تامر عبد الحميد (أبوظبي)
بعد فترة طويلة من الغياب عن السينما، تعود الفنانة ميساء مغربي إلى الشاشة الذهبية مجدداً، لتلعب بطولة الفيلم الخليجي الجديد «321 أكشن»، الذي يعرض حالياً في صالات السينما المحلية، بإنتاج إماراتي سعودي مشترك، الذي يسلط الضوء على كواليس العمل الفني والإنتاج السينمائي، ويشاركها البطولة مجموعة من الفنانين السعوديين الصاعدين ومشاهير التواصل الاجتماعي، في خطوة منها لإظهار إبداعات ودماء جديدة في عالم التمثيل.
تدور أحداث الفيلم حول ممثلة تقرر اعتزال التمثيل لرعاية ابنتها، والتي تلعب دورها ميساء مغربي، لا سيما أنها وقعت تحت اختبار الاختيار بين عملها في الفن واستقرارها العائلي، لكنها بعد فترة من اعتزالها تحاول التراجع عن قرارها والعودة للتمثيل مجدداً من خلال فيلم جديد، وتقع العديد من المفارقات الكوميدية في قالب اجتماعي، ويشارك في بطولته كل من ماجد مطرب فواز وخالد يسلم ونور الدين اليوسف ودايلر وراكان عبد الواحد، وإخراج شادي الرملي.
طاقات إبداعية
ميساء التي تولت كتابة قصة «321 أكشن»، أوضحت أن هذا العمل قريب إلى قلبها، لأنه يسلط الضوء على مهنة التمثيل ويدخل في عوالمه وما وراء الكواليس، من ناحية الإنتاج والتصوير، لافتة إلى أن أهم ما يميزه أنه بطولة جماعية، ويضم العديد من الشخصيات التي تثري الأحداث عبر مجموعة من المواهب الشابة التي أظهرت قدرات إبداعية متميزة في عالم التمثيل، وسيكون لهم مستقبل باهر في المستقبل، وقالت: نحن كصناع سينما من منتجين وممثلين لدينا القدرة على فرض واقتراح أسماء للمشاركة في الأعمال الفنية الجديدة، ومن مسؤوليتنا خلق فرص للشباب لكل من يستحقها، وتنفيذ أعمال ذات مضمون هادف، لأن الفن رسالة وليس صناعة.
وتابعت: ورغم أن أغلب فريق عمل الفيلم من المواهب الجديدة، وأغلبهم يظهرون للمرة الأولى كممثلين، فإن كل واحد منهم لديه طاقات إبداعية تؤهلهم لاستحقاق هذه الفرصة، وبعد اختبارات عدة وقع الاختيار على هذه المجموعة التي لديها الموهبة، وما تتماشى مع الشخصية والدور الذي يلعبه في العمل.
تصوير مبكر
وعن أسباب ابتعادها عن السينما الفترة الماضية، أوضحت ميساء أن هذا العام تأثرت السينما كثيراً بسبب تداعيات أزمة «كورونا» كما تأثرت العديد من القطاعات، لذلك فكان من الأفضل الانتظار حتى تتحسن الأوضاع، وتعود الانتعاشة السينمائية من جديد، حتى لا يتأثر عرض الفيلم بهذه الأزمة، لافتة إلى التصوير المبكر لـ «321 أكشن» أنقذهم من «كورونا»، لا سيما أنهم انتهوا من تصويره في أواخر عام 2019، ولكن بعد انتشار الفيروس المستجد قررنا الانتظار قليلاً حتى يتم عرضه في وقت مناسب، منوهة إلى أنه عرض في الوقت الحالي ليس مغامرة، فرغم أن السينما لا تزال تعاني، إلا أن صناع السينما يجب أن يظلوا متواجدين بأعمالهم الفنية التي من خلالها يوجهون رسالة فحواها أن الفن يعيش ويحارب كل من يعترضه في الحياة.
أحكام مسبقة
أما بالنسبة لمشاركة مجموعة من مشاهير السوشيال ميديا، وظهورهم على الشاشات كأبطال سينما، خصوصاً أن هناك العديد من الانتقادات طالتهم من قبل بعض صناع السينما، على أنهم لا يملكون أدوات الممثل، وليست لديهم الإمكانات المهنية أو الدراسية التي تؤهلهم لذلك، ويجعلهم يسحبون البساط من الممثلين أنفسهم أصحاب الخبرات، فعلقت ميساء: هناك عمالقة في التمثيل لم يدرسوا المجال أكاديمياً، فنحن لا نملك الحق في أن نعترض أو نطلق أحكاماً مسبقة من دون المشاهدة، فيجب علينا أولاً إعطاء الفرصة لمن يستحق، وفي النهاية من يمتلك القدرة والموهبة الحقيقية سيحقق الاستمرارية.
إثراء السينما العربية
«321 أكشن».. إنتاج فني مشترك بين الإمارات والسعودية، وتم تصويره في دبي بدعم من لجنة دبي للاستديوهات، وعن رأيها في الأعمال الفنية المشتركة، قالت: الإنتاج المشترك هو إثراء للسينما العربية، والمشهد الثقافي عموماً، وجسر التواصل بين الثقافات، إلى جانب تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الآخر، الأمر الذي يخلق انتعاشة سينمائية في المنطقة، مشيدة بالتطور الكبير الذي وصلت إليه كل من الإمارات والسعودية في مجال الإنتاج السينمائي، وخروجها من نطاق المحلية إلى العربية والعالمية، من خلال أفلام متميزة نالت صدى كبيراً وتصدرت المشهد السينمائي، وشاركت في مهرجانات دولية، وحصد مخرجوها جوائز عالمية، مثل محمد سعيد حارب وهيفاء المنصور ومحمود صباغ.
دعم يتواصل
توجهت ميساء مغربي بالشكر إلى «إيمج نيشن أبوظبي»، ولجنة دبي للإنتاج السينمائي والتلفزيوني، على دعمهما المستمر للأفلام الإماراتية والخليجية والعربية والعالمية، وحرصهم الدائم على توفير كل ما يلزم من تسهيلات في عمليات التصوير والإنتاج لتنفيذ أعمال سينمائية على أعلى مستوى.