سعيد ياسين (القاهرة)
ترك المخرج مجدي أبو عميرة بصمة قوية في الدراما العربية من خلال المسلسلات الرمضانية، وكان مجرد وجود اسمه على أحد المسلسلات بمثابة ضمانة كبيرة لجودتها الفنية، وهو ما جعل عدداً كبيراً من الفنانين الذين عادو إلى الدراما بعد غياب يحرصون على اختياره لإخراج أعمالهم، ولم يحصر نفسه في قالب درامي واحد، حيث تنوعت أعماله ما بين التراجيدية والاجتماعية والتراثية والكوميدية والنفسية وغيرها.
عمل مجدي أبو عميرة مساعداً في بدايته مع عدد من كبار المخرجين، منهم محمد فاضل، وأحمد طنطاوي، وعلوية زكي، وجاء أول أعماله كمخرج عام 1987 من خلال المسلسل التاريخي «الإمام الطبري» لعزت العلايلي، وليلى فوزي، وسمية الألفي، وعمر الحريري، وبعد خمسة أعوام أخرج رائعة الدراما العربية «المال والبنون» للمؤلف محمد جلال عبدالقوي، وبطولة عشرات النجوم والنجمات، وجاء المسلسل بجزأيه الأول والثاني بمثابة ملحمة درامية حول صراع البشر على المال.
وتألق في الدراما التراثية من خلال «السيرة الهلالية»، وكان الجزء الأول أقرب لحكاية إنسانية للأم التي طعنت في شرفها، والثاني استحضار لملامح العالم العربي في رحلة الريادة واستعراض لكافة أشكال الحكم فيه، و«جحا المصري» ليحيى الفخراني، وتناول الحكاية التراثية الفلكلورية الخاصة بجحا وحماره، وركزت أحداثه على أصالة الإنسان المصري ومقاومته للاحتلال الأجنبي، وقدرته على مواجهة الطغيان والفساد، وكتب المسلسلين يسري الجندي الذي أخرج له أبو عميرة «التوأم» لليلى علوي، ويعد من أشهر المسلسلات التي تعرضت لقضية التوائم، والفروقات الشخصية والفردية بينهما.
وأحدث عام 1993 نقلة نوعية في دراما الصعيد سواء على صعيد الشكل أو المضمون، من خلال مسلسل «ذئاب الجبل» لأحمد عبدالعزيز، وحمدي غيث، وسماح أنور، ودارت أحداثه حول صعيد مصر وتقاليده وعاداته، والعصبية الشديدة الموجودة فيه، وواصل عطاءه بعد ذلك مع دراما الصعيد من خلال مسلسلي «الضوء الشارد» لممدوح عبدالعليم، و«الفرار من الحب» لآثار الحكيم ورياض الخولي.
وغيّر جلد نور الشريف الفني في «الرجل الآخر» للمؤلف مجدي صابر، حيث جسد فيه شخصية رجل يفقد ذاكرته، وحقق المسلسل نجاحاً جماهيريا ونقدياً لافتاً، تمت ترجمته في حصده الجائزة الذهبية وقت عرضه عام 1999 من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، وحصول بطليه نور الشريف، وميرفت أمين على جائزتي أفضل ممثل وممثلة.
ومن مسلسلاته الكبيرة التي حققت نجاحاً لافتاً «أين قلبي»، و«ملك روحي»، و«أحلام عادية» ليسرا، و«الحقيقة والسراب» لفيفي عبده، و«محمود المصري» لمحمود عبدالعزيز، و«أحلام لا تنام»، و«قلب امرأة» لإلهام شاهين، و«يتربى في عزو» ليحيى الفخراني، و«قلب ميت»، و«برة الدنيا» و«الصفعة» لشريف منير، و«القاصرات» لصلاح السعدني وداليا البحيري.