سعيد ياسين (القاهرة)
رغم تقديم مئات المسلسلات الدرامية، التي عرضت خلال العقود الماضية، والتي تنوعت بين الاجتماعية والتاريخية والدينية والاستخباراتية والسير الذاتية والرومانسية، وحملت تواقيع العشرات من المؤلفين والكتاب، إلا أن هناك مؤلفين صنعت أعمالهم المجد، وعاشت وارتبط بها الجمهور عبر مختلف الأجيال.
صالح مرسي
يعد الكاتب صالح مرسي من رواد أدب الجاسوسية، وبرع في دراما المخابرات، وقدمها عبر العديد من الأعمال الفنية في السينما والتلفزيون، ورغم تقديمه عدداً من المسلسلات الاجتماعية الرمضانية، ومنها «صيام صيام»، و«بنك القلق»، إلا أن مسلسلاته الاستخباراتية تبقى الأشهر، وبدأها عام 1980 بكتابة القصة والسيناريو والحوار لمسلسل «دموع في عيون وقحة» لعادل إمام.
ثم كتب «رأفت الهجان» لمحمود عبدالعزيز ويسرا في ثلاثة أجزاء، واللافت أنه بنى المسلسل على أصل 3 صفحات أخذها من ملفات المخابرات، تحتوي على المحاور الأساسية للقصة.
ورغم وفاته في 18 أغسطس 1996، إلا أن عدداً من قصصه تحولت إلى مسلسلات رمضانية ناجحة، ومنها «الحفار»، و«البحار مندي»، و«أنا قلبي دليلي»، و«حرب الجواسيس».
محفوظ عبدالرحمن
واجهت مسلسلات المؤلف محفوظ عبدالرحمن الأولى ظروفاً صعبة، حيث منع عرض بعضها في بعض الدول العربية، ورغم أنها مالت إلى التأريخ لفترات زمنية مختلفة، إلا أنها اتهمت بإسقاطات على أوضاع سياسية وقتها.
من هذه الأعمال «عبد الله النديم»، و«سليمان الحلبي» لعبدالله غيث، و«عنترة»، و«محمد الفاتح» لأحمد مرعى، و«الكتابة على لحم يحترق».
ثم عرضت أعماله في كل الدول العربية، ومنها: «ليلة سقوط غرناطة»، و«ساعة ولد الهدى» لعبدالله غيث وسميحة أيوب، و«قابيل وقابيل» لفاروق الفيشاوي وآثار الحكيم، و«أم كلثوم» لصابرين، و«بوابة الحلوني» بأجزائه الثلاثة.
محمد جلال عبد القوي
من أهم كتاب الدراما العربية، قدم العديد من المسلسلات الهادفة، تنوعت بين التاريخية والاجتماعية والرومانسية، بدأها 1979 بـ «المعدية» لحسن عابدين وسعيد عبدالغني، ثم «الغربة».
وفي 1982، قدم «أديب» عن قصة للدكتور طه حسين، ثم «الرجل والحصان» لمحمود مرسي وهدى سلطان، وفي 1983 قدم «موسى بن نصير» لعبدالله غيث، ثم «أولاد أدم» لعبدالمنعم إبراهيم، و«حارة الشرفا»، و«غوايش» لصفاء أبو السعود.
ثم قدم مسلسل «المال والبنون» بجزأيه الأول والثاني، و«نصف ربيع الآخر»، و«المرسى والبحار»، و«شرف فتح الباب»، و«الليل وآخره»، ليحيى الفخراني، و«حياة الجوهري» ليسرا، و«حضرة المتهم أبي» لنور الشريف، و«سوق العصر» لمحمود ياسين، و«قصة الأمس» لإلهام شاهين ومصطفى فهمي.
يسري الجندي
ارتبط الجمهور العربي ارتباطاً كبيراً بالدراما المأخوذة من التراث الشعبي التي برع فيها المؤلف يسري الجندي، وقدمها في عدد كبير من المسلسلات الرمضانية ومنها «ياسين وبهية»، و«علي الزيبق» لفارق الفيشاوي، و«مملوك في الحارة» لسميحة أيوب وعمر الحريري.
وكتب «ألف ليلة وليلة: معروف الإسكافي» لإلهام شاهين، و«ألف ليلة وليلة: علي بابا والأربعين حرامي» و«جحا المصري» ليحيى الفخراني، و«رابعة تعود» لإيمان الطوخي، و«السيرة الهلالية» ثلاثة أجزاء، و«الطارق»، و«جمهورية زفتى» و«النديم».
كما قدم العديد من المسلسلات الاجتماعية والسير الذاتية، ومنها «شارع المواردي» و«التوأم» و«ناصر»، و«سقوط الخلافة»، و«مصر الجديدة».
أمينة الصاوي
رائدة الدراما الدينية، كان الجمهور العربي ينتظر أعمالها كل رمضان، قدمت عبر مشوارها مسلسلات مهمة، تمثل علامات مضيئة في تاريخ الدراما.
ومن أعمالها «فرسان الله» لمحمود الحديني ومحسنة توفيق، و«على هامش السيرة» لأحمد مظهر وشكري سرحان، وفي 1978 كتبت مسلسل «الأيام» عن حياة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، بطولة أحمد زكي وصفية العمري.
وفي 1981، قدمت «الكعبة المشرفة» لشكري سرحان ويوسف شعبان، ثم «الأزهر الشريف منارة الإسلام» ليحيى شاهين وأحمد مظهر، وكتبت في الفترة من 1985 وحتى 1988 أربعة أجزاء من مسلسل «لا إله إلا الله»
محسن زايد
من أهم مؤلفي الدراما العربية، قدم أول مسلسلاته عام 1974 «العطش»، وأعقبه بـ «الجريمة» لعزت العلايلي وسهير المرشدي، ثم «قلب بلا دموع» لعبدالله غيث، وأنور إسماعيل، و«عيلة الدوغري» ليوسف شعبان، وعماد حمدي، و«القضية 80» لفاروق الفيشاوي، ومعالي زايد، و«لسة بحلم بيوم» لنور الشريف، وسميحة أيوب.
ومن الأعمال المتميزة أيضاً «ليلة القبض على فاطمة» لفردوس عبدالحميد، وفاروق الفيشاوي، وقدم جزأين من ثلاثية العالمي نجيب محفوظ «بين القصرين»، و«قصر الشوق» لمحمود مرسي، وهدى سلطان، ثم «في قلب الليل»، و«حديث الصباح والمساء»، و«السيرة العاشورية» بجزأيه، و«الحاوي»، و«بنات أفكاري».
إنعام محمد علي: معلومات غزيرة موثقة
وتحدثت المخرجة إنعام محمد علي لـ «الاتحاد»، عن بعض كبار المؤلفين، وقالت إن أسامة أنور عكاشة، الذي تعاونت معه في مسلسلي «الحب وأشياء أخرى» و«ضمير أبلة حكمت» صنع أسلوباً خاصاً به في الدراما، وأصبح قدوة للمؤلفين الذين جاءوا من بعده، وصنع «المؤلف النجم»، وتميز بأنه مؤلف معلوماتي، حيث كانت أعماله تشتمل على معلومات غزيرة موثقة، وكان يسرب للمشاهد من خلال مشاهده التمثيلية وشخوصه كماً وفيراً من المعلومات سواء ثقافية أو حياتية أو سياسية، وأكدت أن محفوظ عبدالرحمن الذي أخرجت له مسلسل «أم كلثوم» تميز أسلوبه بخفة الظل والسخرية، لدرجة أنها أخبرته أنه مؤلف كوميديا ضل طريقه إلى دهاليز الكتابة التاريخية التى مزجها بالكوميديا، واعتبرت محمد جلال عبدالقوي الذي تعاونت معه في مسلسل «قصة الأمس» مؤلف من كتاب الدراما الساخنة، حيث يستطيع أن يحيك المواقف الدرامية بشكل يجذب به المشاهد، وأكدت على أن محمد السيد عيد الذي أخرجت له مسلسلي «قاسم أمين»، و«رجل لهذا الزمان» عن حياة الدكتور علي مصطفى مشرفة، مؤلف عاشق للتاريخ ومعلوماته التاريخية موثقة بشكل جيد جداً، ولذلك تميز على وجه الخصوص في الدراما التاريخية.
وأكدت أن لهؤلاء الكبار من المؤلفين رصيداً وتاريخاً مشرفاً ومطمئناً، ويحتلون بأعمالهم جزءاً مهماً من تشكيل وجدان وعقل المشاهد العربي عبر أجيال وأزمنة مختلفة.
مصطفى محرم: لماذا يأخذون موقفاً مني؟
أما المؤلف مصطفى محرم صاحب مسلسلات «لن أعيش في جلباب أبي» و«ريا وسكينة» و«عائلة الحاج متولي» و«قاتل بلا أجر» و«زهرة وأزواجها الخمسة» و«الباطنية» و«سمارة» و«العطار والسبع بنات» وغيرها، فأكد أن العمل الجيد والحقيقي يصمد أمام الزمن، ودلل على كلامه بعرض «لن أعيش في جلباب أبي» قبل 25 عاماً، وأعيد عرضه في الأيام الأخيرة وكأنه يعرض لأول مرة.
ويرى محرم، أن جهات الإنتاج تضغط المؤلفين الكبار الذين قدموا أعمالاً جيدة، وتساءل: لماذا يأخذون موقفاً مثلاً مني، بدلاً من تقديم عمل أو اثنين لي في العام، ومن زملائي من أمثال محمد جلال عبدالقوي ويسري الجندي وبشير الديك، يعوضون بأعمالهم بعض مسلسلات قد تنسى بمجرد عرضها.
انتهاء الإبداع
ونفى المؤلف محمد السيد عيد، الذي قدم مسلسلات تاريخية ودينية واجتماعية كثيرة ناجحة، منها «الزيني بركات»، و«الشهاب»، و«قاسم أمين»، و«زمن العطش»، و«شاطئ الخريف»، و«علي مبارك»، و«الإمام الغزالي»، و«رجل لهذا الزمان»، أن يكون انصراف القامات الكبيرة في التأليف عن الساحة، بسبب ارتفاع أجورهم كما يتردد، وقال: الأجور الحالية ليست قليلة، وجهات الإنتاج تحضر مسلسلاً أجنبياً وتطلب من ورشة عمل أن تقوم باستنساخه ببساطة في اطار مصري، أي أن عملية الإبداع والابتكار انتهت، شخصيات وقصة كتبها الآخرون وكل المطلوب تمصيرها، وهذا لا يمكن أن يقوم به مؤلفون كبار، لذلك تجد عدداً كبيراً من المؤلفين بعيدين عن الساحة، من أمثال محمد جلال عبدالقوي ويسري الجندي وعاطف بشاي وأبو العلا السلاموني وكرم النجار، واعتبر ما يحدث حالياً في منتهى الغرابة، خصوصاً وأن الأمور يتحكم فيها الإنتاج ولا تتعلق بأي شيء آخر.
سيطرة النجوم
المؤلف عاطف بشاي صاحب العديد من المسلسلات الناجحة، منها «اللقاء الثاني» و«الحب وسنينه» و«دموع صاحبة الجلالة» و«لا» و«يا رجال العالم اتحدوا» و«النساء قادمون» و«تاجر السعادة»، أرجع انصراف جهات الإنتاج عن مسلسلات الكبار، إلى سيطرة النجم الأوحد على سوق الإنتاج، وفرضه المؤلف والمخرج وأصدقائه من الفنانين والفنيين على جهة الإنتاج، إلى جانب رفض غالبية كبار الكتاب، تحقيق رغبات بعض النجوم من التأليف حسب الطلب، خوفاً من اهتزاز صورتهم بتاريخهم المميز ككتاب لهم مكانة خاصة لدى المشاهدين، حين كانت تطبق القواعد المنطقية والتدرج الطبيعي للإنتاج، بداية من النص، ثم المخرج، ثم الفنانين والفنيين.
عبدالسلام أمين
ارتبط به الجمهور خلال شهر رمضان لسنوات طويلة، ويصنف على أنه الكاتب الأول للفوازير التلفزيونية، حيث قدمها لمدة 13 عاماً، ومنها فوازير «ألف ليلة وليلة/ عروس البحور»، و«ألف ليلة وليلة/ ورد شان وماندو»، و«ألف ليلة وليلة/ كريمة وحليمة وفاطيمة»، و«ألف ليلة وليلة/ الأشكيف وست الملاح» وفوازير «قيس وليلى». وحققت أعماله الدينية والتاريخية نجاحاً نقدياً وجماهيرياً لافتاً، ومنها «تحت ظلال السيوف»، و«الزهرة والسيف»، و«خامس الخلفاء الراشدين/ عمر بن عبدالعزيز»، و«هارون الرشيد»، و«سيف الدولة الحمداني»، و«ذو النون المصري».
وحيد حامد
رغم تركيز وحيد حامد، خلال مشواره الطويل مع التأليف على الكتابة للسينما، إلا أنه قدم العديد من المسلسلات، التي حققت نجاحاً لافتاً على المستويين الفني والجماهيري. بدأ العام 1977 بمسلسل «أوراق الورد» لوردة وعمر الحريري، وفي العام التالي قدم «أحلام الفتي الطائر» لعادل إمام، وفي 1986 قدم «سفر الأحلام» لمحمود مرسي، وآثار الحكيم، وصلاح السعدني، ثم «الجوارح» لصفاء أبو السعود، وصلاح السعدني، و«البشاير» لمحمود عبدالعزيز، ومديحة كامل. وفي 1994، قدم «العائلة» لمحمود مرسي، وليلى علوي، وفي العام 2000 «أوان الورد» ليسرا، ثم «الدم والنار» لفاروق الفيشاوي، ومعالي زايد، وفي 2010 قدم الجزء الأول من «الجماعة» لإياد نصار، و«من دون ذكر أسماء»، وفي 2017 الجزء الثاني من «الجماعة».
أسامة أنور عكاشة
صاحب نصيب الأسد من المسلسلات الرمضانية التي ارتبط بها الجمهور العربي، ورغم أن بعضها جاء في عدد من الأجزاء، إلا أن الجمهور لم يفقد شغف التعلق بها وانتظارها عاماً بعد الآخر.
حدث ذلك في الجزأين الأول والثاني من «الشهد والدموع»، ثم الأجزاء الخمسة من الملحمة الدرامية «ليالي الحلمية»، و«أبواب المدينة»، و«رحلة أبو العلا البشري»، و«زيزينيا»، و«المصراوية»، وكل منها في جزأين، إضافة إلى «ضمير أبلة حكمت» لفاتن حمامة، و«الراية البيضا» لسناء جميل، و«أرابيسك» لصلاح السعدني، و«امرأة من زمن الحب» و«أميرة في عابدين» و«أحلام في البوابة» لسميرة أحمد، و«الحب وأشياء أخرى» لآثار الحكيم وممدوح عبدالعليم، و«عصفور النار» لمحمود مرسي، و«ما زال النيل يجري» لفردوس عبدالحميد.
محمد صفاء عامر
اهتم المؤلف محمد صفاء عامر بدراما الصعيد بشكل كبير، وقدم العديد من المسلسلات التي عالجت قضايا الثأر والعادات القبلية، ومنها «ذئاب الجبل» لأحمد عبدالعزيز وعبدالله غيث، و«حلم الجنوبي» لصلاح السعدني ومعالي زايد، و«الضوء الشارد» لسميحة أيوب ويوسف شعبان وممدوح عبدالعليم، و«ضد التيار» لسميرة أحمد ومحمود ياسين.
وكتب «قلب الأسد» لفريد شوقي، و«جسر الخطر» لصلاح السعدني، و«الفرار من الحب» لآثار الحكيم، و«مسألة مبدأ» لإلهام شاهين، و«الحب موتاً»، و«حدائق الشيطان» لجمال سليمان ورياض الخولي، و«حق مشروع» لحسين فهمي وعبلة كامل، و«نقطة نظام» لصلاح السعدني وبوسي، و«أفراح إبليس».