الثلاثاء 6 مايو 2025 أبوظبي الإمارات 38 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جلسة حوارية تكشف جذور التشابه بين اللهجتين الإماراتية والمغربية

خلال الجلسة الحوارية (من المصدر)
20 ابريل 2025 00:46

الرباط (الاتحاد)

ضمن برنامج فعاليات الشارقة ضيف شرف الدورة الثلاثين من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، نظمت «هيئة الشارقة للكتاب» جلسة حوارية بعنوان «المؤتلف والمختلف في لهجات العرب شرقاً وغرباً»، استضافت خلالها د. سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والباحث الدكتور يحيى عمارة، وأدارتها الكاتبة شيخة المطيري.
استعرض د. سلطان العميمي، خلال مداخلته، مسار هجرة المفردات في اللغة العربية عبر التاريخ، بدءاً من نشأتها الأولى وحتى تطورها في القواميس والمعاجم، مشيراً إلى أن الكلمات العربية هاجرت عبر الأزمنة بين الفصحى واللهجات، وبين المشرق والمغرب، بل وحتى إلى لغات أخرى، قبل أن تعود ثانية إلى العربية الحديثة.
وفي تفسيره للتشابه اللافت بين بعض المفردات الإماراتية والمغربية، أشار العميمي إلى أثر الهجرات الكبرى في التاريخ العربي، حيث لعبت هجرتان رئيسيتان دوراً محورياً: الأولى هجرة العرب من الجزيرة العربية إلى الأندلس في العصور الوسطى، ثم انتقال موجات لاحقة من الأندلسيين إلى المغرب بعد سقوط الأندلس، والثانية هجرة بني هلال من المشرق العربي إلى شمال أفريقيا، وما خلفته هذه الهجرات من أثر لغوي متجذر عبر اللهجات المحلية.
وسلّط العميمي الضوء على أمثلة حية مثل كلمة «بالعاني» التي تستخدم بنفس النطق والدلالة في اللهجتين الإماراتية والمغربية، بالإضافة إلى العديد من الألفاظ الأخرى مثل «غبّر» و«القرطوع»، التي تظهر وحدة الأصل اللغوي رغم اختلاف البيئات الجغرافية.
كما أشار إلى عدد من الظواهر الصوتية المشتركة، مثل ظاهرة النبر، والعنعنة، وإبدال التاء طاءً، وحذف الهمزة، داعياً إلى تكثيف الدراسات المعجمية اللهجية لتوثيق هذه الظواهر في البيئات المغربية والخليجية.
تعزيز التواصل اللغوي 
أكد د. يحيى عمارة أن اللغة تمثل حمولة إنسانية تنتقل مع الإنسان أينما يرتحل، مشدداً على أن جميع اللهجات العربية تنطلق من مصدر مشترك هو اللغة العربية، مما يعزز التقارب والتفاهم بين المجتمعات العربية.
وأوضح عمارة أن التراث الفني العربي القديم أسهم في تكريس العلاقات بين اللهجات العربية، مستشهداً بلجوء الشعراء العرب القدماء إلى إدخال ألفاظ لهجية في نصوصهم الأدبية، كما في مجموعتي «المفضليات» و«الأصمعيات».
واختتم عمارة الجلسة بمجموعة من التوصيات، شملت الدعوة إلى وضع استراتيجية لتعزيز التواصل اللغوي بين المشرق والمغرب، وتأسيس أكاديمية مشتركة للغات والفنون، وتنظيم مؤتمر علمي للهجات العربية، وإطلاق جائزة خاصة بتجسير الفجوات بين اللغة العربية واللغات الأخرى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض