الخميس 10 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 38 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسرحية «قصر الثرى» التونسية رسالة الإصرار على الحياة

من عرض قصر الثرى (من المصدر)
16 ديسمبر 2024 01:10

محمد عبدالسميع (الشارقة) 

الاشتغال على قيمة التكاتف والمحبة للقبيلة البدوية موضوع جميل من حيث المبدأ، لكنه يحتاج حتماً إلى معالجة مسرحية تمسك بخيوط الحكاية وتنثرها عبقاً ومتابعةً من جمهور العرض، وهو ما حدث في مسرحية «قصر الثرى» التونسية، التي عرضت في ثانية ليالي مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، في منطقة الكهيف بالشارقة، ضمن فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان.
انطلقت حكاية العمل، الذي أعدّه وأخرجه حافظ خليفة، وجسّدته فرقة الضفتين، من بئر نضب ماؤها، وقبيلة انقسم رجالها ما بين باقٍ وراحل بحثاً عن الماء، وحين تطوّرت الأحداث على شاكلة الاجتماع من جديد بعد 20 عاماً، برزت في المسرحية قصة الحب الشائقة بين بطلي العمل «عمار» و«زينة»، إضافةً إلى شخصيات العمل الأخرى، مثل «أم زينة» الحكيمة الشعبية المداوية من الأمراض، والطفلة «حسناء» التي كانت ترمز لقيمة الأمل لدى أبناء القبيلة، على الرغم من كل الظروف.
استطاع المخرج أن يشتغل في هذا العمل على المدة الزمنية الكافية لإظهار مدى صعوبات الحياة، والفرج بعد الشدة، كما قدم مرموزات التفاؤل والحب الباقي على مر السنين، والمقاربة ما بين الحب والمرض العاطفي، الذي كان عصياً على الشفاء إلا باجتماع المحبين.
قدّمت المسرحية رسالة الإصرار على الحياة، والتمسك بالوجود، وصدّ المعتدي والغازي، بتوظيف شخصيات كانت مهمتها شدّ العزم وجمع الكلمة وانتصار التكاتف واتحاد أبناء القبيلة ضد الأعداء.
جمالية المسرحية، كبناء فني على رمال الصحراء، كانت من خلال مزج التراث والسينوغرافيا والشعر والأدب الشعبي وموروث الحكمة ومعالجة الأمراض بطريقة شعبية، وكذلك استثمار المؤثرات الموسيقية والتطور الدرامي للأحداث، ومساحة الفرجة المسرحية في جذب الأذهان والوجدان للجمهور.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض