هزاع أبوالريش (أبوظبي)
تشكل الرواية الإماراتية جزءاً مهماً من المشهد الإبداعي المحلي، ولكن في الوقت نفسه قد نلاحظ قلة الأعمال الدرامية السينمائية والمسرحية التي تستفيد من هذا الحضور الروائي المتميز، وتؤكد سحر الزارعي، كاتبة وناقدة، أن الدراما المحلية في السينما والمسرح الإماراتي انعكاس حيوي لروح المجتمع وهويته الثقافية، وقد استفادت بشكل ملحوظ من الأعمال الروائية الإماراتية التي تحمل في طياتها صوراً نابضة للحياة والتحديات الإنسانية والاجتماعية.
وتضيف: «الرواية الإماراتية ليست مجرد سرد للأحداث، بل هي توثيق عميق لرحلة الإنسان في هذا المجتمع، وعندما تنتقل إلى المسرح أو الشاشة تصبح أكثر قدرة على التأثير والوصول. ومع ذلك، يظل هذا الانتقال تحدياً يتطلب رؤية إبداعية توازن بين عمق النص الروائي، ومتطلبات العرض البصري. وأرى أن هناك إمكانات هائلة لمزيد من التعاون بين الروائيين وصناع الدراما لتعزيز هذا الجسر الإبداعي، مع ضرورة توفير الدعم المؤسسي والتمويلي لتطوير هذه العلاقة، وتحقيق رؤى أدبية وفنية تمثل الإمارات وتصل إلى جمهور أوسع، فالرواية الإماراتية تستحق أن تُشاهد بقدر ما تُقرأ، فهي انعكاس لهويتنا وإرثنا الثقافي المتجدد».
من جانبه، يقول هاني الشيباني، مخرج ومنتج: «للأسف الاستفادة من الأعمال الروائية الإماراتية في الدراما السينمائية يعد أمراً نادراً، علماً أن الأعمال السينمائية تشكل جزءاً مهماً في إيصال الفكرة وتجسيدها، بما لها من حضور قوي وجيّد، وقرأت الكثير من الأعمال الروائية المحلية التي تصلح لأن تحوّل لأعمال درامية سينمائية، لكن لا أدري لماذا لم تتم الاستفادة منها، فهناك تساؤلات عدة تدور في ذهني، ربما المسألة تعود للكاتب نفسه الذي لا يريد تحويل عمله المكتوب إلى عمل مرئي على الشاشة أو المسرح، أو ربما يرجع ذلك إلى الجانب المادي بحيث لا يوجد دعم كافٍ لإنتاج تلك الأعمال».
ويوضح الشيباني: «على الكُتاب، خاصة الروائيين، أن تكون لديهم الرغبة في التعاون مع المنتجين والمخرجين لإنتاج أعمالهم درامياً».
ويقول راكان، مخرج ومدير صناعة المسلسلات في شبكة أبوظبي للإعلام: «إلى الآن التجارب التي شهدت بتحويل الأعمال الروائية الإماراتية إلى أعمال فنية على شاشات العرض لا تزال قليلة مقارنة بالمسرح الإماراتي. وتعود الأسباب لأمور كثيرة منها قلة الإنتاج للدراما الإماراتية، حيث لا يتجاوز سنوياً أربعة مسلسلات، وهذا ما كان يجعل رغبة القنوات المحلية بالتعاقد المباشر مع أسماء معروفة في كتابة السيناريو، وعدم الخوض في مغامرة البحث عن روايات محلية، ومن ثم البحث عن كاتب أو تنظيم ورش لتطوير الرواية إلى سيناريو وحوار».
وأشار إلى عدم وجود تواصل أو جهة منظمة تجمع مؤلفي الروايات مع المنتجين المحليين، ما جعل الإنتاجية قليلة جداً.
ويؤكد راكان، أن الإدارة الجديدة في «شبكة أبوظبي للإعلام» أثبتت أن هناك رؤية واستراتيجية واضحة بهذا الشأن، حيث وضعت الخطط الاستراتيجية التي ستتخطى التحديات التي كانت تشهدها الدراما المحلية في السابق، وبدأت تتضح الأمور التي ستسهم في حل كل التعقيدات التي تواجه الصناعة والكُتاب، فمثلاً: تم فتح الباب لاستقبال النصوص والرويات المحلية مباشرة من خلال www.Content.admn.ae، ووجهت بإنتاج أكبر عدد من المسلسلات الإماراتية، وهذا ما سوف يراه الجمهور في شهر رمضان القادم، حيث إن مركز المحتوى سوف يعرض على قنوات أبوظبي 6 مسلسلات إماراتية في تجربة غير مسبوقة من نوعها، ما سيمهد في السنوات القادمة لاكتشاف مواهب إماراتية وإعطائها الفرصة في الكتابة والتأليف، وهذا ما كنا نطمح إليه، ونتمنى أن نراه على شاشاتنا المحلية.