محمد عبدالسميع (الشارقة)
يجمع الجناح المغربي في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والأربعين، ما بين التصميم التراثي للجناح والاحتفاء اللائق بكون المملكة المغربية، ضيف شرف المعرض لهذا العام.
وبرزت الكتب والإصدارات المغربية بتصاميم وأشكال معمارية تؤكد اهتمام المغرب بتراثها وتفاصيلها العريقة والانطلاق منها نحو المستقبل، حيث عكست التصاميم مداخل المدن المغربية القديمة وعمرانها التاريخي، موشَّحةً بالعلم المغربي وعبق التراث الواضح والجاذب للضيوف العرب والأجانب، وبالتأكيد الجالية المغربية المعتزة بتراث بلدها العريق والمتنوع على أكثر من صعيد.
كما كانت الزخرفة وفنون النحت والنقش على الخشب عامل ترويج للحرفة اليدوية المغربية المشهورة والدار المغربية التي اشتهرت في الأذهان بمعماريتها الأصيلة ورونقها الجميل.
وكمضمون للجناح، تنوعت الكتب والإصدارات الحاملة لمعنى وفكرة الثقافة المغربية التي يرفدها عنصر التنوع والتكامل في المكونات الثقافية والسكانية وجذورها وروافدها، كالثقافة العربية والأمازيغية والأندلسية، وهو ما أتاح للجمهور المهتم الاستمتاع بتوليفة الجناح، وشكله الذي يضعنا برونق الحداثة الممزوجة بالحداثة والتاريخ.
أما المخطوطات، فكانت تأخذ مكانها في مواضيع عديدة، منها علوم الفلك التي اشتهر بها العلماء والفلكيون المغاربة على مرّ العصور، وكان لهم إسهاماتهم الكبيرة في ذلك، إضافةً إلى قسم يعنى بخريطة العالم جغرافياً، للشريف الإدريسي، والتي اشتهرت بإعدادها الجيد الذي استغرق خمسة عشر عاماً، وشملت قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، كخريطة تعتبر من أقدم الخرائط ومترجمة إلى أكثر من لغة، نظراً لأهميتها ومكانتها التاريخية.
كما عرض القسم الثالث من إصدارات ومقتنيات الجانب الفلكي في الجناح المغربي، مخطوطات الرحالة المغربي الكبير ابن بطوطة، الذي يحتفظ له المؤرخون والرحالة العرب والأجانب بصورة زاهية لما قدم من خدمة في رحلاته الشهيرة التي وقف فيها على عادات وتقاليد الشعوب، في عمل موسوعي علمي ومميز لا يزال له أثره حتى اليوم.
وبرزت في الجناح المغربي نسخة نادرة من القرآن الكريم كُتبت على ورق الغزال في فترة القرن الرابع الهجري، ما أعطى الجناح رونق التنوع في معروضاته ومشتملاته الفنية والأدبية، وعلاوةً على ذلك، قدّم الجناح فضاءً تفاعلياً في مجموعة الصور والفيديوهات التي وضعت الزوار بالصناعات والحرف اليدوية والتقليدية، والعديد من الفنون المغربية في النسيج والنحاسيات والفخاريات والخزف والمسميات المغربية المشهورة في هذا المجال.
وكتعزيز لأصالة البلد ضيف الشرف، تمّ رفد الفنون والمعروضات بروح الضيافة المغربية، وذلك بتقديم الشاي المغربي وفق أصوله وطقوسه التراثية، من خلال إبراز اللون التراثي والأواني التقليدية في إعادة تحضير الشاي وطريقة تقديمه، في صالون محاط بالزخرفة والتصاميم الهندسية للجناح.
أمّا الخط المغربي، والذي اشتهرت به المغرب، فكان له حضوره في ركن خاص لتجسيد هذا الفن التقليدي وتأكيد الميزات الفنية له، من خلال العرض الحي للخطاطين الذين اشتغلوا على هذا الجانب المثير للإعجاب في الملمح الفني الأصيل للخط. وهكذا، فقد استطاع الجناح المغربي في معرض الشارقة الدولي للكتاب أن يعبّر عن أصالة الدولة ضيف الشرف وحفاظها على موروثها، ويُظهر تنوّع المغرب الثقافي والتراثي، كما صرّح للإعلام عبدالله صديق، رئيس قسم المعارض بوزارة الثقافة المغربية.