الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«السوشيال ميديا».. منصات إبداعية للشعراء الشباب

«السوشيال ميديا».. منصات إبداعية للشعراء الشباب
19 أغسطس 2024 00:59

هزاع أبوالريش (أبوظبي)
تواجد لافت للشعراء الشباب في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، سواء في «x»، أو «إنستغرام»، أو «فيسبوك»، أو «اليوتيوب»، حيث نجد في المقابل هناك اهتماماً كبيراً من قبل الجمهور لمتابعة كل ما يقدمه الشعراء من جديد، ومن محتوى شعري حديث يشد الانتباه، ويعكس هذا الزخم والحضور الشبابي في الفضاء الافتراضي دوافع وأسباباً عدة.

بدايةً، تقول الشاعرة شيخة المطيري: منذ أن عرف الإنسان لغات التواصل أدرك الطرق التي تؤدي بصوته إلى الحياة والبقاء، وقد مارس الشاعر فن التواصل الاجتماعي منذ التاريخ القديم حين وقف في الساحات منشداً شعره. وما كانت المدرجات والأسواق إلا مساحة إنسانية وبلاغية ارتفعت فيها صوت القصيدة وعلا في أثيرها صوت الشاعر، وقد استمر الشعراء في التواصل مع المتلقي عبر الوسائل على اختلافها وتطورها. وما نراه اليوم من وجود أدوات التواصل الاجتماعي الحديثة هو استمرار لثورة المعرفة والاتصال، وتنظيم التواصل، وإن بدا في بعض الأحيان عشوائياً. وقد توافد بعض الشعراء على منصات التواصل الاجتماعي للمشاركة والتفاعل عبر الكتابة أو الإلقاء في هذه المنصات، ونجد أن الشباب استطاعوا توظيف التواصل الاجتماعي من أجل إيصال صوتهم وقصيدتهم ومنحها البعد الجغرافي الكبير.
وتضيف المطيري: أرى الأمر إيجابياً وقابلاً لأن يؤسس قاعدة هائلة من بيانات الشعراء الشباب ورصد كتاباتهم، وهذا يُقرأ من خلاله المستوى الفكري والإبداعي للشباب. كما أن هذا الأمر يشجعهم على الكتابة والتواصل مع الشعراء الآخرين وصقل مواهبهم، شريطة ألا يظن وإن كثر عدد متابعيه أنه أكبر من الشعر فلا يقبل نصحاً أو إرشاداً.

سهولة الانتشار 
وتقول الشاعرة برديس فرحان خليفة: مشاركة الشعراء بشكل عام في مواقع التواصل الاجتماعي، بلا شك، هي مسألة إيجابية ومهمة ومطلوبة في الوقت نفسه لإظهار الشعر بالشكل الذي يستحقه، ولأن يصل إلى كل المتابعين والموجودين من الجمهور في مثل هذه المنصات الرقمية. وهناك كذلك بعض التجارب الشعرية تأثرت بالشكل الخاطئ عند دخولها إلى عالم «السوشيال ميديا»، فتشتت، ولم تقدم ما كان ينتظر منها. ومن الضروري أن يكون الشاعر ذكياً من خلال مشاركاته، ويستغل وجود هذه المنصات لصالحه وصالح إبداعاته الشعرية بالشكل الصحيح الذي يتناسب مع فكره وطموحه.

من جانبه، يقول الشاعر حسن بن شرفا: هذه المواقع الإلكترونية جاءت في وقتها لأن يرى الشاعر نفسه، ويرى إبداعه بعين جمهوره ونشاطهم من خلال التعليقات والإعجابات، فجميعها تدل على نوعية الحضور والتواجد وكيفية إدارة حساباته في مثل هذه المواقع، حيث سهلت وصول الشاعر إلى جمهوره دون أية عوائق، وبكبسة زر يرى العالم ما يكتبه ويقوله الشاعر بصوتٍ وصورة و«فيديو».
وتابع ابن شرفا: صحيح أن هذه المواقع قللت من ثقل ما يُنشر من قصائد، لأنها تحتوي على الغث والسمين، ولكن بشكلٍ عام سهلت على الشاعر نشر قصائده، وعلى الجمهور أن يكون واعياً في ما يتابعه من قصيد، عكس ما كان ينشر سابقاً في الصحف والمجلات المعنية بالشعر، فهناك من يدقق ويراجع من مختصين في مجال الشعر. وأتمنى من جيل الشباب أن لا يعتمدوا علي سهولة نشر قصائدهم في مثل هذه المواقع فقط، وإنما يعززون مهاراتهم بالاطلاع الدائم والقراءات المستمرة، وتطوير ذواتهم حتى يتمكنوا من التألق والتميز والتفرد والإبداع في المجال الشعري.

إضافة إيجابية 
يرى الشاعر عبدالله محمد النعيمي، أن مواقع التواصل الاجتماعي هي الإعلام الجديد والمتنفس الوحيد الذي يوصل الشاعر بشكل مباشر للناس دون أي تدخلات أو «واسطات» أو علاقات أو انتظار مناسبات معيّنه للظهور والمشاركة. وفي رأيي، هي إضافة إيجابية لتبادل الثقافات بين الشعراء وتوسيع شبكة المتابعين بإدارة فردية من الشاعر نفسه، وتلقي ردود وطلبات وإعجاب الجماهير بشكل مباشر دون أي حاجز، حيث كان في السابق، كما هو معلوم للجميع، فرصة الشاعر تقتصر على ظهوره في الندوات أو البرامج أو عن طريق النشر في بعض الإصدارات الأدبية، أما الآن فباستطاعة الشاعر الوصول إلى أكبر شريحة من المتابعين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. والفترة الصعبة التي مرت بها البشرية أثناء انشار فيروس كورونا علمتنا مدى أهمية هذه المواقع الإلكترونية في تحقيق التواصل والحضور.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©