سعيد ياسين (القاهرة)
أحدثت وفاة الفنان حسن حسني عن عمر 89 عاماً صدمة كبيرة في الوسط الفني، وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ما يشبه سرادق عزاء كبير، ثبت من خلاله أن الراحل حظي بحب نادر بالإجماع، سواء من الجمهور أو من الفنانين من زملائه وتلاميذه من مختلف الأجيال، رغم أن غالبيتهم لم يتمكنوا بسبب ظروف «كورونا» من المشاركة في تشييع جثمانه من مستشفى دار الفؤاد في الحادية عشرة من صباح أمس «السبت» إلى مقابر أسرته في طريق مصر الفيوم.
صانع البهجة
اتفق الجميع على أن السينما المصرية ستفتقد إطلالة حسن حسني الذي حمل العديد من الألقاب الفنية، منها «عمدة السينما المصرية» و«صانع البهجة» و«الجوكر» و«عرّاب الكوميديا» و«تميمة حظ المضحكين الجدد»، وأكدوا أنه لم يكن فناناً عادياً أو مجرد ممثل كوميدي، ولكنه كان فناناً متمكناً من أدواته الفنية، وموصلاً جيداً لكل أنواع المشاعر، وصمام أمان لنجاح أي عمل فني، والظهر الحصين لكل كوميديانات مصر الجدد، وأنه أجاد تقديم مختلف الأدوار الفنية سواء التراجيدية أو الكوميدية أو الدرامية أو التاريخية أو السير الذاتية، كما كان البطل الحقيقي للأفلام منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي وحتى رحيله.
أيقونة نجاح
وقال الفنان صلاح عبدالله الذي تعاون مع حسن حسني في العديد من الأعمال الفنية لـ«الاتحاد»، إنه لا يستوعب حتى الآن أنه رحل، وأنه اتصل به هاتفياً قبل العيد مباشرة واطمأن عليه، واعتبره واحداً من أبرز أعمدة الفن العربي، وأيقونة النجاح لأجيال كثيرة، وأكد أنه سيظل حاضراً بسيرته الطيبة وإنسانيته ومواقفه النبيلة وبأعماله الخالدة.
أسطورة فنية
وعبر الفنان الإماراتي سعيد سالم عن حزنه الشديد لوفاة قامة فنية كبيرة، وقال: وداعاً يا صديقي.. وداعاً أيها الأسطورة، فهو حقاً بمثابة أسطورة الفن العربي لكل الأجيال، كان المعلم والأب والأستاذ والصديق، يحب الخير للجميع، ويساند كل من حوله حتى يظهر العمل بمستوى فني عالٍ، وقد تعاملت معه في مسلسل «خالي وصل» وفيلم «ضحي في أبوظبي»، وكان مثالاً رائعاً للتواضع والفن الحقيقي، كاشفاً عن أنهما قد اتفقا منذ فترة على المشاركة في بطولة فيلم إماراتي مصري، لكن تأجل المشروع بسبب أزمة «كورونا».
الأب الروحي
وأبدى شريف منير حزنه على رحيل حسن حسني الذي كان يعتبره بمثابة والده وشقيقه الأكبر وأستاذه، وتوقف عند مسرحية «حزمني يا» التي تعاون فيها مع الراحل، وقال إنه كان بحق بمثابة رب الأسرة لجميع المشاركين في المسرحية، ومنهم فيفي عبده ومحمد هنيدي ومدحت صالح وماجدة زكي ومحمد متولي، سواء في كواليس المسرحية، أو على خشبة المسرح، حيث لم يتوانَ عن دعمهم طوال مدة العرض، وأنه كان ينشر البهجة بينهم.
حضور طاغ
وقال الفنان أحمد زاهر: إن الفن المصري والعربي افتقد عملاقاً ونجماً من أهم وأقوى النجوم، واعترف بأياديه البيضاء على عشرات النجوم من مختلف الأجيال، وفي مقدمتهم نجوم الكوميديا الجدد الذين كانوا يحرصون على الاستعانة به في أعمالهم، وكانوا يعتبرون وجوده معهم تميمة حظ ونجاح.
وأكد المخرج مجدي أبو عميرة، أن حسن حسني كان من أكثر الممثلين الذين سعد بوجودهم في عدد من أعماله، ومنها مسلسلات «المال والبنون» و«أين قلبي» و«ملك روحي» و«لقاء ع الهوا» و«جحا المصري»، وأكد أنه كان يمتلك قلباً كبيراً، وحضوراً طاغياً وقدرة على تقمص الشخصيات التي يجسدها بشكل أكثر من رائع.
«ضحي في أبوظبي»
فقدنا أحد أعمدة الفن العربي، هذا ما قاله الفنان أحمد صالح، معبراً عن حزنه الشديد لرحيل حسن حسني عملاق الكوميديا وأستاذ السينما والدراما، وقال إنه مثال يحتذى به كفنان مبدع أعطى الكثير لفنه، وكإنسان راق ومتواضع ومحب للجميع، وكان داعماً كبيراً للسينما العربية عموماً، وأتذكر أنه لم يتردد لحظة في المشاركة في بطولة «ضحي في أبوظبي»، رغم أن أغلب المشاركين فيه من فئة الشباب، لكنه لم يبخل عليهم بجهده وعطائه ومساندته للجميع لإنجاح هذا العمل، فكان بمثابة الأب والأخ والصديق خلال كواليس العمل.
نجم شباك
وأشار المؤلف وليد يوسف إلى أن الراحل لم يبخل على أي كوميديان جديد يريد خوض مغامره البطولة، مثلما حدث مع محمد هنيدي وأحمد حلمي وعلاء ولي الدين ومحمد سعد وهاني رمزي وأحمد عيد ورامز جلال وآخرين، وهم كانوا على ثقة بأنهم لن يجدوا ظهراً يستندون عليه أقوى منه، وكانوا يعرفون أن الجمهور يحبه بدرجة كبيرة، كما أنه كان «غولاً» على المسرح مهما كان يقف إلى جواره من نجوم، وكان الجمهور يخرج من المسرحية واضعاً إياه في أول القائمة، وأكد أن حبه للفن هو ما جعله يبدع طوال هذه السنوات التي قضاها فيه، وهو ما سيجعله باقياً للأبد، واعتبره نجم شباك قلوب المعجبين، وصاحب طوفان عطاء فني لا مثيل له.
قامة فنية
فيما قال الفنان أحمد عبد الرزاق: وداعاً يا من زرع البسمة في قلوبنا، لقد فقدت السينما والدراما المصرية والفن العربي مبدعاً وفناناً وإنساناً أعطى الكثير، وستبقى أعماله دائماً حاضرة وخالدة. بينما قال حبيب غلوم: حسن حسني فنان أعطى من عمره وصحته الكثير في مجالات الأدب والثقافة والفنون، فهو قامة فنية لن تنسى أبداً.
السهل الممتنع
وقال أستاذ التمثيل في أكاديمية الفنون الدكتور سيد خاطر: إن حسن حسني يمثل النموذج الرائع للفن، وللسهل الممتنع وللتلقائية والبساطة والإنسانية والتواضع والعطاء والمحبة، وأشار إلى أنه يعتبره درّة المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة، وأنه كان صاحب أجمل وأروع طلة تمثيلية فنية أسعدت الجمهور لعقود عدة، وبمثابة «أيقونة» كانت وستبقى خالدة.
آخر مشاركاته الفنية
يذكر أن الفنان حسن حسني الذي توفي إثر إصابته بأزمة قلبية مكث على إثرها في المستشفى لمدة 24 ساعة فقط، كانت أطلقت العديد من الإشاعات عن وفاته طوال العامين الماضيين، علماً بأنه شارك في رمضان الماضي في مسلسل «سلطانة المعز» أمام غادة عبدالرازق، وكانت آخر مشاركة سينمائية له في فيلم «خيال مآتة» أمام أحمد حلمي في موسم عيد الأضحى السينمائي الماضي.