الأربعاء 23 ابريل 2025 أبوظبي الإمارات 36 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بدور القاسمي تشهد افتتاح ندوة ومعرض «أفريقيا وشبه الجزيرة العربية»

بدور القاسمي خلال افتتاحها فعاليات ندوة ومعرض «أفريقيا وشبه الجزيرة العربية» (من المصدر)
28 فبراير 2025 01:16

الشارقة (الاتحاد)

افتتحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، سفيرة ملف الترشيح الدولي «المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية»، ورئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، فعاليات ندوة ومعرض «أفريقيا وشبه الجزيرة العربية: الروابط الأثرية خلال العصر الحجري»، التي تنظمها هيئة الشارقة للآثار في مقرها، بالتعاون اللجنة الوطنية لحفظ التراث في زامبيا ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء الدوليين المتخصصين في علم آثار العصر الحجري، على مدار يومي 26 و27 فبراير الجاري، بهدف استكشاف الروابط الأثرية المشتركة بين أفريقيا التي يُحتفى بأنها مهد الهجرة البشرية وشبه الجزيرة العربية، التي تُعتبر بوابة الهجرة البشرية المبكرة إلى العالم، وتسليط الضوء على الإرث الثقافي المشترك، وأنماط الهجرة القديمة، والتطورات في العصر الحجري، مما يُجسد مكانة الشارقة كمركز عالمي رائد في الأبحاث الأثرية.
وشهدت الندوة حضور كل من عيسى يوسف، مدير عام هيئة الشارقة للآثار، والدكتور صباح عبود جاسم، مستشار هيئة الشارقة للآثار، وسالم عمر سالم، مدير المكتب الإقليمي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في الشارقة، وأحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الاستثمار والتطوير (شروق)، والدكتور علي هلال النقبي، مدير جامعة خورفكان إلى جانب نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال الآثار والتراث الثقافي.

رحلة  تفاعلية 
وتضمن حفل الافتتاح تدشين الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي للمعرض المصاحب للندوة، الذي يسلط الضوء على الاكتشافات الأثرية الداعمة لنظرية مسارات الهجرة القديمة المشتركة، والتكيفات البيئية والثقافية بين أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، ويستعرض مواد أثرية من موقعين بارزين، أحدهما في زامبيا والآخر في موقع الفاية، المرشح للإدراج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ويضم مجموعة متميزة من القطع الحجرية النادرة، التي تعكس تطور الصناعات الحجرية عبر العصور، وعدداً من الأدوات الحجرية التي تمثل مراحل مختلفة من العصر الحجري، بدءاً من الفؤوس اليدوية، التي تعكس أقدم تقنيات صناعة الأدوات الحجرية، بالإضافة إلى أدوات آشولية من العصر الحجري المبكر، وأخرى تنتمي إلى تقاليد سانغوان ولوبمبان، بما في ذلك الرماح ذات الحواف المتوازية، التي توثق تطورات جوهرية في تقنيات التصنيع والاستخدام.
أما عن العصر الحجري الأوسط المتأخر والعصر الحجري الحديث، فيشمل المعرض أدوات متقدمة مثل المكاشط والرقائق ثنائية الوجه (Biface Flake)، التي تعكس تحسينات تقنية بارزة وتطبيقات متخصّصة في مجالات الصيد والاستخدامات الحياتية الأخرى. إلى جانب ذلك، يستعرض المعرض قطعاً فخارية من تقليد كالوندو من العصر الحديدي، والتي تقدم رؤى فريدة حول التحولات الثقافية والاجتماعية التي شهدتها المجتمعات البشرية مع انتقالها من عصور ما قبل التاريخ إلى الفترات التاريخية المبكرة.

التراث الأثري 
وفي كلمتها الرئيسة، أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، سفيرة ملف الترشيح الدولي «المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية»، ورئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، على أهمية البحث العلمي والتعاون الدولي في مجال علم الآثار، مسلّطة الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه الشارقة في دعم الدراسات الأثرية وتوفير منصة للباحثين والخبراء من جميع أنحاء العالم.
وقالت: «علم الآثار يتجاوز الدراسة الأكاديمية للماضي لكشف وفك رموز قصتنا الإنسانية ومشاركتها مع العالم. فالروابط العميقة الجذور بين أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، كما يتبيّن من خلال الهجرة والتكيّف والابتكار، تُذكّرنا بأن الحضارات بُنيت على تبادل المعرفة والتأقلم مع البيئات المختلفة، وتلتزم الشارقة بالحفاظ على هذه الروابط ودراستها لصالح مجتمعات اليوم، كما يتجلّى في ترشيح موقع الفاية لقائمة التراث العالمي لليونسكو. ومن خلال التعاون والبحث والحفظ، نضمن استمرار الماضي في إلهام المستقبل».

التراث المشترك 
أكد عيسى يوسف، مدير عام هيئة الشارقة للآثار، على الأهمية الاستراتيجية لهذه الندوة في تسليط الضوء على التراث الحجري المشترك بين أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، مشيراً إلى أن دراسة هذه الروابط الأثرية لا تسهم فقط في توثيق الماضي، بل توفر أيضاً رؤى أعمق حول أنماط تحركات البشر الأوائل، والتفاعل الثقافي الذي شكل ملامح الهجرات إلى المنطقة.
وألقت إيرين موينغا، رئيسة مجلس إدارة هيئة التراث الوطني في زامبيا، كلمة أشارت فيها إلى أهمية هذه الندوة في ربط الحلقات المفقودة من تاريخ البشرية، وتعزيز الحوار العلمي بين الباحثين من مختلف القارات، بينما أكد والبروفيسور نيكولاس كونارد، ممثلاً عن برنامج HEADS لليونسكو وعميد كلية دراسات ما قبل التاريخ في جامعة توبنغن الألمانية، أن جبل الفاية يُعد من أهم المواقع الأثرية في الجزيرة العربية، حيث يوثّق أكثر من 200.000 عام من استيطان الإنسان في الصحراء. ويوفر هذا الموقع أفضل الأدلة الأثرية الطبقية والمؤرخة من أواخر العصر الجليدي، وهي فترة شهدت تكيف الإنسان المبكر مع التغيرات المناخية والبيئية، مما يسهم في فهم هجرة البشر والتكيفات التكنولوجية ودور جنوب الجزيرة العربية كممر رئيس للخروج من أفريقيا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض