السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

عيسى المسكري يضع خطة تربوية من ثلاثة محاور

عيسى المسكري يضع خطة تربوية من ثلاثة محاور
27 ابريل 2020 00:21

أحمد السعداوي (أبوظبي)

يأتي شهر رمضان حاملاً معه الكثير من الفضائل والخيرات، خاصة مع طول فترة بقاء جميع أفراد الأسرة في المنزل بسبب الظروف التي فرضها انتشار فيروس «كورونا» المستجد، ما أتاح لكثير من الآباء الفرصة للجلوس إلى أبنائهم، والعمل على ترسيخ القيم الدينية لديهم خلال الشهر الفضيل، من خلال خطة ثلاثية المراحل.
يقول المستشار في الشؤون الأسرية عيسى المسكري، إن شهر رمضان فرصة ذهبية لكثير من أولياء الأمور لتعويض ما فاتهم خلال الفترة الماضية في توجيه أبنائهم بشكل صحيح، موضحاً أن غرس القيم الإيمانية خلال شهر رمضان يعتمد على 3 مراحل أساسية:
المرحلة الأولى:
 مرحلة ما قبل الغرس وتتضمن وضع خطة إيمانية واضحة الرؤية والأهداف، ويكون ذلك في الفترة السابقة لرمضان بنحو شهر أو شهرين، ونجاح هذه المرحلة يضمن نجاح الغرس الإيماني، فعلى الوالد انتهاز فرصة شهري رجب وشعبان لتهيئة الأبناء بشكل عملي والبدء في توعيتهم وتعليمهم وتدريبهم على الصيام وغيره من العبادات، على غرار الرياضيين الذين يتمرنون لشهور لمنافسات لا تتجاوز مدتها ساعات، وبالتالي فإن شهر رمضان لما له من قيمة عظيمة في قلب كل مسلم يحتاج من ولي الأمر أن يستعد له بهمة وعزيمة قبل حلوله ضيفاً علينا مرة كل عام.

المرحلة الثانية: 
مرحلة أثناء الغرس، التي تتجلى في ثلاثة جوانب هي المعرفي والسلوكي والصامت. وفيما يخص المعرفي، يتحدث الوالد خلاله إلى أبنائه عن فضائل التحلي بالقيم الإيمانية الرفيعة وما تجلبه للفرد في الدنيا والآخرة، ومن ذلك قيمة شهر رمضان وأهمية الصيام وإعلاء الفرائض التي نقيمها في هذه الأيام المباركة. أما الغرس السلوكي، فيتضمن التدريب العملي على الصيام والصلاة وتلاوة القرآن الكريم وقراءة كتب الفقه واتباع سُنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في سائر أمور الحياة، ما يسهم في إيجاد مجتمع صالح مُتحاب. 
أما الغرس الصامت، فهو عبارة عن تهذيب الأخلاق وتعريف الأبناء بأن الصيام ليس فقط مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل الامتناع عن كل الأفعال الخاطئة، والسعي إلى التقرب إلى الله عز وجل بكل الوسائل، لتحصيل عظيم الأجر والثواب، واكتساب مكارم الأخلاق لترافقهم بعدها في سائر أمور حياتهم. ولفت إلى أن هذه المرحلة هي الأخطر في بناء المنظومة القيمية السليمة لدى الأبناء، فمن فرّط في المرحلة الأولى يمكن تدارك ذلك في الثانية أثناء الصيام كون شهر رمضان هو شهر الطاعات والمنافسة في عمل الخير بكل أشكاله.

المرحلة الثالثة:
 هي حصاد لما سبق من جهد، حيث يعرف الأب خلالها كيف استفاد الأبناء من هذه التربية الإيمانية المختلفة عما سبقها في الأعوام الماضية، حيث تحول البيت الآن بفعل ظروف وتداعيات فيروس «كورونا»، إلى مسجد ومدرسة ومنبر وتعددت وظائفه القيمية والتربوية لدى الأبناء. وعلى الوالد هنا إدراك أن الابن صار بلا صداقات عملية، وجاءته الفرصة ليكون صديقاً له وقدوة صالحة بشكل عملي، ومن هنا يكون غرس هذه القيم بشكل صحيح، مشيراً إلى أن هذه المرحلة تتضمن التقييم والمحاسبة وجني الثمار، مشيراً إلى من يفرط في أي من هذه المراحل الثلاث، يصعب أن يصل إلى النتائج المرجوة من خطته في تربية الأبناء على الفضائل الدينية والأخلاقية المنشودة.

تجربة جديدة
يقول عودة فياض، الذي يمارس وظيفته في رمضان بنظام العمل عن بُعد، إن تجربة الجلوس إلى الأبناء خلال رمضان تجربة جديدة بالنسبة له، حيث كان يقضي معظم الوقت في هذا الشهر بين العمل والمسجد والخروج مع الأصدقاء بعد انقضاء صلاة التراويح، ولكن الوضع مختلف هذا العام حيث تغير نمط الحياة جذرياً، كون العمل من المنزل ما يوفر عليه أوقات الذهاب والعودة، وسيؤدي الصلوات في المنزل وليس المسجد كما جرت العادة، ولذلك فسيسعى إلى إقامة صلاة الجماعة في المنزل بصحبة أبنائه، وفي هذا تشجيع عملي لهم على المحافظة على تأديتها، كما أنه سيتابع بنفسه أيضاً مدى التزامهم بقراءة أجزاء من القرآن الكريم سيحددها لكل منهم بنفسه على مدار الشهر.

استعداد جيد
يقول خليفة الشحي، رب أسرة، إن شهر رمضان هذا العام ستكون له خصوصة مقارنة بالأعوام الماضية، فقد استعد له بشراء كتب دينية تتناول حياة الصحابة ليجلس إلى أبنائه يومياً، ويتحدث إليهم عن سيرة الرسول، عليه الصلاة والسلام، وصحابته الكرام، ويعمل على تزويدهم بأكبر قدر من المعارف الدينية، وفي الوقت نفسه يزيد معارفه الدينية التي كان يتمنى الحصول عليها ولكن انشغالات الحياة وضغوط العمل مع زيارات الأهل والأقارب الاعتيادية في شهر رمضان كانت تقلل الوقت المخصص لهذه السلوكات الإيجابية، مشيراً إلى أنه انتهز فرصة البقاء في المنزل إيجاباً له ولسائر أفراد أسرته خاصة الأبناء.

نمط مختلف
يؤكد عارف الزيودي، رب أسرة، أن البقاء في المنزل في شهر رمضان نمط مختلف سيجعله يقضيه برفقة أبنائه، معتبراً أنه من أهم الخطوات التي يقوم بها في حياته الأسرية حيث ستكون أمامه الفرصة للجلوس مع أولاده فترة طويلة في أجواء إيمانية خالصة بعيداً عن متابعة أعماله والخروج إلى الأماكن العامة والزيارات المتبادلة مع الأهل والأصدقاء، وبالتالي سيكون لديه متسع من الوقت لترسيخ قيم دينية تنفع الأبناء في حاضرهم ومستقبلهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©