عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
تقوم أعمال الفنان التشكيلي المغربي عبد الصمد بويسرامن على استظهار قوة العناصر، سواء من ناحية الأشكال أو الرموز أو حتى الخطوط والفراغات، تلك العناصر التي تعطي لإبداعه نفسَه السحري والخفي واللامألوف فنرى الفنان يستظهر تلك العناصر في حيز ضيق من اللوحة، لكنها تأخذ المتلقّي إلى عوالم من الجمال والشاعرية.
فاللوحة لدى الفنان بويسرامن غنية بسرديات لونية وعلاماتية وبإشارات تجتمع فيها العناصر لصنع بؤرة فنية محملة بالحركات والتراكيب المتنوعة.
أسلوبه حداثي يقوم على قواعد ورؤى عميقة وغنية بالرموز والدلالات التي يستوحيها من الحداثة المغربية الخالصة، كما أن اللوحة عند الفنان بويسرامن تقبض على الألوان المُبهجة والتي تريح العين، لأن الفنان خبر الألوان وأسرارها وتراكيبها وفق ضوابط صارمة، فسحرية ودهشة العمل الفني لدى الفنان بويسرامن يقوم أولا على اللون وتوظيفه والاشتغال عليه.
في مدينة أصيلة، وفي موسمها الثقافي الدولي، شارك الفنان عبد الصمد بويسرامن إلى جانب فنانين كبار من مختلف أنحاء العالم، قدم بعض أعماله التي استحسنها النقاد وزوار الملتقى الدولي.
في تصريح لـ (الاتحاد) قال الفنان عبد الصمد بويسرامن: أشتغل ضمن هذه «السيرورة» التي تتعقب «الصيرورات» الواقعة في زمننا هنا والآن إذ تتحول الكتابة عندي إلى فعل وانفعال، ورصد أركيولوجي. فالفنان ابن زمنه وبيئته، ولا يمكن أن ينتج فنه إلا داخل زمن وفضاء وبيئة وثقافة محددة.
ويتابع قائلاً: في عالم يتخلله التغيّر المستمر، والتحول الدائم، يفرض علينا هذا الانزياح المتواصل صوب المجهول، أن نعيد التفكير في الحاضر، وفي علاقته بالمُتغير الذي يصير دائماً ماضياً.. وهو ما يقودنا إلى مساءلة تاريخنا البشري المشترك، لكن عبر الحفر في الحاضر بأدوات أنثروبولوجية وأركيولوجية، تستمد شرعيتها من كون الإنسان كائناً لا يمكنه أن يحيا إلا ضمن جماعات بكل حمولاتها الطبقية والفكرية والتاريخية والثقافية. كما أن الفن يعمل عمل المشرحة، لمعرفة مكامن الخلل وتِبيان الخفيّ وتتبع ورصد التطور البشري. وكل ذلك ضمن سياق ما يمكن تسميته بـ «أركيولوجيا الحاضر».. أي ترصّد الدينامية التاريخية في تحولاتها في الزمن الحاضر. وخاصة في ظل السرعة التي يفرضها عالمنا اليوم. ولا يتحقق ذلك إلا عبر تدوين وكتابة وتسجيل أدق تبدّل حاصل.. بكل ما تحمله كلمة «الكتابة» من معانٍ ودلالات ومفاهيم مرتبطة بها.
