سعيد ياسين (القاهرة)
الفنان صلاح السعدني واحد من نجوم الإبداع الراقي الذين سطروا تاريخ الدراما بوجه عام، والدراما الرمضانية بوجه خاص، وقدم طوال مشواره باقة من ألمع وأعظم كلاسيكيات الدراما، وأرسى من خلالها دعائم شخصيته الدرامية، فكان دائماً قبلة لصناع الأعمال التلفزيونية المعقدة، والتي تتطلب شخصية أدائية لها رونق خاص ومذاق متميز تشابكت مع حياة وقلوب الجمهور كمشغولات الأرابيسك.
حجز السعدني لنفسه لقب «عمدة الدراما»، والذي جاء نتيجة طبيعية لعظمة الإبداع الذي أصله في العديد من الشواهد الراقية، وفي مقدمتها دوره الرائع في مسلسل «ليالي الحلمية»، وأصّل في أجزاء المسلسل الخمسة لشخصية العمدة «سليمان غانم» في إطار راق غلفه بطابع كوميدي خالص.
وبالبحث عن ترنيمات إبداع السعدني في دراما رمضان، نلمس ثناياها في مسلسل «حصاد الشر» 1984، ودوره الرائع «العمدة جعفر» ضعيف الشخصية الذي يواجه صديقه الفاسد «غريب»، وكان الدور من بشائر الأمل في نجوميته المبكرة.
واستمراراً للنهج الإبداعي والتميز الأدائي، كان على موعد جديد مع التألق الدرامي في شخصية «حسن النعماني» في مسلسل «أرابيسك»، وخلق من خلال الدور مفهوماً جديداً لفكرة الزعامة والقيادة داخل أروقة الحارة المصرية.
وفي رائعته «الناس في كفر عسكر»، رصد مفهوم الترابط الأسري المتين داخل القرية، وأن الحفاظ على الأرض هو تأصيل لمفهوم الهوية، وضرورة الوحدة أمام قوى الشر والطغيان.
حرص السعدني على تقديم قضايا عامة، وطنية وإنسانية واجتماعية مهمة، كما حدث في «نقطة نظام»، كما تعرض في «أرض الرجال» لقضية زواج بعض الشباب المصري من إسرائيليات، ومصير أبنائهم.
وكان واحداً من أبطال أول مسلسل تلفزيوني يقدم في ثلاثين حلقة في رمضان، وهو «حتى لا تطفئ الشمس» عام 1966، وكان يعتبر نفسه مثل «المسحراتي»، وهو ما جعله يحرص على المشاركة في عشرات المسلسلات الرمضانية، ومنها «الرحيل»، و«الضحية»، و«أبنائي الأعزاء شكراً»، و«بين القصرين»، و«قصر الشوق»، و«عصر الحب»، و«شارع المواردي»، و«أهالينا»، و«جسر الخطر»، و«حلم الجنوبي»، و«نقطة نظام»، و««عدى النهار»، و«رجل في زمن العولمة»، و«أوراق مصرية»، و«الباطنية»، و«الأصدقاء»، و«القاصرات».