الجمعة 16 مايو 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

دول الكاريبي.. حيث تتعدّد الثقافات ويضيء التاريخ

دول الكاريبي.. حيث تتعدّد الثقافات ويضيء التاريخ
26 ابريل 2025 01:05

أبوظبي (الاتحاد)
في خطوة ثقافية لافتة تسلّط الضوء على منطقة غنيّة بالتعدد اللغوي والثقافي، وتجمع بين التراث الأفريقي والأوروبي والأميركي اللاتيني، اختار معرض أبوظبي الدولي للكتاب دول الكاريبي لتكون ضيف شرف دورته الرابعة والثلاثين لعام 2025، ويأتي هذا الاختيار ضمن رؤية المعرض الرامية إلى الاحتفاء بثقافات العالم وتعزيز جسور التبادل المعرفي مع الشعوب، متيحاً لزوّاره فرصة استثنائية للتعرّف إلى واحدة من أكثر الثقافات حيوية وثراء وأحد أكثر المشاهد الأدبية والفكرية والفنية تنوعاً في العالم، فالكاريبي، بأرخبيله المكوّن من أكثر من 700 جزيرة، ليس مجرد منطقة جغرافية، بل بوتقة ثقافات، حيث تمثل منطقة الكاريبي واحدة من أغنى بقاع العالم ثقافياً، إذ تختزن جزرها المتناثرة في المحيط الأطلسي إرثاً متعدّد الألوان، يعكس قروناً من التلاقي والتصادم بين حضارات العالم القديم والجديد.  
وقد شهدت السنوات الأخيرة نمواً في ترجمة الأدب الكاريبي إلى العربية، لا سيما أعمال نايبول، وغليسان، وكوندي، ووالكوت، وجين ريس، وغيرهم.
ومن هنا فإن استضافة الكاريبي هذا العام في أبوظبي ليست مجرد دعوة للاطلاع، بل تثبيت لعلاقة ثقافية كانت تتشكّل بهدوء منذ عقود، فرغم البعد الجغرافي، تتقاطع التجارب الكاريبية والعربية عند مفاصل كثيرة، ما جعل الترجمة أداة فعّالة لمدّ الجسور.

وقال سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، في تصريح خاص لـ(الاتحاد): «يُشكّل معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أحد دعائم استراتيجية القيادة الحكيمة ورؤاها في تعزيز الثقافة والمعرفة في دولة الإمارات، ويمثّل واجهة معرفية، وتثقيفية، تشجع جميع أفراد المجتمع على الثقافة والمعرفة، كما صار الحدث منارة تعكس الحضور النوعي لإمارة أبوظبي، التي صارت وجهة متفرّدة ذات دور وأثر ريادي وقيادي لحركة التحوّلات المستقبلية على الصعيد الثقافي والحضاري والإنساني، إقليمياً ودولياً، وبات يُشار إلى دورها الرائد في تسليط الضوء على الحضارة العربية، ومكوّناتها الثقافية. واليوم، تمضي أبوظبي في استشراف المستقبل، ومواجهة التحديات، لتستمر حاضرة تنويرية مهمة، تشجع جميع أفراد المجتمع على الثقافة المستدامة، وتناقلها عبر الأجيال».
وأضاف: «اختيار دول الكاريبي لتكون ضيف شرف الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، يعزّز مكانة أبوظبي وجهة ثقافية عالمية تُعنى بالتعريف بمناطق ذات ثراء لغوي وثقافي، وتدعم التنوع الأدبي بعيداً عن الإطار التقليدي الذي يركز عادةً على الثقافات الشهيرة. فضلاً عن تعزيز المكانة الرائدة للمعرض، منصة جاذبة لرواد القطاعات المعرفية من مختلف دول العالم. 
وقال الطنيجي: «يترجم شعار هذه الدورة من المعرض «مجتمع المعرفة.. معرفة المجتمع» القيمة المعرفية التي نتطلع إليها من خلال هذه الاستضافة، وغيرها من الفعاليات والبرامج. إذ نستقطب ثقافات ما وراء البحار، النابضة بقضايا الإنسان في كل مكان، حيث تكمن أهميتها في مقاومتها الطمس، وتأملها العميق في الهوية، لنصحب الجمهور إلى ضفاف المحيط الأطلسي، حيث الكلمة جسرٌ بين التاريخ والذات، وبين الألم والأمل، ليتعرف إلى ثقافة الآخر، وبالتالي ليرانا هذا الآخر وينقل ثقافتنا».

التبادل الثقافي
وأشار الطنيجي إلى أن طبيعة الشراكات تنسجم مع سعي دولة الإمارات إلى تعزيز صناعة النشر والترجمة، والاستثمار في الصناعات الإبداعية، وفتح المجال نحو استكشاف آفاق جديدة للتعاون الثقافي المتبادل، ما يسمح ببناء شراكات جديدة تتيح للقرّاء العرب والكاريبيين تبادل الوصول إلى أدب وفكر وثقافة المنطقتين بما يثري ثقافة الجمهور العربي بمضامين إبداعية جديدة، ويعكس المشهد الثقافي الإماراتي المزدهر ويعرّف الشعوب الكاريبية على ما نملكه من حضارة وتاريخ ثقافي.

برنامج ثري
وقال سعيد حمدان الطنيجي إن فعاليات برنامج ضيف الشرف تشمل عدة عروض، تسلط الأضواء على الأدب والفن والموسيقا، والطعام في منطقة الكاريبي، إلى جانب إقامة جلسات نقاش حول التبادل الثقافي، مع دبلوماسيين وناشرين من دول الكاريبي. كما يستضيف مجلس ليالي الشِعر، جلسة «قصائد من الكاريبي»، يقدم خلالها الشاعر والإعلامي الإماراتي عادل خزام​، قراءات لمختارات من قصائد أبرز شعراء دول الكاريبي​، ومنهم: ديريك والكوت، الحائز جائزة نوبل في الأدب، وإيمي سيزار، شاعر النفي والهوية، وجيمس بيري، شاعر القصص والأصوات الشعبية. ويدير الحوار معه الشاعر والمترجم الدكتور شريف بقنة، ليتعرف الجمهور معهما على ثقافة الكاريبي وحضارته. 

ثقافات متعددة
ولفت الطنيجي إلى أن الكاريبي يضم مجموعة من ثقافات دول متعددة وقال: «تتصف دول الكاريبي بأنها إحدى أكثر الثقافات تنوعاً في العالم، إذ نهلت عبر السنين من مجموعة مختلفة من الروافد الحضارية، وتمتعت بالتفرّد والخصوصية الثقافية، وتميزت بقدرتها على التكيف والابتكار، والمحافظة على خصوصيتها، ونجحت في تقديم تراثها، واستمرارها الحضاري، بما يعزز التلاقي المعرفي والفكري مع الثقافة العربية، ومما لا شكّ فيه أن دولة الإمارات تُشكّل حاضنة للانفتاح الإنساني، وأيقونة عالمية في ثقافة التسامح والسلام، ومدّ جسور التواصل بين اللغة العربية والثقافات المختلفة، ما يعكس قيمها الأصيلة في التواصل مع العالم، والتآخي بين الشعوب».
وحول مفاهيم «الهوية» الحاضرة في النقاشات الثقافية بشكل لافت، سواءً من خلال الاحتفاء بثقافة الكاريبي، كونها مجتمعات متعددة اللغات والثقافات، وأيضاً في البرنامج الرئيس لمعرض أبوظبي للكتاب، يقول سعيد حمدان الطنيجي: «تدعم كافة الفعاليات الثقافية الكبرى التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية؛ قضايا الإنسان والهوية، وتحث على الحفاظ على تراثه، وحضارته، انسجاماً مع الرؤى الاستراتيجية لقيادة دولة الإمارات، وثوابتها الأساسية الهادفة إلى الحفاظ على مكونات الهوية الوطنية الإماراتية في ظل جميع المتغيرات المعاصرة لتبقى هوية أصيلة في روحها. ومن هذا المنطلق لا شك تدعم المشاريع الثقافية والفعاليات الكبرى والمبادرات النوعية وكل ما من شأنه دعم هوية الإنسان وثقافته وحضارته، في إطار تمسكنا بقيم التعايش والتعاون والسلام مع كافة شعوب العالم».

أسماء أدبية بارزة
برزت أسماء أدبية وفكرية كبرى من منطقة الكاريبي، استطاعت أن تحجز لنفسها مكاناً مرموقاً في سجل جائزة نوبل العالمية، من أبرز هذه الأسماء الشاعر ديريك والكوت، الذي نال جائزة نوبل للآداب عام 1992، والروائي ف. س. نايبول، الحائز عليها عام 2001، كما تُعد الكاتبة ماريز كوندي من أبرز المرشحين الدائمين للجائزة، وقد حصلت على الجائزة البديلة لنوبل عام 2018، وإلى جانبهم يبرز اسم إيمي سيزير، أحد مؤسسي حركة الزنوجة، والمفكر الشاعر إدوارد غليسان، الذي ساهم في تجديد الفكر ما بعد الكولونيالي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض