السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«نابل».. مدينة الخزف

«نابل».. مدينة الخزف
25 ديسمبر 2020 01:06

ساسي جبيل (تونس)

تعد صناعة الخزف في نابل «جنوب شرقي العاصمة تونس» واحدة من الحرف التقليدية العريقة، حيث توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، لتبقى موروثاً ثقافياً وحضارياً وتلبية لحاجيات المواطن المعيشية ومصدر دخل للمئات من العائلات.
وكان الخزافون قد استمدوا حنكتهم في هذا الفن جيلاً بعد آخر، من مصر القديمة ومن الفينيقيين واليونان والرومان، قبل حلول العهد الأغلبيّ، وصولاً إلى بدايات القرن السّابع عشر الذي عرف فيه الفخار بنابل مجده الساطع حين ازدهرت صناعته أكثر فأكثر، بقدوم حرفيين من جزيرة جربة «جنوب شرقي البلاد» باحثين عن أسواق جديدة، وقد وجدوا في مناجم الطين بالمنطقة مادة أولية جيدة ومتوفرة، ما جعل عدة أسر منهم تستقر بمدينة نابل، حتى أطلق على منطقة صناعة الفخار بـ «حي الجرابة»، نسبة إلى جربة.

اللون والشكل
وبحلول «الجرابة» طور حرفيو الفخار بنابل منتوجهم حتى اشتهر خزفهم بخصوصيته في اللون والشكل، وهو خزف مطلي بأكسيد الرصاص الذي استجلبه الأندلسيون مع طلاء بألوان مميزة، منها الأصفر والأخضر إلى جانب زركشة بيضاء وزرقاء، إضافة للخزف التقليدي المسمى بالخزف العربي ذي الألوان المرسومة على مساحات صفراء داكنة، قبل انتشار صنف جديد من الخزف يتميز بتعدد الألوان والرسوم والتفنن في الزركشة التي تجلب السياح.
ورغم أن صناعة الخزف والفخار في تونس منتشرة في عدد من المدن والقرى بمختلف جهات البلاد، على غرار جربة «جنوب شرقي البلاد» والمكنين «وسط شرقي تونس» وسجنان «شمال البلاد»، وغيرها، فإن مدينة نابل تعتبر وفق الملاحظين والأخصائيين عاصمة الفخار في تونس.
ويقول الحرفي ماهر الزايدي «43 عاماً» في هذا السياق، إنه ورث هذه الصناعة عن أبيه الذي لقنه في صغره أسرارها حتى أصبح من كبار المنتجين للفخار والخزف في جهته، وخاصة في الأعوام التي سبقت التحولات التي شهدتها البلاد على أكثر من مستوى منذ حوالي العقد الكامل، مضيفاً أن السنوات الأخيرة التي غاب فيها السياح الأجانب تقلص تسويق منتوج هذه الصناعة بشكل كبير.

تجربة
وقالت الشابة المتخرجة في المدرسة العليا للفنون الجميلة، حنان الجليدي «29 عاماً»: إنه وعلى الرغم من صعوبة هذا العمل، فقد اختارته لتخوض تجربتها رفقة إحدى قريباتها بعد استئجارها ورشة خاصة، بها فرن عصري لإنتاج قطع فخار مبتكرة تصممها وتزركشها بالأوكسيد.
وأكدت أنها كانت شغوفة منذ صغرها بصناعة الفخار والخزف، ولذلك اختارت في تخصصها الجامعي الفنون الجميلة، ما جعل دراستها تساعدها على صنع وابتكار عدد من المنتوجات التي تستخدم للزينة والزركشة والتزويق وأيضاً في البناء وديكور غرف المنازل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©