هناء الحمادي (أبوظبي)
«التطوع لخدمة الوطن»، هذا الشعار الذي اتخذته الطالبة شيخة المزروعي، طالبة الدكتوراه في زراعة الكبد بتقنية المايكروبيدز والخلايا الجذعية في جامعة كنجز كوليدج لندن، فمع أزمة «كورونا» وبعد قرار القيادة الرشيدة بعودة الطلبة المبتعثين إلى أرض الوطن، خوفاً على صحتهم وسلامتهم في فترة انتشار الفيروس «كوفيد- 19»، قررت المزروعي أن تستثمر هذه الفرصة في رد جزء من الجميل لدولة الإمارات، عن طريق التطوع في مختلف المبادرات والأماكن التي يمكن أن تفيد فيها الدولة بخبراتها التي اكتسبتها خلال فترة الدراسة في الخارج، وحالياً مواصلة التعلم عن بُعد في الدولة.
يد العون
وتقول شيخة المزروعي: في بداية أزمة كورونا وباعتباري متطوعة سابقاً في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وجدت نفسي مع زملائي الطلبة مع خط الدفاع الأول، نمد يد العون لهم من خلال المشاركة في مبادرة «لبّيه يا وطن»، التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر بهدف توعية المجتمع بضرورة لبس القفازات والكمامات، والمحافظة على التباعد الجسدي في مراكز التسوق والجمعيات.. ودوري في هذا الجانب هو التوضيح للمتسوقين الطرق الصحيحة لوضع القفازات والكمامات، والتأكد من اتباعهم للإرشادات السليمة في ما يخص التخلص منها بعد التسوق. وأضافت: «لا تتخيلون مدى السعادة التي كنا نراها على أوجه المتسوقين، حين يرون الجهود التي تبذلها الدولة والمتطوعون والعاملون في هيئة الهلال الأحمر، وكلمات الشكر التي كنا نسمعها منهم كانت حافزاً لنا للاستمرار بالعطاء»، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تشارك فيها مع الهلال الأحمر، بل كانت هناك مساهمة أخرى بمساعدة فقراء في بنغلادش، حيث مدت الهيئة يد العون والمساعدة للفقراء هناك، من خلال مبادرة «مخيم اللاجئين الروهينغا» التي رسمت الفرحة على شفاه الصغار والكبار.
فريق «جي 42»
حب العطاء واكتساب المزيد من الخبرة في مجال الخلايا الجذعية، دفع المزروعي إلى الانضمام إلى مختبر لفحوصات فيروس كورونا خارج الصين، بالتعاون مع مجموعة «جي 42» العالمية ومجموعة «بي. جي. اي» الرائدة عالمياً في مجال حلول الجينوم، حيث يقوم هذا المختبر على عمل آلاف الفحوص اليومية، عن طريق تقنية تفاعل تسمى «البوليميريز المتسلسل اللحظي» للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، ويقع المختبر في مدينة مصدر بأبوظبي، وقامت المجموعتان بتشييده وتشغيله خلال 14 يوماً فقط، بهدف توفير حل يلبي الاحتياجات المتصاعدة لاختبارات «كوفيد- 19» في الدولة، وللاستفادة من تجربة الصين في مواجهة الوباء. وفور معرفتها بوجود المختبر في أبوظبي، تسارعت خطاها للانضمام للمختبر، لما لديها من خبرة كبيرة في هذه التقنية، لتكون واحدة ضمن الفريق الذي يعمل بشكل متواصل لإجراء الفحوص لكشف الإصابة بفيروس كرونا المستجد «كوفيد- 19»، وقد توليت مع أعضاء مجموعة «بي. جي. آي» مهام تجهيز وتدريب الفريق المكون من مجموعة من الخريجين الحديثين الإماراتيين من كليات التقنية العليا، ليكونوا جزءاً من فريق «جي 42»، الذين سيعملون على «مشروع الجينوم» الذي أعلنت دائرة الصحة أبوظبي عن إطلاقه مع شركة «جي 42»، والذي يهدف لعمل الفحوص الجينية العالية الدقة بأحدث التقنيات، من أجل استخدام البيانات الجينية الوراثية للمواطنين، ومن أجل تحسين الصحة العامة والوقاية من الأمراض المتوقعة لكل شخص، إضافة إلى تجهيز مختبرات عالية الدقة والتقنية لعمل العديد من الفحوص السريرية، وإنشاء مركز ومختبرات للخلايا الجذعية مستقبلاً.
حب العطاء
المزروعي تجمع بين التعلم عن بُعد والانضمام إلى مختبر فيروس كورونا والتطوع، حيث تقضى جل وقتها ما يقارب من «17 ساعة» متواصلة تعمل بكل جهد بلا كلل أو ملل، بل تجد نفسها أن الوطن يستحق أكثر من ذلك في ظل جائحة كورونا، مؤكدة: التطوع شعور لا يمكن وصفه إلا بخوض التجربة، تجربة التطوع علمتني الكثير، أهمها حب العطاء، فدولتنا الغالية تستحق منا البذل والعطاء بحب، وقد تكون فترة هذا الوباء من أهم الفترات التي يجب علينا التطوع فيها، لكن أرى أن التطوع يجب أن يكون نهجاً مستمراً في الحياة، سواء داخل الدولة أو خارجها.