عدد اليوم
هل للفراشات أثرٌ في المتاهة؟
تبدو لنا صغيرةً جداً، ونبدو لها عالماً مسكوناً بالمتاهة، هل لأثرها كما يُقال امتدادٌ كوني يُلهمنا نحو الاحتمالات الواسعة. هي حدثٌ صغير -رفرفة- بمقدورها أن تعيد الاتزان، لونٌ قابعٌ في الزرقة، ننجو من خلاله باتجاه الأسئلة، لا إجابات، نحن هنا ننسج أوصالاً لمعنى أن نكون أجنحة فراشة، رسمها الفنان مجد كردية، ببساطة.. حد الذهول، هكذا أمواجٌ تسمو بهدوء الحُلم العائم في الروح، منسابة في الفضاء العام لغاليري «فن آ بورتيه» بمدينة دبي، في محاولة دافئة للعودة إلى البيت، الطبيعة، هي ذاتها العفوية الصرفة في التكوين الجمالي.
في ملف العدد، توقفنا كثيراً، وتنبهنا لمفهوم «المتاهة»، وكيف يمكن أن يشكل حضورها في «الأدب» و«الفلسفة» و«السينما»، مسيرة من التيه والارتباك والحيرة، ورغم ذلك فإنه إذا «كنّا قادرين على الهروب من المتاهة، فهذا يعني أن وعينا لا يتطابق مع العالم المُعطى»، وبه تجلى السؤال عن طبيعة هذا «الوعي» المتفرد، في كونه تجربة كامنة في الوجود، توضح كيف أنه بمقدور إنسانٍ واحد، أن يعي جمالاً عابراً -ربما- في أجنحة «الفراشات»، ويتغير على إثره عالمه المحيط بجسارة، متجاوزاً متاهة الخوف والألم -لا هروباً- إلى مجازية الضيّ في المحبة والاستنارة.
