تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يرى الفنان الإماراتي منصور الفيلي، أن الدراما المحلية تفوقت في السباق الرمضاني لهذا العام، حيث قدم صناعها توليفة غنية من القصص الاجتماعية والتراثية والكوميدية المتنوعة التي نالت إشادات عبر مواقع التواصل منذ عرض أولى حلقاتها، وحظي بثناء جماهيري لافت، خصوصاً بالنسبة للأعمال الكوميدية التي نالت نصيب الأسد من التفاعل الجماهيري مثل «مفتاح القفل» و«خاشع وناشع» و«بنت صوغان».
طفرة درامية
أكد الفيلي في حواره مع «الاتحاد»، أن الكوميديا المحلية في رمضان لها رونق مختلف، فرغم إنتاج 3 مسلسلات كوميدية في موسم واحد، بواقع مسلسلين من إنتاج «أبوظبي للإعلام»، وعمل من إنتاج مؤسسة «دبي للإعلام»، إلا أنها خرجت من قفص التكرار، واستطاع كل فريق عمل أن يكون لنفسه خطاً كوميدياً مختلفاً في القصة والنص والشخصيات، معبراً عن سعادته في الوقت نفسه بالدعم الكبير الذي أولته القنوات المحلية للدراما الإماراتية، خصوصاً «أبوظبي للإعلام» التي نفذت هذا العام 3 أعمال درامية في موسم واحد، هي «الشهد المر»، و«مفتاح القفل»، و«خاشع ناشع»، الأمر الذي يسهم في بث الأمل في نفوس مبدعي الدراما الإماراتية في السنوات المقبلة، معبراً عن فخره بقصص المسلسلات التي كانت من توقيع نخبة من نجوم الإمارات في التأليف الدرامي، وأبرزهم إسماعيل عبد الله في «الشهد المر» وجاسم الخراز في «مفتاح القفل» و«عبد الله زيد» في «خاشع ناشع».
دعم قوي
وأشار إلى النجاح والصدى الكبيرين اللذين تحصدهما المسلسلات المحلية، يثبت أن صناع الدراما في الإمارات قادرون على المنافسة ليس فقط على المستوى المحلي بل الخليجي والعربي أيضاً، وذلك بفضل الإمكانات التي يتمتع بها فنانو ومبدعو الإمارات، سواء في مجال الكتابة أو التمثيل أو الإخراج، منوهاً إلى أن المطالبات في السابق كانت تتمحور حول وجود الدعم القوي، وعندما تواجد هذا العام، كانت الدراما الإماراتية أوائل المسلسلات الجاهزة للعرض وحتى قبل تداعيات انتشار «كورونا»، مع مستوى الإنتاج الضخم الذي كان واضحاً في جميع المسلسلات.
تواجد وحضور
الفيلي الذي يشارك هذا العام في بطولة مسلسلين هما «الشهد المر»، و«بنت صوغان»، ويظهر كضيف شرف في مسلسل «مفتاح القفل»، أكد أن كثرة الأعمال هذا العام ساعدت فناني الإمارات على التواجد والحضور، بعد أن كان يعاني أغلبنا في السابق من «بطالة درامية»، وآخرون كانوا يبحثون عن مشاركات فنية خليجية سعياً وراء الحضور أمام الشاشات، معبراً عن سعادته بالتواجد في عملين بدورين رئيسين في رمضان هذا العام. وقال: قادتني المصادفة أن أجسد دورين في مسلسلي «الشهد المر»، و«بنت صوغان» لشخصية تحمل الاسم نفسه هو «خميس»، ففي «الشهد المر» الذي يعرض على شاشة «الإمارات» ويشارك في بطولته حبيب غلوم وهيفاء حسين وزهرة عرفات وإبراهيم الحساوي، وهو من تأليف إسماعيل عبد الله وإخراج مصطفى رشيد، أجسد شخصية رجل ابن عائلة من النوخذة، ورغم أنه عادل، إلا أنه يسكت على الكثير من الأخطاء التي تحدث في محيطه ومجتمعه، بسبب الإذلال الذي يتعرض له من «شاهين» بسبب خطأ فعله في السابق. وعلى النقيض تماماً يظهر «خميس» في «بنت صوغان» في دور كوميدي يتعرض للتورط مع لصوص الفريج، ويدخل معهم في مشكلات تظهر العديد من المواقف المضحكة، ويشارك في بطولته أحمد الجسمي وسعيد سالم وجمعة علي وبلال عبد الله وأمل محمد وهو من تأليف جمال سالم.
تجربة ممتعة
ولم ينس أيضاً مشاركته كضيف شرف في مسلسل «مفتاح القفل» مع جابر نغموش ومرعي الحليان الذي يعرض على قناة «الإمارات»، مؤكداً أنها تجربة ممتعة، خصوصاً أن العمل فكرته مختلفة عن جميع الأعمال الكوميدية السابقة التي قدمها نغموش، لاسيما أن المسلسل يكشف أسرار عالم الفن والإنتاج الدرامي. وأكد الفيلي أن مشاركته هذا العام في بطولة مسلسلين دفعة واحدة، لن يحرقه فنياً، بل على العكس فهو أفاده تمثيلاً ودراما، خصوصاً أنه ظهر في شخصيتين مختلفتين تماماً، ورغم صعوبة تقمص شخصيتين في عملين يتم تصويرهما في الوقت نفسه تقريباً، إلا أنه استمتع بهما، لاسيما أنه يتوافر فيهما عناصر النجاح من أبطال وتأليف وإخراج وإنتاج وفريق عمل مميز، يريد إظهار الدراما المحلية في أبهى صورها.
لا لمشاهير الـ«سوشيال ميديا»
أشاد منصور الفيلي بمشاركة نخبة من نجوم التمثيل من المخضرمين والشباب في الأعمال المحلية لهذا العام، خصوصاً أنه ضد إقحام شباب الـ«سوشيال ميديا» في السينما والتلفزيون، ورغم أنه لا ينكر أن بعضهم أظهر أنه يتمتع بموهبة جيدة، لكنه أكد أن الممثل الحقيقي، والشباب الذين درسوا المسرح ولديهم موهبة في الأداء التمثيلي هم الأقدر للوقوف أمام كاميرا الشاشة الفضية، معتبراً أن جميع الممثلين من فئة الشباب الذين شاركوا في أعمال درامية لهذا العام حققوا صدى وتميزاً كبيراً، ومن المفترض أن تعود الأمور إلى نصابها في الفترة المقبلة، ومحاولة صناع الدراما والسينما في التركيز على الممثلين الذين يتمتعون بالخبرة والكفاءة، بدلاً من الاستعانة بمشاهير الـ«سوشيال ميديا» الذين يقفون أمام الشاشات للمرة الأولى.