الأربعاء 2 ابريل 2025 أبوظبي الإمارات 32 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سعد القرش.. يبحث عن فضاء إبداعي يتجاوز قيود الزمن

سعد القرش.. يبحث عن فضاء إبداعي يتجاوز قيود الزمن
30 مارس 2025 02:31

أحمد عاطف (القاهرة)
تمثل الكتابة للروائي المصري سعد القرش، حالة من الهروب واللجوء، إذ يصعب عليه تخيل الحياة دونها، ويقول إنه لا يكتب وفق مشروع محدد، بل ينطلق من شغف شخصي واستمتاع ذاتي، والكتابة عنده رحلة في التاريخ والخيال، بحثاً عن فضاء إبداعي يتجاوز قيود الزمن والحياة الواحدة.
أوضح القرش أن كل عمل جديد يستنزفه، حتى يشعر أنه لن يتمكن من الكتابة مجدداً، لكنه يجد نفسه يعود إليها بدافع غامض يشبه غواية السندباد البحري الذي يقسم بعد كل مغامرة أنه لن يعود، لكنه لا يقاوم النداء. 
ويرى أن الكتابة لا يمكن التحكم فيها بقرار مسبق، لأن الاحترافية الزائدة تقتل الإبداع، وتحول النصوص إلى أعمال تقريرية بلا روح، وكل كتابة هي خيال، حتى لو كانت مستمدة من الواقع، والنصوص تخضع لمنطقها الخاص أثناء كتابتها.

«أول النهار»
وأشار القرش إلى روايته «أول النهار»، التي وصل فيها البطل إلى نهاية غير مخطط لها، وتوفي في الثلث الأول من الرواية، وهو ما اعتبره منطقاً فنياً أكثر صدقاً من التخطيط المسبق، ولا يرى القرش علاقة مباشرة بين الصحافة والأدب، وأن دراسته للصحافة لم تكن جسراً نحو الكتابة الأدبية، لكنها أفادته في جعل لغته أكثر دقة وتجرداً من الزوائد البلاغية.
وشدّد على أن القراءة بالنسبة له ليست مجرد متعة، بل وسيلة لإعادة اكتشاف الذات والتفاعل مع التراث الإنساني، ويستمد إلهامه من النصوص المصرية القديمة، والملاحم العربية والإغريقية، خصوصاً «ألف ليلة وليلة»، التي يراها النص الإنساني الأهم، والقراءة الجيدة تضع الكاتب أمام تحدٍ كبير، وتفرض عليه الابتكار بدلاً من التقليد.
الأدب الحقيقي
ولا ينصح القرش بالسعي وراء الجوائز، لأن الأدب الحقيقي هو الذي يمنح صاحبه عمراً متجدداً، بغض النظر عن التكريمات الرسمية، وبعض الكُتاب يجيدون التكيف مع معايير الجوائز لتحقيق الشهرة والنجاح المالي، لكن موجات التغيير المستمرة تجعلهم عُرضة للنسيان سريعاً، والكاتب يجب أن يخلص لعمله الإبداعي، وألا يكتب إلا ما يمنحه المتعة الشخصية، التي تنتقل بالضرورة إلى القارئ.
واعتبر الروائي المصري تجربته في كتابة «ثلاثية أوزير» شهادة خاصة على أن الكتابة مغامرة ذاتية، لا تخضع لقواعد أو كواليس مخطط لها مسبقاً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض