أحمد مراد (القاهرة)
يتعرض كوكب الأرض لخطر كبير، بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري التي تلعب دوراً رئيساً في التغير المناخي، ويترتب عليها كوارث طبيعية وظواهر طقس متطرفة. ويُعرف الاحتباس الحراري بزيادة متوسط درجة حرارة سطح الأرض ومحيطاتها بسبب غازات الدفيئة الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز. وتمتص غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان الحرارة التي ترتد إلى سطح الأرض، كما تعد الأنشطة البشرية الأخرى مثل إزالة الغابات والزيادة في التلوث من أهم العوامل المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي عام 1896، كان العالم السويدي، سافانتي ارينيوس، أول من أكد أن الاستعمال الأحفوري للوقود قد يؤدي إلى احتباس حراري سيقضي على الأرض.
صيف خال من الجليد
يعد القطب الشمالي أكثر المناطق المتضررة من ظاهرة الاحتباس الحراري، وبحسب تقرير تقييم تأثير المناخ في القطب الشمالي الذي تم تجميعه بين عامي 2000 و2004 فقد ارتفع متوسط درجة الحرارة في ألاسكا وغرب كندا وروسيا بمقدار ضعف المتوسط العالمي.
وبعض العلماء يتوقعون أن المناطق القطبية الشمالية ستشهد صيفاً خالياً من الجليد تماماً بحلول عام 2030 أو 2050 على الأكثر، وستكون هذه المرة الأولى في التاريخ التي تصبح فيها المناطق القطبية خالية من الجليد في فترة ما من العام.
جفاف 99% من كاليفورنيا
تنتج الولايات المتحدة الأميركية كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري، حيث تساهم بحوالي 25% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ووفقاً لبرنامج بحوث التغير العالمي، فقد زادت درجة الحرارة في الولايات المتحدة بنسبة درجتين فهرنهايت في السنوات الـ 50 الماضية، وزاد هطول الأمطار بنسبة 5%، وقد تعرض أكثر من 99% من أراضي ولاية كاليفورنيا للجفاف نتيجة زيادة نسبة الرطوبة وارتفاع درجات حرارة الجو.
زيادة نسبة الرطوبة
تؤدي ظاهرة الاحتباس الحراري إلى زيادة نسبة الرطوبة في العالم، حيث يتسبب ارتفاع درجات الحرارة للبحر والجو في زيادة نسبة الأمطار. كما أن الاحتباس الحراري يؤدي إلى اختلاف أنماط سقوط الأمطار، فنجد أن بعض الأماكن تتعرض لأمطار غزيرة في حين أن هناك مناطق أخرى تعاني جفافاً شديداً للغاية.
عواصف خارقة
تعمل ظاهرة الاحتباس الحراري على وقوع ظواهر متطرفة للطقس، حيث تؤدي زيادة درجة حرارة المحيطات إلى زيادة شدة العواصف المحتملة، الأمر الذي يزيد من حجم الخطورة على حياة سكان المناطق الساحلية، وقد توقع العلماء ظهور ما يسمى بالعواصف الخارقة، وهي عبارة عن عاصفة مدمج معها إعصار في الوقت نفسه. مع العلم بأن عدد الحوادث المرتبطة بتغير المناخ مثل الأعاصير والزلازل وأمواج تسونامي والانقراضات الجماعية، قد زاد أربعة أضعاف بين عامي 1980 و2010.
ذوبان 125 نهراً
في السابق، كانت حديقة مونتانا الجليدية الوطنية الأميركية تحتوي على 150 نهراً جليدياً، ولكن الآن انخفض عدد هذه الأنهار بنسبة كبيرة، حيث باتت تحتوي على 25 نهراً جليدياً فقط، وذلك بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.
600 ألف وفاة
تأثرت حالة الطقس في كثير من بلدان العالم بظاهرة الاحتباس الحراري بشكل واضح، وقد أسفر ذلك عن وقوع الكثير من الكوارث الطبيعية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وتشير بعض التقديرات إلى أن العالم شهد حوالي 600.000 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم نتيجة التأثر بحالة الطقس.
اختفاء جزيرة
منذ عقود عدة، كان هناك نزاع حدودي بين الهند وبنجلاديش على جزيرة واقعة داخل حوض نهر الجانج وإبراهمابوترا الشاسع بين بنجلاديش والهند، وقد أطلقت الهند عليها اسم جزيرة نيو مور، وبنجلاديش أطلقت عليها اسم جنوب تالباتي، ولكن بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري اختفت هذه الجزيرة بالكامل نتيجة ارتفاع منسوب المياه، وترتب على ذلك انتهاء النزاع بين البلدين.
برق بزيادة 50%
تتوقع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التي تعمل تحت رعاية الأمم المتحدة ارتفاعاً في درجات الحرارة بمقدار 4.22 درجة مئوية، مشيرة إلى استمرار تغير المناخ العالمي على مدار القرن الحالي وما بعده.
وتشير تقديرات العلماء إلى أنه بحلول عام 2100 سيرتفع متوسط درجة الحرارة 5.8 درجة نتيجة الاحتباس الحراري، وستكون هناك زيادة 50% في البرق في العالم إذا استمرت زيادة الاحتباس الحراري على الأرض بالمعدل نفسه.
انقراض الضفادع الذهبية
تهدد ظاهرة الاحتباس الحراري العديد من أنواع الكائنات الحية بالانقراض، لا سيما حيوانات المناطق القطبية التي تعتمد على الحياة الباردة وهي الآن مهددة بالانقراض نتيجة ذوبان الجليد الناتج عن درجات الحرارة المرتفعة. وتشير تقديرات العلماء إلى أن الاحتباس الحراري سيتسبب في انقراض 1 من كل 6 أنواع من الكائنات على ظهر الأرض، وكانت الضفادع الذهبية أول الأنواع التي انقرضت بسبب تغير المناخ. كما انقرضت العلجوم الذهبية.
الإنسان.. 95% من الأسباب
أرجع تقرير التقييم الخامس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ مسؤولية ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض إلى النشاط البشري على مدار الخمسين عاماً الماضية، وذلك بنسبة 95 %، حيث أدت الأنشطة الصناعية الحديثة إلى زيادة مستويات تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو من 280 إلى 400 جزء بالمليون خلال المائة وخمسين عاماً الماضية.
100 مليون إنسان مهددون بالتشرد
ارتفاع مستوى سطح البحر يمثل أبرز الآثار المترتبة على ظاهرة الاحتباس الحراري، وخلال المائة عام الماضية ارتفعت مستويات سطح البحر بحوالي 7 بوصات كاملة، ومن المتوقع أن يزداد هذا الارتفاع في المستقبل، مما يهدد حياة الناس الذين يعيشون في المناطق الساحلية.
وبحسب تقرير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ لعام 2007، فإن مستوى سطح البحر سيرتفع بمقدار 7 - 23 بوصة بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض، وهذا يعني أن المدن الساحلية يمكن أن تكون مغمورة تحت البحر.
وبحسب بعض التقديرات العلمية، فإن ظاهرة الاحتباس الحراري تهدد أكثر من 100 مليون إنسان من سكان المناطق الساحلية بالتشريد نتيجة ارتفاع مستوى مياه البحار نتيجة التغيرات المناخية والتقلبات في الطقس.