أبوظبي (الاتحاد)
تنظم هيئة أبوظبي للتراث خلال مشاركتها في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2024، الذي تستمر فعالياته حتى الثامن من سبتمبر الجاري، مجموعة من المحاضرات الثقافية والتراثية، الهادفة إلى نشر المعرفة بالثقافة الإماراتية، وصون التراث المحلي، وتعزيز مفهوم السنع وما يرتبط به من سلوكيات إيجابية تؤكد التلاحم والترابط بين أفراد المجتمع.
وضمن برنامجها الثقافي والتراثي، نظمت الهيئة محاضرة بعنوان «المقناص في قصائد منتخبة»، قدّمها الدكتور غسان الحسن، رئيس وحدة البحوث والتأليف في أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبوظبي للتراث.
ارتباط وثيق
ولفت الحسن في محاضرته إلى أن الشعراء تناولوا القنص بالصقور في عدد من قصائدهم، ما يؤكد ارتباطهم الوثيق به كونه أحد العناصر التراثية المُلهمة في البيئة الإماراتية، مضيفاً: «عند حديثنا عن المقناص في الشعر النبطي تتصدر قصيدة (يا طير وضبتك بتدريب) للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كون هذه القصيدة هي الأقدم في دولة الإمارات؛ إذ نشرت في كتاب (الصيد بالصقور عند العرب)، للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والصادر عام 1976 في المؤتمر العالمي الأول للبيزرة، في إمارة أبوظبي، والبيزرة تعني (الصيد بالصقور)»، مشيراً إلى أن هذه القصيدة كتبت قبل تاريخ انعقاد المؤتمر وهي من أقدم القصائد المعروفة للشيخ زايد، ويتحدث فيها باسم الصقار الذي يدرب الطير، وتتناول أبيات القصيدة الآمال الكثيرة التي يعلقها مربو الصقور على طيرهم في عملية القنص، وشعورهم بالفخر حين يحقق طيرهم السبق في قنص الفريسة عند تنافسه مع الطيور الأخرى، مضيفاً: «تناولت القصيدة كذلك أبيات شعر تشير إلى أخلاق الإخاء والحب والتعاون بين الصقارين في رحلات المقناص».
وتابع: «هذه القصيدة تؤكد اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بهواية الصيد بالصقور التي أصبحت اليوم مقصد الكثير من الشباب والهواة، وأحد عناصر التراث الإماراتي الأصيل المتجذر في نفوس الأجيال عبر الأزمنة المتعاقبة.
وأشار الحسن إلى أن عدداً من شعراء الإمارات تناولوا الصقر في أشعارهم بدلالات ومعانٍ مختلفة.
السنع الإماراتي
كما نظمت هيئة أبوظبي للتراث محاضرة أخرى بعنوان «آداب المجالس في السنع الإماراتي»، قدمها المستشار التراثي سعيد علي المناعي، الذي بدأ حديثه بتعريف المجلس بأنه المكان الذي يجتمع فيه الناس، وله تاريخ طويل في الإمارات والوطن العربي، كما تطرق لأهمية المجالس في المجتمع الإماراتي، ودورها في تعزيز ثقافة السنع الإماراتي الأصيل.