الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

آراء تثمن أدوارهم في المجتمعات: المفكرون والمبدعون صُنّاع وعي ودعاة تنوير

آراء تثمن أدوارهم في المجتمعات: المفكرون والمبدعون صُنّاع وعي ودعاة تنوير
13 أغسطس 2024 01:39

هزاع أبوالريش (أبوظبي) 
يقف المبدعون والمفكرون دائماً موقفاً أصيلاً ومدافعاً عن المجتمعات، وعن استقرارها، وطالما كانوا عبر التاريخ مصدراً للتنوير ونشر قيم ومبادئ التسامح والتعايش واحترام ثقافات الآخر، ومن خلال أقلامهم المضيئة وخبراتهم المعرفية والفكرية المتراكمة والثرية يحتل المفكرون مكانة استثنائية في تاريخ أوطانهم، حيث يتصدون بكل صدق واستنارة للأفكار السوداوية والمتطرفة، ويواجهونها بالحكمة والتحليل، كاشفين زيفها، وسوء المقصد من ورائها.

بدايةً، يؤكد معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية: لا شك في أن أيديولوجيات الجماعات الدينية المتطرفة، تركت آثاراً سلبية ومدمرة في المجتمعات، ورغم ذلك كان لها أيضاً تأثيرات إيجابية، إذ استنفرت المفكرين والمبدعين والمثقفين في المجتمعات المختلفة، للتصدي لتلك الأفكار، وكشف ضعف المنطق الذي قامت عليه، وانحراف رؤى أصحابها وتزييفهم الحقائق، فأصدروا العديد من الأعمال التي تنتقد هذه الأيديولوجيات، وتكشف الخلل في حساباتهم على نحو ما أوضحته وبيَّنتُه جلياً في كتاب «السراب»، ومن ثم كتاب «جماعة الإخوان المسلمين في دولة الإمارات العربية المتحدة.. الحسابات الخاطئة». 
ويضيف معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي: «لقد تناولتُ في كتاب (الحسابات الخاطئة) تجربة الإخوان المسلمين، الجماعة الأم لهذه التيارات، وأثبتُّ أن أحد أهم أسباب تدهورهم هو حساباتهم الخاطئة، وعدم امتلاكهم رؤى سياسية واقعية للتعامل مع متطلبات القيادة والحكم، وأظهرتُ كذلك في كتاب (السراب) حقيقة المواقف التي تحاول هذه الجماعات إخفاءها، وركّزتُ بشكلٍ خاص على ممارسة العنف، أو تبريره وتشجيعه. وبعد فشل تجربة تلك الجماعات التي وصلت إلى السلطة، وعجزهم عن تقديم حلول واقعيَّة للمشكلات التي تواجه المجتمعات العربية والإسلامية، ثَبُتت صحة ما توصلت إليه».

أفكار بناءة 
من جانبها، توضح الدكتورة فاطمة الصايغ، أستاذ مشارك بقسم التاريخ في جامعة الإمارات العربية المتحدة: في البداية تحاول التيارات الظلامية أن تكتسب أرضية في الشارع وبين عوام الناس، مستغله العاطفة الدينية، ولكن بالمقابل أصبح هناك وعي متزايد بين الناس، والأخص هم الكتَّاب وأصحاب المؤلفات الأدبية، وهذا ما شاهدناه من خلال إصدارات وصلت إلينا ناقلة أفكاراً بناءة، وتجعل القارئ أمام حالة من الوعي والإدراك، والفهم لواقع حقيقي، ومرآة صافية خالية من الشوائب الدخيلة، والأفكار العقيمة. 
وتشير الصايغ إلى أن هذه قيمة الثقافة، ومدى أهمية الوعي من خلال ترسيخ مفاهيم تحارب الأفكار بالأفكار، وتجعل القارئ أمام حقائق يستدل من فحواها إلى ماهية الخلاصة التي تنبغي أن تكون عليها الإنسانية، فالكثير من الكتب والمؤلفات أوضحت حقائق وكشفت أفكاراً كانت خاطئة، وصنعت وعياً متجدداً في سرد إبداعي ملهم يتوافق مع الظروف بتحدياتها الراهنة.
وتابعت الصايغ: هنا تكمن الجمالية، لأن الإبداع لا ينشأ إلا بوجود ما يستفزه، وما يحرك تلك المياه الساكنة، حتى تفيض الأفكار وتسترسل التحليلات لأن تكون حاجة جديدة، تستفيد منها الإنسانية، وتشكل لدى القارئ حالة من الوعي والفهم والإدراك الناضج والحيوي وتحليل المعطيات المحيطة من حوله. مختتمة: ضمير الإنسانية بحاجة إلى حضور ثقافي- فكري - فلسفي يمخر عباب الحياة مبرزاً استراتيجية إنسانية خالية من السوداوية والظلامية، وهذا الحضور لا يأتي إلا في ظل وجود كُتَّاب ومؤلفات تتصدى لكل ما يؤثر على فكر الإنسان بشكل سلبي، ويعكر صفو الحياة وجماليتها البديعة، وهذا ما نلاحظه في معارضنا الثقافية من إصدارات متنوعة، سواء كانت في التسامح والإخاء والتعايش مع الآخر أو العديد من المؤلفات الأخرى التي تبيّن مدى أهمية هذا الحضور والتواجد في مثل هذه المحافل الدولية، مبرزة دور الوعي وأهمية الثقافة.

نشر الوعي
تقول الدكتورة عائشة علي الغيص، كاتبة وناشرة: نلاحظ في الفترة الأخيرة أن هناك الكثير من المؤلفات التي تحارب الأفكار السوداوية بنشر المزيد من الوعي والثقافة للارتقاء بالحياة والإنسانية. حيث يقول الأميركي «وارنس أكت»: «إننا عندما نفكر بطريقة سلبية فنحن نهيئ أنفسنا للفشل، وكلما دربنا عقولنا أكثر على التفكير بطريقة إيجابية كانت النتائج أفضل»، مضيفة: هناك الكثير من الأفكار الظلامية التي شهدتها البشرية، وهذه الأفكار السلبية عدو خطير يهدد حياة كل إنسان عندما تتحوّل هذه الأفكار إلى واقع حقيقي وملموس بعد فترة زمنية، لذلك لا بد من مواجهتها عبر إبداعات المفكرين والمثقفين.
تطوير الذات
تنتقل الدكتورة عائشة علي الغيص إلى الحديث إلى جانب آخر في التكوين المعرفي وصقل المهارات الذاتية والمعرفية، فتقول: في الفترة الأخيرة نجد المشهد الثقافي زاخراً بكتب مثل تطوير الذات، والتي تخاطب العقل والفكر والنفس، وتسهم في توجيه القارئ إلى تحقيق التوازن النفسي والنجاح الشخصي والمهني، وتعد هذه الكتب إحدى أبرز الوسائل المؤثرة لتعزيز قوة الشخصية والثقة بالنفس، مما يسهم في بناء مهارات التواصل الاجتماعي الفعال. وكذلك تعتبر هذه الكتب بمثابة مرشد ودليل ينير لنا الطريق نحو تحسين الذات، كما تتيح للقارئ الفرصة لمواجهة التحديات بثقة أكبر وبناء علاقات أكثر صحة وإيجابية مع الآخرين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©