فاطمة عطفة (أبوظبي)
أطلقت مبادرة عام الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أولى فعاليات «مجلس قول وفعل»، وهي سلسلة من الفعاليات العائلية والأنشطة الثقافية التي تعكس مبادئ الاستدامة المتجذرة في التراث الإماراتي، حيث تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي والعمل المستدام بين الجمهور، وأقيمت في مجلس محمد خلف التابع لمجالس أبوظبي بمكتب شؤون المواطنين والمجتمع في ديوان الرئاسة، يوم 4 سبتمبر الجاري الفعالية الأولى من سلسلة مجالس «قول وفعل» بفعالية «حكاية غافة».
بدأت الفعالية، التي تعد تكريماً لشجرة الغاف، الشجرة الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ورمز المرونة والاستدامة، بجلسة شعرية قادها الأديب الدكتور سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات.
وسلطت هذه الجلسة الضوء على العناية التي كان يوليها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لشجرة الغاف وحرصه عليها.
وقد أُلقيت بعض القصائد المختارة من التراث الإماراتي احتفاءً بهذه الشجرة.
كما شارك الحضور في ورشة عمل موجهة لتطوير مهاراتهم في التفكير الإبداعي، لكتابة أبيات شعرية تعبيراً عن تقديرهم لشجرة الغاف.
ثم تلا ذلك جلسة قصصية تفاعلية للكاتبة فاطمة الحمادي.
وتم توزيع بذور شجرة الغاف على الحضور بهدف تشجيعهم على زراعة الأشجار، والتأكيد على دور الأسرة في غرس مبادئ الاستدامة، والحفاظ على شجرة الغاف.
تحفيز العمل المستدام
وعلّق عيسى السبوسي، مدير مبادرة عام الاستدامة، على أهمية غرس قيم الاستدامة لتحفيز العمل الجماعي، إذ قال «يهدف عام الاستدامة إلى تشجيع الناس على بدء رحلتهم نحو الاستدامة باتباع خطوات بسيطة يمكن تنفيذها من منازلهم. كان من بين المجالات الكثيرة التي ركزنا عليها هذا العام تشجيع الجمهور على الزراعة بوعي، نحن نؤمن بأن شجرة الغاف المرتبطة بتاريخنا وجذورنا مهمة وضرورية في الحفاظ على التنوع البيولوجي الطبيعي في دولة الإمارات العربية المتحدة. إن مجالس (قول وفعل) لا تدعو إلى تطبيق قيم الاستدامة التي ورثناها عن أجدادنا فحسب، بل تهدف إلى خلق وعي أكبر بالنظم البيئية المحلية وتنمية شعور مشترك بالمسؤولية لحماية بيئتنا. في نهاية المطاف، إن هدفنا هو تحفيز العمل المستدام ليصبح التزاماً دائماً يرافقنا مدى الحياة».
وقد أقيمت الفعالية الأولى لسلسلة مجالس «قول وفعل» بالتعاون مع «ذا كلايمت ترايب» - وهي مؤسسة اجتماعية ومنصة مكرسة لإلهام العمل المناخي عبر السرد القصصي والتفاعل المجتمعي والمشاركة. وهو ما ركزت عليه عائشة حارب الظاهري، رئيس التأثير المجتمعي في منصة «ذا كلايمت ترايب»، مؤكدة أهمية إشراك المجتمع من أجل تحقيق العمل المستدام، قائلةً: «إن تعاون المجتمع من أجل الاستدامة يولد قوة استثنائية للتغيير. معاً، ننسج إرثاً من الاهتمام بالبيئة لضمان مستقبلاً زاهياً للجميع».