عدد اليوم
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أكد الفنان الإماراتي مرعي الحليان أنه اعتذر عن المشاركة في بطولة مسلسلين في «ماراثون» دراما رمضان 2020، هما «الشهد المر» و«أم هارون» حتى يتفرغ تماماً لتصوير دوره في مسلسل «مفتاح القفل» الذي يعرض على شاشة «الإمارات»، معتبراً أن هذا العمل نقلة نوعية تضاف إلى مسيرته الفنية الطويلة، خصوصاً أنه حقق حلمه أخيراً بالوقوف أمام عملاق الكوميديا جابر نغموش في عمل من بطولتهما، إلى جانب أنه غير جلده تماماً في هذا العمل في دور «حسن تسجيلات» الذي أبعده عن الأدوار الشعبية والتراثية والاجتماعية، ليخوض من خلاله تجربة الأعمال الكوميدية المعاصرة.
قال الحليان في حواره لـ«الاتحاد»: كان «مفتاح القفل» بالنسبة لي فرصة كبيرة أن ألتقي بالفنان الكوميدي القدير جابر نغموش، صاحب الأداء السهل الممتنع، ورغم أنني التقيت معه في السابق في عملين تقريباً كان من بينهما «حاير طاير»، إلا أني ظللت كل هذه السنوات أبحث عن فرصة مناسبة للالتقاء معه في عمل يجمعنا سوياً في بطولة جماعية، وحققت «أبوظبي للإعلام» و«ظبيان» للإنتاج الفني هذا الحلم في الموسم الدرامي الرمضاني 2020.
وأضاف: أعتبر «مفتاح القفل» بمثابة مبادرة فنية، جمع الوجوه التمثيلية الشابة من إعلاميين وممثلي مسرح، أمام كاميرا واحدة، لتبادل الخبرات واكتساب المعرفة في مجال الفن، خصوصاً مع وجود خلطة جميلة وفريدة من نوعها من نجوم الدراما المخضرمين أمثال جابر نغموش ورزيقة الطارش وإبراهيم الزدجالي، لافتاً إلى أن هذه المبادرة سوف تفتح نوافذ الدراما الإماراتية للشباب والطاقات الإبداعية والدماء الجديد في عالم التمثيل، خصوصاً أن الساحة الفنية بحاجة للبحث عن وجوه شابة جديدة.
كواليس الإنتاج
وأشاد الحليان بقدرات جاسم الخراز في الكتابة، حيث تولى كتابة «مفتاح القفل» بشكل درامي كوميدي مميز، وعرض من خلال الإطار الدرامي العام مجموعة من القضايا الاجتماعية في إطار كوميدي، مرتكزاً على شخصية «مفتاح» الذي جسده جابر نغموش، ليسلط الضوء من خلاله على قضية لم يتطرق لها أحد في السابق، وهي كواليس إنتاج المسلسلات، وأحلام الممثل البسيط، والفنان المبتدئ الذي يبحث عن الشهرة والنجومية، إلى جانب رسالة العمل الحقيقية وهي عدم الاستسلام والسعي وراء تحقيق الأحلام مهما واجه الإنسان صعوبات في الحياة.
واقع وعصرية
أغلب الأعمال الدرامية التي شارك في بطولتها الحليان، كانت من نوعية الشعبي والتراثي والاجتماعي، وفي «مفتاح القفل» خرج من هذه العباءة، وقدم دوراً كوميدياً مجسداً شخصية «حسن تسجيلات» في عمل درامي معاصر، وعن هذه النقلة الفنية، قال: أعمالنا الشعبية كثيرة، فمنذ أكثر من 30 عاماً وأغلب أعمالنا الفنية لا تخرج من هذا الإطار، والإمارات حالياً بتطورها وإنجازاتها ونقلتها الحضارية والثقافية الكبيرة، أصحبت لديها واقع حالي جديد ومختلف، لذلك آن الأوان للبحث في أعمالنا عن الواقع والعصرية، خصوصاً أن الصورة اختلفت وأصبحنا نعيش في عصر الإنترنت والتواصل عن بُعد. وتابع: تحتاج الدراما المحلية يجب أن تظهر في ثوبها الجديد، ويجب أن نُظهر النهضة الحضارية والاقتصادية والتطور العمراني الذي وصلت إليه دولتنا الحبيبة، مع تسليط الضوء على أبرز القضايا الحالية.
ورش كتابة
ويرى الحليان أن هناك أنماطاً من الشخصيات غائبة عن الدراما المحلية ولا ينتبه لها الكُتاب، فأين فئة المهندسين والأطباء ورجال الأعمال الإماراتيين، والإنجازات التي تحققها المرأة الإماراتية، في قصص أعمالنا المحلية، مؤكداً أن الساحة الفنية بحاجة إلى جيل جديد من كتاب الدراما، وقال: جيل الشباب هم الأقرب لما يحدث حالياً في عصرنا من تطور وتكنولوجيا، لذلك يجب البحث عن كُتاب جدد لكي تتغير الصورة الفنية الدرامية، مقترحاً عمل ورش كتابة في الدراما تتبناها إحدى الجهات المعنية بالفن، ويتم الاستعانة بخبرات في هذا المجال على سبيل المثال من مصر، وينضم إلى هذه الورش كل من لديه موهبة الكتابة في عالم الدراما، حتى تستفيد المواهب المحلية الجديدة ويتعلموا ويكتسبوا الخبرات اللازمة، في عملية سرد الأحداث والإطار الدرامي العام.
حضور ومنافسة
ووجه الحليان شكره لـ«أبوظبي للإعلام» على الدعم الكبير الذي قدمته للفنان الإماراتي والدراما المحلية، والتي جعلت المشهد الدرامي يعيش انتعاشة فنية في رمضان 2020، وينافس بكل قوة مع الدراما الخليجية والعربية الأخرى، وقال: أنتجت «أبوظبي للإعلام» 4 مسلسلات من أصل خمسة، وهذه الخطوة الإيجابية والمميزة من مسؤوليها أسهمت في تواجد المسلسل الإماراتي في السباق الرمضاني، وساعدت الممثل الإماراتي أيضاً في الحضور درامياً، بعد أن كان يعاني في السابق من «بطالة درامية» بسبب الركود الكبير الذي كنا نعيشه منذ أكثر من عامين تقريباً.
وتابع: علمت أن هذا الدعم والاهتمام الكبيرين بالدراما المحلية، لن يكون في مواسم رمضان فقط، إنما سوف يتم إنتاج عدد أكبر من الأعمال الدرامية لعرضها في مواسم أخرى بعيداً عن رمضان، الأمر الذي يسهم في الحضور القوي للممثل الإماراتي على مدار العام.
قضايا فنية
أوضح مرعي الحليان أن أكثر ما يميز «مفتاح القفل» أنه كشف العديد من الأمور التي تحدث في كواليس الفن بشكل حقيقي وواقعي، والصعوبات التي يواجهها الفنان، وعقبات الشروط الجزائية في عقود شركات الإنتاج، وقضية التمويل، والبحث عن قنوات لعرض الأعمال، وغيرها من الأمور المتعلقة بالناحية الفنية في إنتاج الدراما.
نقد بناء
صرح الفنان الإماراتي مرعي الحليان أن ما ينقص الدراما المحلية هو النقد البناء، وقال: تحتاج الحركة الدرامية إلى مواكبة نقدية بناءة من أجل التجويد، فالفن هو مرآة المجتمع، ولن يتطور هذا الفن إلا مع وجود حركة نقدية قوية.
