فيصل النقبي (الفجيرة)
الهايكنج، ليست مجرد مسارات في الجبال يرتادها هواة الرياضات الشاقة، لكنها تتعلق بالإصرار والصبر والقدرة على التحمل، والاعتماد على النفس، والانضباط واحترام البيئة، كما أنها تبعث على التأمل وتساعد على الاسترخاء وتزيد طاقة القلب، وترفع مستويات التعامل مع التحديات المختلفة، ويستخدمها الرياضي الخبير الذي يعرف أين يضع القدم وفي أي طريق.
إنها رياضة للتأمل في الحاضر واسترجاع عبق الماضي، وتعرفنا على الجهد الذي كان الأجداد يبذلونه، وكيف تحملوا ظروف الحياة والسفر، كما أنها تعطي صورة عن صحتهم ولياقتهم التي مكنتهم من تكرار المشي، والصعود في الممرات المرتفعة، فهذه كانت طريقتهم الوحيدة للسفر والتنقل.
كثيراً ما تصمم رحلات السير الجبلي «الهايكنج» بحيث تكون في نهايتها «جائزة»، مثل الوصول إلى معلم فريد في منطقة نائية، أو نبع ماء، أو قمة جبلية، أو مطل جميل، أو هواء نقي؛ وهو ما يجعل للمغامرة طعماً، ويضيف حافزاً لإكمال الطريق.
وانتشرت المسارات الجبلية في الساحل الشرقي، سواء في إمارة الفجيرة أو مدن خورفكان وكلباء ودبا، ولعلّ من أهم المسارات الجبلية في هذه الرياضة الوليدة مسار الرابي، ومسار وادي الوريعة، بجانب عدد من المسارات المختلفة في كل منطقة جبلية في الساحل.
ويقول سلطان العبيدلي أحد المحترفين بهذا المجال، والمشرف على المسار الجبلي بجبل الرابي بخورفكان، إن هذه الرياضة من الرياضات المحببة للنفس، والتي تتضمن بنفس الوقت القوة والإصرار والعزيمة، لأنها تتطلب الصبر واللياقة العالية.
وأضاف: «تساعد رياضة الهايكنج على حل المشكلات بنسبة 50% وتساعد على الانسجام مع الطبيعة ومضاعفة قدرة الإنسان على الإبداع في بيئته وبفضل السير المستمر أميالاً عديدة يكتسب الرياضيين قوة عضلية في أجسامهم، خصوصاً في الجزء الأسفل منه، ويخسر الرياضي منهم سعرات حرارية تصل إلى خمسمائة سعرة تقريباً.
وقال العبيدلي بأن المسار الجبلي في الرابي يعتمد على السهولة والأمان الكامل، لأنه يخدم قطاعات واسعة من المجتمع، ومن أجل ذلك كان تخطيط المسار يخضع لعوامل كثيرة أقرتها دائرة التخطيط والمساحة في إمارة الشارقة من أجل استمتاع الرياضيين بهذه الرياضة الفريدة من نوعها
وأضاف: «لدينا أهداف في مجلس الشارقة الرياضي، ولعلّ من أهمها أن تكون هذه الرياضة محفزة للشباب ولجميع الأعمار من أجل ممارسة هذه الرياضة وضمان أن تكون متاحة للسياح الزائرين، وكذلك الهواة والمحترفين لرياضة الهايكنج بالتحديد لأن المحترفين هم يعلمون أساسيات هذه الرياضة، لكن الهواة وسائر الرياضيين الآخرين، فلا بد أن يكون المسار واضحاً جداً وسهل الاستخدام وبه ممرات للراحة وللاستجمام أيضاً وروعي في استخدام المسار أن لا يكون ذا صعوبة ومصمم أيضاً لحماية الطبيعة الفطرية التي تشدد عليها القوانين الفطرية في الإمارة.
وشدّد العبيدلي على أهمية التزام الجميع بالمسار بعدة أساسيات، وهي استخدام الملابس الرياضية المريحة مع الحذاء المناسب، ومن ثم الالتزام بالتعليمات الموجودة في اللوحات الموضوعة في المسارات جميعاً والمحافظة على البيئة محافظة تامة وعدم إلقاء المخلفات في المسار أو استخدامه الاستخدام الخاطئ والانتباه لاحتياطات الأمان المعتادة في هذه المناسبات.
وعن خطط الطوارئ في المسارات الجبلية قال العبيدلي بأن لديهم خطة إخلاء واضحة للحالات البسيطة، فلدينا موظفون على مدار الساعة بأتم الاستعداد لمثل هذه الحالات، كذلك لدينا تواصل مباشر مع الإخلاء الجوي ومع الشرطة وكافة الجهات الحكومية المختلفة، وكل شيء موضوع بعناية للحفاظ على المسار من دون حوادث من أي نوع، مشيداً بالتزام غالبية الرياضيين بالتعليمات، وهذا ما أنجح عملية الاستفادة من المسار بالكثير من الحالات.
5 كم طول مسار الرابي ذهاباًً وإياباًً
اختيار المسارات الجبلية للتدريب تم بناء على دراسة مستفيضة، حيث يبلغ طول المسار ذهاباً 2650 متراً، وهو مسار مناسب للرياضيين وللسياحة، حيث يبلغ طول المسار ذهاباً وإياباً 5 كيلو و300 متر.
ويعتبر هذا المسار من أفضل المسارات التي تم عملها في المنطقة، وهي مناسبة للغاية للرياضيين، لأنها تعني تدريباً جيداً ومكثفاً للاعبين وتساعدهم على التركيز، ومن ثم تكثر الفوائد للاعبين ولكل العدائين في هذه الرياضة.
صحتك رياضتك
تجمع هواية صيد الأسماك بين الرياضة والمتعة، وتسهم في تعلم ممارسها الصبر، وتتطلب تلك الهواية كثيراً من الدراية في اختيار المكان والأوقات المناسبة للصيد، بالإضافة إلى المعدات الأساسية، بدءاً من الصنارة، ووصولاً إلى الطعم، للنجاح في صيد أكبر عدد ممكن من الأسماك، وتجتذب الإمارات عشاق هواية صيد الأسماك، كونها وجهة مثالية لممارستها، لامتداد سواحلها الغنية بالثروة السمكية.
عندما تعلّم الإنسان صيد السمك قديماً كان يهدف إلى سدّ ما يحتاجه من البروتين، إلا أنه تبين فيما بعد أن لهذا العمل فوائد صحية أخرى على المستويين النفسي والجسدي، وهو ما أثبتته الدراسات العلمية.
قد يكون هناك العديد من الأنشطة الترفيهية التي يمكن من خلالها أن نروي ظمأنا للشعور بالسعادة والرغبة بأن نكون بصحة جيدة، ولكن صيد السمك هو أحد أفضل الأنشطة الترفيهية، فهو يخرجنا من الحياة المجهدة ورتابتها.