الأربعاء 4 ديسمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جميري  أعمال فنية تجمع بين الطقوس الأدائية والتجريب العلمي

من أعمال جميري (من المصدر)
3 ديسمبر 2024 03:20

هزاع أبوالريش (أبوظبي)
تحتل تجارب الفنان الإماراتي جميري، مساحة فنية متميزة وحضوراً خاصاً، حيث تنقل المشاهدين من زمانهم ومكانهم إلى عوالم أكثر رحابة ممتزجة بجمالية الخيال، والأفكار التأملية المفتوحة. تتراكم هذه التجارب لتكشف عن عالم «جميري» المؤلف من مساحة مزدهرة وواسعة يتم إنشاؤها من خلال الأعمال والتجارب العلمية كالطقوس الغامضة التي تجري على خشبة المسرح وعبر الشاشة الكبيرة وداخل تطبيقات الهواتف الذكية. وبنفس النهج يؤلف موسيقاه، حيث تتشابك موسيقى البوب الإلكترونية العربية مع المشهد الصوتي المتعارض للموسيقى الصناعية.
 يقول الفنان جميري لـ «الاتحاد»: أعمالي الفنية تم العمل عليها بتجارب مزجت ما بين الصوت والأفلام والتقنيات الرقمية والعروض الأدائية لابتكار عوالم غامضة، ومكونة من تجارب حسية تلامس وجدانية المشاهدين والجمهور، وتسكن في ذواتهم لتشكل مشاعر تلامس أحاسيسهم، وتبقى في ذاكرتهم، وأن لا يكون العمل مجرد حاجة مؤقتة يشاهدها الناس، وإنما يكون جزءاً لا يتجزأ منهم، وهذا ما أطمح إليه. وتم تقديم أعمالي الفنية في العديد من الفعاليات والمعارض بجميع أنحاء المنطقة وعلى الصعيد الدولي، وهذا ما يجعلني أستمر في إنجاز الجديد، والشيء المميز والمبهر الذي يجذب الجمهور، ويجعلهم قريبين مما يشاهدونه من فن.

ويتابع: أعتمد على ممارسات فنية تمزج بين التكنولوجيا الرقمية، والفيديو، والصوت، والأداء لتقديم تجارب حسية غامرة، وما ميّز هذه التجارب المميز أنها جمعت بين الطقوس الأدائية والتجريب العلمي، مما يمكّنها من خلق عوالم افتراضية تتجاوز المكان والزمن، وتثير من خلالها أسئلة عميقة. مضيفاً، تتمحور أعمالي حول التجربة الحسية التي تُشرك الجمهور وتدفعهم لاستكشاف عوالم خيالية من خلال السرد المتطور الذي يتنقل بين العروض الحية، السينما، وتطبيقات الهواتف الذكية. ومن أبرز أعمالي «شواطئ لوسيفيرين» الذي أُقيم في «منار أبوظبي»، حيث يستلهم حركة أمواج البحر في تقديم تجربة بصرية وصوتية تستدعي البيئات البحرية المتلألئة كالبكتيريا المتوهجة لخلق أجواء سريالية تجسد التفاعل بين الإنسان والطبيعة مما يضيف عمقاً، وتجربة متفرّدة للجمهور.
 وأوضح أنه من خلال عمله الفني «فاصلة»، يُقدم الفنان جزءاً من العالم الفريد الذي أبدعه على أرض المعرض، ويطرح تساؤلاً حول مصير الذكاء الاصطناعي بعد فناء المكونات المادية التكنولوجية. ويحمل العمل الزوار في رحلة عبر 20 طناً من الرمال الصناعية المصبوغة بلون وردي فاقع، والذي يشيع استخدامه في منتجات ثقافة البوب وتصورات نهاية العالم. يقول جميري: «أنظر إلى الزوار وكأنهم «كيانات ذكية» تدخل إلى فضاء افتراضي، حيث يتواصل الزوار مع العمل بصورةٍ مشابهة لتواصل الأصدقاء الافتراضيين عبر الـ«فيسبوك»».
 ‎كما يتميز جميري بموسيقاه التي تمزج بين البوب الإلكتروني العربي والصوتيات الصناعية، مستقياً إلهامه من شغفه الطويل بنجوم ثقافة البوب، وعُرضت أعماله في عدة معارض دولية ومحلية منها «آرت دبي» و«فاري آرت» في ميلانو، وقد نالت أعماله دعم مؤسسات بارزة مثل «مؤسسة بارجيل للفنون» و«مركز مرايا للفنون»، وغيرها من المراكز الثقافية الأخرى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©