تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يعيش الفنان السعودي عبد المحسن النمر حالة من الانتعاشة الفنية خصوصاً بعد مشاركته في 5 أعمال درامية تلفزيونية عرضت هذا العام دفعة واحدة، هي «أم هارون» و«المنصة» و«بيت بيوت» و«حارس الجبل» و«وساوس»، والذي استطاع من خلالها أن يؤكد أنه فنان من طراز خاص، لديه القدرة الحقيقية على التنوع في أدواره، وتقمص الشخصيات على اختلافها في كل عمل لكي يكسر حاجز الملل عند جمهوره، وأتت ثمار تعبه وجهده لتتكلل في حصده جوائز وتكريمات من مهرجانات عربية وعالمية، هي «شعلة الأنباء الذهبية» في الكويت جائزة أفضل ممثل عن دور أول عن شخصية «داوود» في «أم هارون»، ومهرجان «ضيافة» في دبي عن إنجازاته في 2020، وجائزة التميز والإنجاز من مهرجان واشنطن Awards AAM.
أكد عبد المحسن النمر في حواره مع «الاتحاد»، أن الجوائز التي تأتي من مهرجانات رسمية وعلى مستوى عالمي هي تتويج للفنان عن مجهوده وتعبه، وما قدمه من أعمال يستحق عليها التميز بشهادة الجمهور والنقاد، لافتاً إلى أنه على الرغم من تأثير تداعيات «كورونا» السلبي على جميع المجالات، إلا أنه على المستوى الخاص كان 2020 عاماً مميزاً له، خصوصاً بعد الجوائز التي حازها في «ضيافة» ومن بلد عزيز على قلبه هو الإمارات، إلى جانب تكريمه في اليوم نفسه من الكويت في مهرجان «الشعلة الذهبية» عن دوره في مسلسل «أم هارون» الذي عرض في رمضان الماضي أمام الفنانة القديرة حياة الفهد، وكانت وقتها الفرحة مزدوجة على حد قوله، بالإضافة إلى حصده جائزة التميز والإنجاز مؤخراً من مهرجان مهم في واشنطن هو Awards AAM وكان توزيع الجوائز مباشرة «أون لاين»، وسيتم الإعلان عن تفاصيل الحدث قريباً في وسائل الإعلام، موضحاً أن كلاً من حياة الفهد والكاتبين علي ومحمد شمس كان لهم نصيب أيضاً في جوائزها، منوهاً إلى أن التميز الذي يأتي في الظروف الصعبة مثل أوضاع «كورونا» التي نعيشها، يكون له طعم ومذاق خاص.
أهم المحطات
واعتبر النمر أن الإمارات من أهم المحطات في حياته الفنية، وقال: على المستوى العام، خليجنا واحد، وكلنا دار واحدة، وعاداتنا وتقاليدنا واحدة، وكل تفاصيل بيئتنا وثقافتنا متشابهة، أما على المستوى الخاص فيربطني بالإمارات تاريخ طويل وتجارب مهمة ساعدتني في بداية حياتي الفنية على التواجد والحضور الفني منذ التسعينيات، من خلال مشاركتي في الأعمال الدرامية والعروض المسرحية ذات التجارب الطويلة مع أحمد الجسمي وحبيب غلوم، فضلاً عن تعاونه المثمر والدائم مع تلفزيون أبوظبي وتلفزيون دبي.
عروس الشتاء
وهنأ عبد المحسن الحملة التي أطلقتها الإمارات مؤخراً «أجمل شتاء في العالم»، وقال: الإمارات.. عروس الشتاء، فأنا استمتع بتواجدي فيها، لما لها من رونق مختلف وخاص في الشتاء، إلى جانب أماكنها السياحية الخلابة وطبيعتها الفريدة وفعالياتها المتميزة، فشتاء الإمارات يتوج جمالها، وفي كل عام أنتهز هذه الفرصة لزيارة الإمارات في هذا الجو الخلاب، لزيارة جبل جيس برأس الخيمة وصحراء العين، والاستمتاع بكل تفاصيل أبوظبي ودبي والفجيرة وخورفكان.
تكاتف وتلاحم
وأيد عبد المحسن الحضور القوي للأعمال الفنية العربية المشتركة، وقال: لدي العديد من التجارب الدرامية مع الكثير من الممثلين الخليجيين، ضمن أعمال تراثية وبدوية ولغة عربية فصحى ومعاصرة، فمثل هذه النوعية من الأعمال تسهم إيجابياً في الاحتكاك بالخبرات وتبادل الثقافات والمعرفة، وكانت آخر مشاركة لي حيث تذوقنا فيها طعم النجاح وأتت بثمارها عبر مسلسل «المنصة» من إنتاج إماراتي وبمشاركة نخبة من النجوم من جميع أنحاء الوطن العربي، فدائماً التكاتف والتلاحم في الفن يولد شيئاً مختلفاً وطاقة عالية تستطيع من خلالها الوصول للقمة.
بطل حقيقي
وحول الجزء الثاني من «المنصة» الذي يصوره حالياً في أبوظبي، قال: «المنصة» على المستوى الإنتاجي عمل مميز جيد، ووراء هذا التميز هناك البطل الحقيقي للعمل وهو منصور اليبهوني الظاهري، الذي سعى لأن يكون من أكثر الأعمال تنظيماً على المستوى الإنتاجي والفني، فلديه نظرة فنية ثاقبة في اختيار الكوادر ولديه الطموح الكبير للوصول إلى المستوى العالمي، وفعلاً جاءت النتيجة على مستوى طموحاته وتم عرض العمل على منصة عالمية هي «نتفليكس»، وكذلك على شاشة «أبوظبي»، وحصد مراكز متقدمة على مستوى نسب المشاهدة والتفاعل الجماهيري، وفي الموسم الثاني أصحبت مسؤوليتنا أكبر في تقديم جزء مختلف مع زيادة في جرعة التشويق والأحداث، خصوصاً مع إضافة دماء جديدة في الإخراج والتمثيل، مراهناً أن يكون الجزء الثاني أهم مما حققه الجزء الأول.
صفوف أمامية
«بيت بيوت» و«حارس الجبل» و«المنصة»، تم تصويرهم خلال فترة انتشار «كورونا»، ورغم ذلك تحدى فريق عمل هذه المسلسلات «الفيروس» المستجد، من أجل تنفيذ أعمال درامية تلفزيونية مميزة، وحول هذا الأمر قال: كما في كل مجال هناك صفوف أمامية أولى، ففي الفن أيضاً كذلك، ففي وقت تصوير هذه الأعمال كان أمامنا خيار الانسحاب أو استكمال التصوير، لكننا استطعنا بإرادة قوية أن نكون ضمن الصفوف الأمامية، نساير الوضع، مع الحذر الشديد والالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية والتباعد الجسدي، لكي نقدم ما يليق بالمستوى على الشاشة الفضية.
احتراق فني
يرى الفنان عبد المحسن النمر أن مشاركة الفنان في أكثر من عمل درامي تلفزيوني في وقت واحد، لا يحرقه فنياً، خاصة في حالة عدم التكرار، والاختيار السليم للأدوار، موضحاً أن هناك ظروف فنية وضعته في مثل هذا الموقف، حيث عُرض أكثر من عمل له في عام واحد، لكنه وجدها حالة من التحدي الكبير، خصوصاً أنه استطاع تجسيد شخصيات في أعمال لها خصوصيتها ونوعيات مختلفة، ونال إشادة من الجمهور والنقاد على السواء.