الأربعاء 2 ابريل 2025 أبوظبي الإمارات 27 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

العيد في ذاكرة الأدباء.. وهج الفرح وعطر الحكايات

العيد في ذاكرة الأدباء.. وهج الفرح وعطر الحكايات
30 مارس 2025 02:31

فاطمة عطفة (أبوظبي)
يطل عيد الفطر السعيد، فيستقبله الناس بمختلف أعمارهم وفئاتهم بكل فرح وابتهاج، فيما يبقى للمبدعين حالات استثنائية في النظر إلى العيد واستعادة الذكريات ومقارنة الماضي بالحاضر، والتقاط التفاصيل الدقيقة التي تعكس قدراتهم الإبداعية في التعبير عن هذه المناسبة المبهجة
بداية، تقول الروائية مريم الغفلي: «العيد ليس اسماً أو مناسبة سنوية وحسب، بل هو جذور راسخة في المخيلة للفرح والسعادة»، مؤكدة أن العيد فرحة للصغير والكبير، وأخذ من اسمه صفة العودة والتكرار السنوي، وعيد الفطر هو هدية الله للصائم بعد عبادة وطاعة وليالٍ روحانية.
وتضيف الغفلي أن العيد محطة للتزود بطاقة إيمانية تكفي العام كله، فرمضان شهر فضيل وكريم كما هو فرصة لتنقية النفس من عوالق الأيام، حيث ينغمس المسلم في الطاعة من صيام وقيام وصلة للأرحام وقراءة للقرآن، إنه فرصة وخلوة بالنفس لاستعادتها من زخم الحياة. بعد شهر الصيام، يهل العيد جالباً الفرح للنفوس التي استعدت لتلقي جرعات البهجة، وبالنسبة لي، العيد مناسبة للفرح والاستبشار بكل ما هو جميل وقادم.

الماضي والحاضر
يقول الأديب جميع سالم الظنحاني، الباحث في تراث الإمارات: «بالنسبة للعيد في الماضي، كانت التجهيزات التي تتم بدائية من تحضير الملابس أو المواد التي تؤخذ من المواد الموجودة عند أهلنا من الطبيعة والبيئة المحلية، كما يأتون بألبستهم من دبي والساحل الغربي، ونحن من المنطقة الشرقية والأسواق كانت فيها قليلة، والجميع يتجهزون لأيام العيد بشكل كامل، خاصة أن عيد رمضان له طقس معين من الناحية الروحانية والتواصل الاجتماعي والترابط فيما بين الناس، حيث كانوا يصلون في المصلى الخارجي، ويطلق عليه (مصلى العيد) في (السيح) الأرض السهلية، كما كان الناس يجتمعون لترديد الأهازيج مع غناء (الرزفة) وشلات الأهازيج التي تقام في مناسبات الفرح، ثم يتنقلون من بيت إلى بيت في المنطقة».
ويتابع الظنحاني، قائلاً: «أما المرحلة الحديثة اليوم، فالتجهيزات حاضرة، حيث نؤدي الصلاة في المساجد ببنائها الحديث، ثم نتوجه للسلام على الأهل والأقارب والأصدقاء في أول يوم، والأيام التي تليها نبارك لشيوخنا، كما تقام الأهازيج والأغاني الشعبية بعد فترة العصر وثاني يوم وثالث يوم، والعيد فرحة وتسامح ولم شمل، وفيه تواصل وتكافل اجتماعي». 

فضاء الفرح
من جانبه، يقول الأديب حارب الظاهري: «العيد قارئ فرحنا الأزلي، أنبتنا نبتاً على السعادة ليضرب مثلاً بالفرحة التي في وجداننا، إنه يوم وجداني لا لغة فيه تعلو على السعادة، وفي صباح العيد، مهما كبر الإنسان يشعر أنه في عهد طفولة العيد، حيث الفرح المخبأ بقصص لا تهجر الذاكرة، حيث كان العيد يفتح للطفولة ابتسامات جميلة في الطرقات قبل أن تفتح بوابات البيوت القديمة لفضاء الفرح، نشتم رائحة العود والنقود المخضبة بالحناء من أيادي النساء، لنعود على أدراجنا ونختفي في زاوية نعد الدراهم بشيء من الفرح، بشيء من تحدي الأصدقاء: من يجمع عيدية أكثر، أي البيوت سخية في العطاء، لنتسابق إليها كلما بدأت البيوت تفتح أبوابها». 
ويشير حارب الظاهري إلى الوجوه الطيبة الباسمة من أصحاب البيوت السخية وهي تستقبل الأطفال وزيارات الأهل، وكيف نتذكر أياديهم الطاهرة التي صافحتنا بفرح السنين، والمساعدة في اختيار ملابس العيد، إنها رائحة عطر الذكريات التي نطل منها على عهد الطفولة، والصور باقية على مر الأعياد والحكايات، نقرأ وجوهنا في وهج الذاكرة أمام المرايا البعيدة، ونستعيد ما تبقى من صور الصداقات والحياة، وهي أكثر قرباً من أحلامنا.

مظاهر البهجة
الشاعرة مريم الزرعوني ترى أن العيد لفظ مشتق من العَوْد والإعادة كما اتفقت قواميس اللغة، يعنى بمظاهر البهجة والحبور، وهو وقت محدد يعود في دورة زمنية معلومة تساوي تقويماً شمسياً أو قمرياً، كما أن للأمم الأخرى تقويمها الخاص بثقافتها.
وتختم مريم الزرعوني أن العيد تحول في الوعي الجمعي إلى محصلة معنوية بما تشكله من ذاكرة مكتظة بصور المقربين وألحان الفرح، وعبارات التهنئة وعبق العطور، ونكهات الأطعمة ومشاعر المشاركة، فيصنع صمام أمان نفسي، تؤكد الدراسات فاعليته في تحدي اضطرابات القلق وقابلية التأقلم مع الحياة وإدارة مهماتها واجتياز متاعبها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض