الخميس 2 يناير 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لوحات محمد حافظي.. تعزف سيمفونية الألوان

محمد حافظي في معرضه التشكيلي (من المصدر)
30 ديسمبر 2024 01:30

محمد نجيم (الرباط)

تنهل أعمال الفنان التشكيلي المغربي محمد حافظي من أبجديات اللون وتناغم بين المادة والحركة، وهي القائمة على أسس وضوابط فنية تقوم على استدعاء تراكيب وأشكال وأبعاد مفاهيمية متناسقة وغنية بالشحنات البصرية الصادمة التي تأخذ المتلقي إلى عالم من الجمال والصفاء النفسي، وتخرجه من عوالم الضجيج والتوتر والقلق وتشظي الروح.
إن مسلك الفنان محمد حافظي في معرضه الأحدث الذي افتتح مؤخراً برواق باب الكبير بالرباط، يحث على نغمة تعزف سيمفونية اللون، مع صرامة المادة وهندسة اللوحة التجريدية القابلة لأكثر من قراءة وتأويل، كما أن أعماله، في هذا المعرض تجمع بين أكثر من مادة يشتغل عليها الفنان لإخراج ما يعتمل في أعماقه من شرارة الإبداع.
خلال افتتاح المعرض، قال الناقد الفني بنيونس عميروش: يضعنا حافظي في مقام الوَسَط، بين المُنْجَز السّابق وما يُضْفي عليه من تنويعات مَشْهَدِيَّة تجريديَّة جذّابَة، بينما يُقِرُّ باكْتِمال المَيْل التّام نحو الصَّلابَة والمادَّة المُخْتارَة والكُتْلَة المُسَطَّحة عموماً، وفق هندسِيَّة باذِخة، تقوم على تقنيات التَّقْطيع والتّفْصيل والمَزْج والدَّمج والتَّوليف والتَّثبيت، بينما تتنوع المواد من الفولاذ غير القابِل للصدأ، ولذلك، تتَّخِذ الأعمال صِبْغَة مَعْدنية، بين الكُمْدَة واللَّمَعان، بين الرَّمادي الفِضّي وأصفر النُّحاس وأحمر البرونز، عبر مساحات وتوافقات وتَضادّات صارخة.
في مُقابِل التشكيل الهندسي، تتخَلَّل الصَّفائح الصَّلْبَة تقطيعات مَنقوصَة تُحَدِّد فراغات لتَرْسيمات عُضْوِيَّة تتناغم مع التسطير الخطّي للأشكال، مع الأخذ بالحُسْبان ما تُحدِثُه التَّراكُبات من ظِلال الفَجَوات والتَّرْفيعات التي تُحدِّد درجات السُّمك والبُروز، التي تُضفي على العمل سِمَة التَّماسُك والإحْكام.
سيد اللوحة
أعمال حافظي هي بحسب الناقد الجمالي أحمد لطف الله، أعمال تحمل قيمتها التعبيرية في معالجة السياق الحياتي الذي يعيش فيه إنسان الزمن المعاصر، حيث أصبحت الآلة تكبِّل جسده بل ووجدانه أيضاً، لكن هنا يصبح التركيب سيد اللوحة، لأن الأصل في الآلة تركيب قطع بعضها إلى بعض حتى يتحرّك الزمن أو تتحرك «الأزمنة الحديثة»، لذلك ونحن ننظر في هذه الأعمال نشعر بحركتها، وكأن الأشكال تغادر سينوغرافيتها التي خططها الفنان، وتبدأ في التماوج، بل قد نرى أصواتها بأعيننا، لأن «العين تسمع» حسب العبارة الرائعة لبول كلوديل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©