هويدا الحسن (العين)
عقد «مجلس شما محمد للفكر والمعرفة» ندوة للكتاب بحضور رئيس المجلس د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان في أول إطلالة له في العام الجديد، لمناقشة رواية «الغواص» بحضور الكاتبة ريم بسيوني، وحضور نخبة من عضوات المجلس والشخصيات الأدبية والفكرية.
استهلت الندوة بكلمة رئيسة المجلس التي أعربت عن إعجابها بالكاتبة المصرية المعاصرة ريم بسيوني، والتي تحمل شهادة الدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة القاهرة، مشيرة إلى روايتها التي تثير العديد من التساؤلات الفلسفية حول الهوية، الانفصال، والبحث عن الذات، وقالت: «هناك رواية تدفعك خارج أوراقها بحثاً وراء المعرفة، حين تثير دوامات من التساؤلات، قد تتحول في لحظة ما إلى إعصار يغير من بعض قناعاتك، وتدفعك للتفكير وتفكيك بعض الرؤى الراسخة، واليوم نحن أمام رواية من هذا النوع، حيث لم تكن مجرد حكاية نقرأها ونطوي غلافها الأخير، ثم نضعها على رف المكتبة، وننساها تحت غبار الزمن، بل هي رواية نضعها على المكتب لتبقى عالقة في فضاء الفكر، فهي ليست مجرد سرد لقصة حياة أبي حامد الغزالي أعظم فقهاء وفلاسفة الإسلام الذي تخطى تأثيره الزمن وبقي عابراً للزمن».
وأكدت في حديثها أن الرواية تفكيك لرحلة الإنسان مع الاتصال والتعرف على حقيقة العالم من خلال الغوص في الذات، فمعرفة الكون تبدأ من معرفة الذات ومحبة الله تبدأ من محبة الذات، فحب الفرع من حب الجذور.
وفي حديثها عن البناء السردي للرواية أشارت إلى رشاقته، إذ تتداخل فيه التأملات والمونولوج الداخلي للغزالي مع مشهدية الأحداث بمزج رائع لم يفقد القارئ التدفق والغوص داخل الرواية، ومرافقة الغواص في رحلته نحو أعماق الذات، والوصول إلى عمق الروح للاحتماء بها. وألقت الضوء على رمزية العلاقة بين محمد الغزالي وأخيه أحمد، هذا التناقض في الوسيلة ما بين الركون إلى عقل مفرط دون الانتباه للروح عند محمد، وروح منفلتة دون الانتباه للعقل عند أحمد، وكأنه صراع ناعم ظل دائراً بين النمطين على مدار الرواية، حتى استطاع الغزالي التصالح والوقوف على المسافة الرمادية ما بين العقل والروح وما بين الشك واليقين.
وطرحت د. شما سؤالين على الكاتبة ريم بسيوني للإجابة عليهما: ما الدافع لاختيار شخصية أبي حامد الغزالي محوراً للرواية؟ وهل هو بريق شخصية سبق الفكرة، أم أن الفكرة سبقت الشخصية؟ وما هي التحديات التي واجهتها الكاتبة في الموازنة بين الحقائق التاريخية وبين الخيال الأدبي والإبداعي؟
أدارت الندوة المستشار الثقافي لرئيسة المجلس موزة مبارك القبيسي، حيث رحبت بالمؤلفة ريم بسيوني التي قالت، إن التحديات كانت في البحث عن الحقائق التاريخية وربطها بالفلسفة والأدب حتى يخرج هذا العمل للنور، وأرجعت اختيارها للغزالي إلى كونه فيلسوفاً إسلامياً مشهوراً له تأثير كبير في الفكر الإسلامي والفلسفة الشرقية.