي عام 2014، أن موقع العاصمة الإماراتية في قلب العالم، والتنوع الجغرافي فيها، يجعلها قبلة سياحية وفنية بامتياز، بالإضافة إلى التطور التقني في صناعة السينما والتسهيلات المقدمة والقدرة على التصوير في الأماكن حتى العامة، عوامل تدفع صانعي الأفلام للتوجه لأبوظبي لتصوير أعمالهم بها.
توم كروز: أماكن مميزة للتصوير
توم كروز أعرب عن امتنانه وتقديره لدولة الإمارات للمساعدات التي قدمتها في تصوير بعض أجزاء من سلسلة أفلامه الشهيرة «المهمة المستحيلة»، سواء في أبوظبي أو دبي، وقال في تغريدة له سابقة: «لقد احتجنا إلى دولة الإمارات ولولا تدخلها لما كنا استطعنا أن ننجز الجزء الجديد من سلسلة الأفلام»، مشيداً بالتسهيلات المقدمة لهم، وتحضير أفضل التقنيات الإخراجية الحديثة والأماكن المميزة لتصوير الأفلام.