السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

العيد بهجة وتواصل «عن بُعد»

الفرحة تظلل الأسرة وتبهج أيامها (الصور من المصدر)
24 مايو 2020 01:13

أشرف جمعة (أبوظبي)

في البيوت التي تحتضن الأحلام وتتسع لكل أفراد الأسرة في زمن «الكورونا» المستجد تشع أضواء عيد الفطر السعيد في كل ركن وزاوية، ويستقبله الجميع بفرح غامر، وعلى الرغم من غياب المظاهر التي اعتادوا عليها، والتي كانت تتمثل في صلاة العيد في المساجد والتزاور وإبراز البهجة في الساحات، فإن العيد يبقي بطابعه الخاص يشيع الألفة بين الجميع رغم البقاء في المنزل والالتزام بالتباعد الجسدي ضمن الإجراءات الاحترازية.
أوضح الخبير التراثي سعيد المناعي أن الناس اعتادوا في الماضي القريب على التواصل الإنساني بشكله المعتاد في عيد الفطر السعيد، من خلال أداء صلاة العيد، ومن ثم مواصلة الطقوس المتعارف عليها، فضلاً عن مجالس العيد بزخمها التي كانت محور اهتمام المجتمع، لكن في هذا الظرف الطارئ والتزام جميع أفراد المجتمع بالبقاء في البيوت، فإنه من الطبيعي أن تتواصل مظاهر العيد على نحو آخر، مبيناً أن الجميع يدرك طبيعة الظروف الحالية التي تحتم أن يكون التواصل الاجتماعي عن بُعد، وأنه على الرغم من ذلك، فإن أهم ما يميز هذه المناسبة أنها مدعاة لإدخال البهجة إلى القلوب والتفاعل بشكل إيجابي ومحسوب بين الأسر الممتدة، حيث أصبح من السهل عبر برامج الاتصال المدعمة بخاصية الفيديو أن يشاهد أفراد المجتمع بعضهم بعضاً عن بُعد، وهو ما يجعل فرحة العيد تكتمل بهذا النوع من التواصل.
ويرى المناعي أن البيوت كدأبها تعمل على طهي الأطعمة التي تناسب طقوس عيد الفطر السعيد، ومن ثم الاجتماع العائلي للأسرة الواحدة على موائد الطعام وتبادل التهاني، مشيراً إلى أنه من الطبيعي أن يحتفل كل أفراد المجتمع بعيد الفطر في هذه الظروف وهم على قدر المسؤولية.

طقوس معتادة
ويقول يوسف الحمادي - رب أسرة-: «للعيد بهجة لا تزول مهما كان لجائحة «كورونا» تأثير في حياتنا، فالبقاء في المنزل ليس معناه إلا نعيش هذه الفرحة التي اعتدنا عليها، ومن ثم نمارس طقوسنا المعتادة» مبيناً أنه في هذه الأثناء بإمكاننا أن نتواصل مع الأهل ونبارك لهم قدوم العيد عبر وسائل التواصل المتاحة، فضلاً عن أن المظاهر التي غابت بسبب هذا الوباء من الممكن أن نلمسها داخل البيوت من خلال تزيينها وطهي الأطعمة المعتادة والجلوس مع أفراد الأسرة احتفالاً بعيد الفطر السعيد، وهو ما يجعل التكيف مع الواقع الجديد ممكناً، وأنه يشعر بالسعادة وسط أسرته وأبنائه، ويتواصل مع كل الأقارب والأهل والأصدقاء عن بُعد، موضحاً أن العيد يبث الفرحة في النفوس بشكل تلقائي.

مظاهر الألفة
وأوضح علي جاسم المرزوقي - متقاعد - أن جائحة «كورونا» جعلت الألفة تصل إلى أعلى مستوياتها، وفي العيد تتواصل المظاهر التي اعتاد عليها الناس، لكن في نطاق البيوت، وأنه يستمتع بهذه المناسبة وسط أسرته وأحفاده ويؤمن بأنه طالما اقتضت الظروف أن يتم الاحتفال بالعيد على هذا النحو، فإن كل فرد في المجتمع سيتعايش مع ظرف «كوفيد- 19»، خصوصاً أن العيد له طابع الخاص، فهو مناسبة للفرحة والتآلف، ومن ثم نبذ الخصام، فضلاً عن التواصل مع الأهل عبر وسائل التواصل، حيث أصبح التهاتف بديلاً عن الزيارات المنزلية، وعلى الرغم من ذلك، فإن التنائي بسبب جائحة «كورونا» المستجد ليس بديلاً عن تدانينا، لأن كل فرد في المجتمع يدرك قيمة العيد ودوره في إدخال البهجة إلى النفوس.

تزيين البيوت
وتبين غالية أحمد - موظفة - أنها تعيش مظاهر عيد الفطر في حدود المتاح، خصوصاً أن قدومه هو إعلان للفرحة وأن الناس بوجه عام في حاجة إلى أن يشعروا بالسعادة في ظل تفشي وباء «كوفيد- 19»، وأنها عملت مع بناتها على تزيين البيت بشكل لائق، ومن ثم قررت طبخ الأطعمة المفضلة لكل أفراد الأسرة احتفالاً بعيد الفطر السعيد، مشيرة إلى أن البهجة تتواصل والتواصل عن بُعد، وهو ما يبرز دوراً آخر للألفة في مثل هذه الظروف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©