عدد اليوم
أبوظبي (وام)
أكد معالي جاجيندرا سينغ شيكاوات، وزير الثقافة الهندي، أن العلاقات الوثيقة التي تربط بين بلاده ودولة الإمارات العربية المتحدة تتجاوز بكثير مجرد التبادل التجاري التقليدي، بل تستند إلى جذور عميقة من الروابط الثقافية والإرث الحضاري المشترك الذي يجمع الشعبين الصديقين عبر التاريخ.
وقال معاليه، إن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتل اليوم مكانة الشريك التجاري الأكبر للهند، مشيراً إلى الدور الحيوي والمؤثر الذي تلعبه الجالية الهندية المقيمة في دولة الإمارات، والتي يقدر تعدادها بنحو خمسة ملايين نسمة، في دفع عجلة التنمية الاقتصادية الشاملة في مختلف القطاعات الحيوية والاستراتيجية بدولة الإمارات.
وأضاف معاليه أن الإمارات تمثل أيضاً ثالث أكبر شريك تجاري للهند على الصعيد العالمي، وهو ما يعكس قوة ومتانة الترابط الاقتصادي والإستراتيجي بين البلدين، ويؤكد الأهمية القصوى لتعزيز وتنمية هذه الشراكة الاقتصادية في المستقبل، بما يخدم المصالح المشتركة.
الذكاء الاصطناعي والتحديات
في سياق مشاركته الفاعلة في «القمة الثقافية أبوظبي»،، لفت معالي جاجيندرا سينغ شيكاوات إلى أن المناقشات المستفيضة التي دارت خلال جلسات القمة ركزت على محورين رئيسيين يشكلان جزءاً مهماً من المشهد الثقافي العالمي الراهن، وهما التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب المجال الثقافي، والدور المحوري والأساسي الذي تضطلع به الثقافة في ترسيخ قيم السلام العالمي، وتعزيز التفاهم بين الشعوب، وقال إن المشاركين عبروا عن مزيج من القلق إزاء التحديات المحتملة التي قد يفرضها التطور السريع للذكاء الاصطناعي على الهوية الثقافية والإبداع الإنساني، وبين التفاؤل الحذر بشأن الفرص الواعدة التي يتيحها هذا التطور التقني الهائل في إثراء المشهد الثقافي العالمي، وفتح آفاق جديدة للإبداع والتعبير.
وشدد معالي وزير الثقافة الهندي على أن تعزيز دور الثقافة بات ضرورة ملحة في ظل المشهد الجيوسياسي الراهن، الذي شهد خلال السنوات الثلاث الماضية تصاعداً ملحوظاً في حدة النزاعات والصراعات الإقليمية، مؤكداً أهمية توظيف الثقافة كجسر حضاري يسهم في ردم الفجوات وتعزيز أواصر التفاهم والتواصل بين الشعوب.
علاقات ثقافية راسخة
لم يغفل معالي جاجيندرا سينغ شيكاوات عن التأكيد على متانة وعمق العلاقات الثقافية الراسخة التي تجمع بين جمهورية الهند ودولة الإمارات العربية المتحدة، معتبراً أن التعاون الوثيق في هذا المجال الحيوي يشكل ركيزة استراتيجية أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المنشودة، وترسيخ أسس السلام والاستقرار العالميين.
كما لفت معاليه إلى أن العالم ينظر اليوم إلى جمهورية الهند بروح من التفاؤل المتجدد، مؤكداً أن القوة الناعمة الهندية، بما تحمله من إرث ثقافي وحضاري غني ومتنوع في مجالات المأكولات الشهية، وممارسات اليوغا، وتقاليد الطب التقليدي العريق، والفنون بأنواعها المختلفة، تسهم بشكل فعال في تعزيز مكانة الهند ودورها المؤثر على الصعيد العالمي.
وأكد معاليه أن الثقافة ستظل على الدوام الركيزة الأهم لبناء جسور التواصل الإنساني بين الشعوب، مشدداً على أهمية مواصلة توسيع آفاق التعاون الثقافي بين الهند والإمارات، بما يخدم مصالح الشعبين، ويعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم أجمع.
وقال إن الهند تعد حاضنة نابضة بالحياة تجمع بين رواة القصص والموسيقيين والمبدعين، موضحا أن التراث الثقافي الغني للهند لا يمثل امتداداً لماض عريق فحسب، بل يشكل كذلك حجر الأساس لمستقبلها المشرق.
وأكد وزير الثقافة الهندي أن بلاده تسعى عبر مبادراتها الثقافية إلى صون هذا الإرث وتعزيزه، بما يرسخ مكانتها كقوة ثقافية مؤثرة على الساحة العالمية، لافتاً إلى أن التحديات المناخية والاجتماعية التي يواجهها العالم اليوم تؤكد الحاجة إلى إحياء القيم الثقافية الأصيلة التي تحث على التعايش والتناغم مع الإنسان والطبيعة.
