السبت 26 ابريل 2025 أبوظبي الإمارات 28 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

د. نزار قبيلات يكتب: الأمور طيبة

د. نزار قبيلات يكتب: الأمور طيبة
12 يناير 2025 01:21

عبارة متداولة تسترعي انتباهك كلما أَصخت السّمع لها، إذ الوقوف عندها يستأهل تمهُّلاً وتأمّلاً من نوعٍ خاص، فهي عبارة تَسمعُها كل يوم وفي كل المواقف اللّغوية حين يكون الخطاب إماراتياً، عبارة تُقال في قفل الحوار، وفي مَطلعِه، وفي غبّ الاستغراق في الحوار، فالأمور طيبة لأن الإمارات بلدٌ أساسه الحبّ وفي قلبِ مَحاره عناقيد من الوئام والتسامح الذي يحتضن ما ينوف على مائتي جنسية، الأمور طيبة لأن الوجه الذي استقبلك في المطار هو ذاته الذي سيفتح لك حاجز المغادرة في المطار لو أردت، الأمور طيبة لأن الصّيف قبل أن يرحل استأذن من نجم سهيل، ومن دفقات فجر أيلول النديّة، ومن شواطئ الإمارات وقد مَخرتها بواخر الضيوف التي تحطّ ولا ترحل في حضن الموانئ وعلى أرصفة خُلجانِها العذبة، الأمور طيبة لأن القهوة تُسكب لك في كل مكتب تدخله، وفي كل مكاتب الاستقبال في المؤسسات والبنايات التي تنوي الدخول إليها، الأمور طيبة لأن برّ دبي وأبوظبي والفجيرة وخورفكان ورأس الخيمة وعجمان... سيسعد قريباً بكل سُمّاره وساهريه حتى آخر شقفة من هزيع اللّيل البارد، وسيزدحم وقتذاك ليل مدينة العين ودبي والشارقة وأم القيوين بألوان المحبّة ولمّات الأصدقاء والعائلات، وستُشرّع معها أبواب القرية العالمية والمهرجانات لتستقبل البهجة على كل الوجوه التي نَست الحزنَ والعزلةَ والخوفَ حال أن صافحت أول كفٍّ إماراتية.
الأمور طيبة لأن في الإمارات قادة يحبون إكرام الضيف، ويُحسنون وِفادة كل من طلب العيش الكريم في بلد زايد المتسع لكل هاتيك القلوب والألسن على اختلاف حروفها إلا في قولة إن الأمور والله طيبة، الأمور طيبة لأن للرّطب والتمر مذاقاً خاصاً في دولة النخيل والصبر والعيش الجميل، الأمور طيبة لأن ليل الساهرين سيُوقد بنار الرّفاق قريباً، ولأن المجالس ستشرّع سقوفَها لتطال غيم الشتاء، وسيملأ الأطفال قريباً حدائق البيوت قبل الحدائق العامة التي ستغني فرحاً بعودة شتاء الإمارات النّاعم، الأمور طيبة لأن الغدّ كما الأمس يبقى محملاً بمواعيد الفرح والبهجة التي تعلو نخيل الإمارات في الفجر وفي الغروب، والغروب في الإمارات حالةٌ من أنس، حين تفتح القوارب أشرعتها لترسم غروباً فريداً ونادراً على صفحة تاريخٍ عريق وحداثة مدهشة في الإمارات، والإمارات صدرٌ واسع، وقلبٌ كبير يرقّ ويكبر بمحبيه الذين ما أن اقتطعوا من رغيف خبزها حتى صاروا لها الأبناء والأوفياء الخُلّص.
* أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض