سعد عبد الراضي (أبوظبي)
يمارس الكاتب وليد علاء الدين التجريب في الأشكال والمضامين الكتابية، ولهذا تنوّعت تجربته ما بين الشعر والرواية والمسرح والعمل الصحفي والإذاعي، الأمر الذي منحه قدرة خاصة على التقاط التفاصيل الدقيقة، وتقديمها بلغة عميقة وشفافة في آنٍ واحد. في هذا الحوار يفتح لنا علاء الدين أبواب ذاكرته، ويتحدث عن فلسفته في الكتابة، وأهمية المغامرة، وتجربته الصوتية في عالم البودكاست.
استهلّ علاء الدين حديثه باستعادة ذكريات رمضان، قائلاً: «رمضان عندي لم يغادر ذاكرة الطفولة، أصوات المنشدين والابتهالات التي كانت تتسلل من مآذن الجوامع قبل أذان الفجر، ونحن في انتظار النداء الذي كان يثير ضحكنا آنذاك: «ارفع القلة»، وهي جملة كان بعض المؤذنين يتبرعون بإطلاقها قبيل الأذان بدقيقة ويطيلون أحرفها لمنح الفرصة لمن يريد أن يشرب أو يتناول دواء قبل بدء الصيام. رمضان أيضاً هو صوت الشيخ محمد رفعت، الذي كان الأذان الرسمي لمغرب رمضان بنغمته المميزة الجميلة. رمضان هو ألعابنا الليلية في الساحة أمام البيت، تلك الألعاب التي اكتشفت بعد سنوات أنها نفسها المسجلة على جدران المعابد المصرية منذ آلاف السنين. رمضان هو سهراتنا ونحن شباب في القاهرة المعزية، حيث التاريخ الزاخر بالأحداث والشخصيات.
وأضاف: في كل رمضان تنهض هذه اللحظات الجميلة من جوف الذاكرة، فتفيض المخيلة بالذكريات التي ساعدتني حياتي الهادئة في أبوظبي على استعادتها وإنتاجها في أشكال الكتابة من شعر ومسرح ورواية وتشكيل، وكذلك العمل الإعلامي في الصحافة والإذاعة».
تجربة البودكاست
يؤكد وليد علاء الدين أن بودكاست «اقتناص الخيال» الذي قدمه ولاقى تفاعلاً، مساحة حرة للتأمل الصوتي، يطرح من خلالها أفكاره حول الخيال والإبداع والواقع. وأوضح أن البودكاست «جسر مختلف للتواصل مع الجمهور، يسمح له بتقديم تجاربه وأفكاره بطريقة حميمة وقريبة من المستمع». وشدد على أن الجوائز الأدبية «مهمة في تسليط الضوء على النصوص وتوسيع قاعدة القراء»، لكنه لا يكتب من أجلها. «الكتابة غايتي في حد ذاتها، وليست وسيلة لأي شيء آخر»، كما قال. ويختتم وليد علاء الدين حديثه مشيراً إلى أنه يعمل حالياً على مشروع إبداعي جديد، يمزج بين السيرة الذاتية والتخييل، يتناول فيه مناطق شخصية لم يسبق أن كتب عنها، وعبّر عن حماسه لاكتشاف ذاته من جديد عبر الكتابة.